اسباب تكون الأنياب الغائرة وأهميتها
الأسنان الغائرة أو المطمورة ظاهرة يعاني منها البعض ، إذ تنمو بعض الأسنان وتتكون ولا تظهر كاملة مما يعني عدم قدرتها على تأدية وظيفتها ، وتشيع هذه الظاهرة غالبا في ضرس العقل أكثر من بقية الأسنان ، يليه في ذلك الناب العلوي وهي من الأسنان الأمامية التي تظهر في سن 13 تقريبا ، وفي حال ضرس العقل الغائر يمكن التخلص منه وإزالته جراحيا حتى لا يسبب آلام شديدة للمريض ، أو يؤدي لتكون أكياس مرضية أو أورام ، أو يعمل على دفع الضرس المجاور له مما يسبب تسوسه أو تحلل جذره ، أما الأنياب العلوية فلا نفرط بها ونسرع في خلعها نظرا لأهميتها الكبيرة .
أهمية الأنياب داخل القوس السنية بالفم :
للأنياب العلوي بالفم أهمية كبيرة إذ تقوم بتقطيع الطعام مع أهميتها في تجميل الابتسامة ومظهر الفم ، لذا يؤدي تأخر أو عدم ظهور الأنياب في مكانها داخل القوس السنية في الفم إلى نقص في مظهر الفم ، وعند تأخر ظهور الناب لضيق الفك نلجأ لخلع أحد الضواحك للمحافظة على ظهور الناب في مكانه الصحيح ، بالإضافة لأهمية الناب في عملية اطباق الأسنان لتقوم بوظيفتها بشكل صحيح .
أسباب الأنياب العلوية الغائرة :
تتعدد أسباب الأنياب العلوية الغائرة ويمكن تلخيصها في النقاط التالية :
–
وجود أسنان اضافية داخل القوس السنية .
–
تزاحم الأسنان : إذ يكون حجم الأسنان التي لم تظهر بعد أكبر من حجم الفك مما يخلق تزاحم بين الأسنان الموجودة لامتلاك مكان وهي في طور البزوغ والظهور داخل الفم ، وهو ما يجعل الأنياب لا تجد الأماكن اللازم لبزوغها وقيامها بوظيفتها ، وينتج تزاحم الأسنان لعدة أسباب هي :
–
العامل الوراثي : وهو عامل هام وأساسي في نمو الفكين بشكل متناسق لاستيعاب جميع الأسنان في أماكنها الطبيعية وبزوغها دون أي عائق .
–
تأخر سقوط الأسنان اللبنية في وقتها .
–
فقدان بعض الأسنان أو خلعها في وقت مبكر من عمر الطفل ، مما يؤدي إلى تحرك الأسنان المجاورة وميلها نحو المكان الفارغ مما يسبب ضيق في المساحة اللازمة لبزوغ الضرس الدائم ، وهو ما يردي إلى عدم بزوغ هذا الضرس أو ظهوره في اتجاه غير صحيح ، وهو ما يحتاج لتقويم لإعادة المساحة اللازمة لبزوغ السن ، وعادة ما تحدث هذه الحالة في الضروس الخلفية ، لذا يجب الاحتياط لعدم حدوث هذه الحالة وذلك بعلاج الضرس أو السن اللبني ، أو علاج أعصابه وفي حين الحاجة لخلعه لابد من تركيب جهاز تقويم المعروف باسم حافظة المسافة .
–
بعض العادات الضارة بصحة الفم والأسنان في مرحلة الطفولة : مثل عادة مص الإبهام ، والدفع اللساني ، وهي عادات تسبب ضيق الفك العلوي مما يؤدي لعدم استيعاب القوس السنية للأنياب ، مما يسبب انطمارها داخل العظام وعدم بزوغها .
–
التنفس عن طريق الفم بسبب الإصابة بأحد الأمراض التنفسية مثل وجود لحمية ومنه ضيق في الفك العلوي .
–
نمو الزوائد غير العادية على الأنسجة الرخوة في اللثة ، أو في السماكة الشديدة لها مما يصبح عائق أمام تقدم النياب وظهورها في المكان الصحيح وبالتالي انطمارها .
أهمية الكشف المبكر على النياب الغائرة :
–
يعد الكشف الروتيني والاشعاعي لأسنان الأطفال قبل نهاية العام السابع خطوة هامة جدا لاكتشاف احتمالية اصابة الطفل بسوء الإطباق ، ومنه انطمار الأنياب فيما بعد ، والعديد من المشاكل التي يسببها سوء الإطباق والذي يمكن اكتشافه مبكرا وعلاجه بشكل أسهل .
–
قد تحتاج بعض الحالات للملاحظة حتى سن التاسعة أو العاشرة ، لاكتشاف امكانية ظهور الناب داخل القوس السنية دون أي عائق ، وهو ما يعني بزوغه بطريقة طبيعية .
–
في حال استمرار الناب الغائر حتى سن الثالثة عشر يجب استشارة طبيب تقويم الأسنان لصعوبة بزوغ الناب بصورة طبيعية .
–
كلما تأخر الطفل في زيارة الطبيب لاكتشاف وعلاج الأنياب الغائرة كلما زادت احتمالية التحام الناب مع العظم ، وعندها يكون من الصعب العلاج بالتقويم وتوجيه الناب للظهور في مكانه ، بل يكون لا مفر من الخلع الجراحي .
علاج الأنياب الغائرة بالتقويم :
عندما يكون المريض لا يزال في مرحلة النمو يكون الناب في مكان قريب من مكانه الطبيعي ، لذا لابد من الحفاظ عليه بشكل أساسي ، ويكون الحل بصنع فتحة جراحية صغيرة بالقرب من تاج الناب الغائر للكشف عنه ، قم وضع حاصرة على التاج ، والوصل بين الحاصرة الموجودة على الناب مع حاصرة توضع على أقرب سن في القوس السنية بواسطة سلسلة قصيرة ، مما يساعد على سحب الناب الغائر بمرور الوقت لمكانه الطبيعي .
قد تبدو هذه العملية صعبة للبعض إلا انها عملا روتينيا لبعض جراحي الأسنان وأخصائي التقويم ، ويمكنهم تحديد نسبة نجاحها قبل البدء بإجراءها ، مع مراعاة أن اهمال علاج الأنياب الغائرة يؤدي لحدوث تشوهات في الوجه والفكين ، مما يؤثر على صحة المريض النفسية وفقدانه الثقه بالنفس .