حقيقة وفاة ” أوليفر كرومويل” قائد الثورة الإنجليزية بالسم
اعلن الطبيب الامريكي “سانجاي سانت” في تصريح له أن سبب وفاة “أوليفر كرومويل” القائد الاعلى للثورة الانجليزية في القرن السابع عشر لم يكن تناوله السم كما كان متداولا. بل قال انه توفي بسبب إصابته بمرض الملاريا ثم إصابته بحمى التيفوئيد التي انتجتها بكتيريا السالمونيلا. و قد نشرت هذا مجلة “Live science” نقلا عن تقرير للطبيب “سانجي سانت” الذي قدمه في مؤتمر عن تاريخ علم الامراض السريرية، و الذي عقد في جامعة ميريلاند.
و في نفس المؤتمر يلتقي الأطباء كالعادة لمناقشة قضية وفاة الشخصيات التاريخية المشهورة. و على سبيل المثال عرف المؤتمر في سنة 2007 أن الرئيس الأمريكي السادس عشر لم يكن ليتعرض للوفاة بعد أن تمت محاولة إغتياله لو تم نقله إلى وحدة العناية المركزة من النوع الحديث التي توجد حاليا في المستشفيات. و في سنة 2012 أوضح الأطباء بأن سبب تصلب الشرايين، الذي سبب في وفاة مؤسس الدولة السوفيتية “فلاديمير لينين” هو التعب و الإرهاق الزائد و بعض العوامل الوراثية الغير متوافقة.
و الجدير بالذكر أن الثوري كرومويل كان قد توفي بطريقة مفاجئة في شهر سبتمبر سنة 1658 و لم يستطع الأطباء أن يحددوا أسباب وفاته، ففي ذلك الوقت ظنوا أن السبب في الوفاة كان نوبة ملاريا او وجود حصى في الكلي أو ربما دس السم له من طرف الطبيب الذي كان يناصر العائلة المالكة المخلوعة.
في نفس الوقت ذكرت المجلة أن البروفيسور “سانجاي سانت” هو أستاذ الطب الباطني في جامعة ميتشيغان ، و قام بإجراء دراسة لسجلات الأطباء و ما تم تدوينه من طرف أنصار كرومويل، و توضح له أن مخ كرومويل كان أثناء عملية تحنيط جثته ذو درجة حرارة عالية مع وجود انتفاخ في رئتيه بينما كان الطحال يحتوي على مادة دهنية. و يقول الباحث أن هذه الاعراض تؤكد إصابته بحمى التيفوئيد و هو المرض الذي كان منتشرا على نطاق واسع في القرن السابع عشر، و تنتشر العدوى بهذا المرض في غالب الأحيان بواسطة شرب الماء الملوث أو تناول طعام يضم بكتيريا السالمونيلا ” Salmonella typhi ” و يظن ان هذه العدوى قامت بتوجيه ضربة قاتلة لجسم كرومويل الذي كان يبلغ حينها 59 عاما و الذي كان ضعيفا بسبب إصابته بمرض الملاريا.
أوليفر كورمويل
ولد في 25 أبريل سنة 1599م و توفي في 3 سبتمبر سنة 1658 و هو قائد عسكري و شخصية سياسية إنجليزية. يعتبره نقاده أحد القادة الديكتاتوريين و يشتهر بهزيمته للملكيين في الحرب الأهلية الإنجليزية. جعل من إنجلترا جمهورية و تزعم الكومنولث في إنجلترا. و لد كورمويل في وسط طبقة النبلاء الوسطى، و بقي شخصية غامضة لاول أربعين عام من حياته، و عمل كفلاح مزارع لعدة سنوات منذ سنة 1630 قبل أن يعود إلى طبقة النبلاء بسبب ميراث عمه.
اعمتد أسلوب التحفظ و التزمت كعقيدة أساسية في حياته و أفعاله ، و كان عضوا منتخبا في برلمان كمبريدج. ثم دخل الحرب الأهلية الإنجليزية فيما بعد في صفوف البرلمانيين. منذ سنة 1599 إلى غاية سنة 1640 التي تعبر عن أربعين سنة الأولى من حياته كانت غامضة إلى حد ما حيث انه لا توجد إلا القليل من المصادر التي تحكي عن هذه الفترة في حياته. والده هو “روبرت كرومويل” و والدته هي “إليزابيث كرومويل” و تعود أصوله إلى كاترين كرومويل المزدادة سنة 1482. كان الوضع الإجتماعي و المادي لأسرته عند ولادته منخفضا نسبيا وسط طبقة النبلاء.
و في الحرب الأهلية التي اندلعت بين أنصار الملك تشارلز الأول من طرف و جيش البرلمانيين و الأسكتلنديين حلفاء البرلمانيين من طرف آخر سنة 1645م ، هزمت القوات الملكية في نيزبي فوجد تشارلز نفسه عزولا فاستسلم و سلم نفسه سنة 1646م إلى الاسكتلنديين و الذي قاموا بدورهم بتسليمه إلى جيش البرلمانيين.