حياة امير القلوب ” الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح ” واهم انجازاته
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح
، الأمير الثالث عشر لدولة الكويت ، حكم البلاد لمدة تسعة وعشرين عاما كانت حافلة بالإنجازات العظيمة التي يشهد لها كل مواطن كويتي كبير كان أم صغير ، فأحدث العديد من التطورات التي استطاع من خلالها أن تصل الكويت لمكانة رائدة في شتى المجالات سواء اقتصاديا ، عمرانيا ، سياسيا وحتى اجتماعيا ، كان يلقبه أبناء الوطن بـ ” بابا جابر ” وذلك لأخلاقه الحميدة وتواضعه ومعاملته الرحيمة مع أبناء شعبه ، فهو فعلا كان مثال الأب الذي يحتوي أبنائه ويلتف حولهم لحمايتهم والارتقاء بهم عاليا ليوصلهم إلى بر الأمان … تقريرنا هذا بمثابة مرجع لسيرة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ، ليستفيد منه الجيل الذي لم يعاصر فترة حكم الشيخ جابر الأحمد ليكون قدوة لأبناء الجيل الجديد ليحتذى به وليمشوا على خطواته استكمالا لمشوار بدأه أجدادهم .
نشأته وبداية حياته :
ولد الشيخ جابر الأحمد الصباح في عام 1926 ، وهو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر الصباح ووالدته هي الشيخة بيبي سالم المبارك الصباح ، نشأ الشيخ جابر الأحمد نشأة محافظة ولكنها لم تكن بذلك التزمت ، حيث تربى سموه رحمه الله على المبادئ الإسلامية وتطبيق شريعتها في جميع أمور حياته كما تربى على حب التعلم والثقافة كما هو والده الذي كان مثله الأعلى الذي استمد منه الكثير من الأمور الحياتية وتعلم من تجاربه التي ساعدته فيما بعد في فترة حكمه للبلاد .
تلقى تعليمه سموه رحمه الله في كل من مدرسة المباركية ومدرسة الأحمدية ، وفي تلك الفترة كان يخصص له والده مدرسين ليتعلم أصول اللغة العربية وآدابها وأصول اللغة الإنجليزية وآدابها ، وكان يجوب مع والده أنحاء العالم بأسره ليتعرف على أحوال شعوبها .
حياته العملية والسياسية :
دخل الأمير جابر الأحمد الصباح في معترك العمل بداية سنة 1949 حيث عينه والده نائبا في مدينة الأحمدي لمدة عشر سنوات ، ثم انتقل بعد ذلك إلى مهمة أخرى حيث عينه الشيخ عبدالله السالم الصباح في الأمور المالية للدولة سنة 1959 فوكل إليه مهمة إدارة المال والأملاك العامة كما عينه مسئولا في مكتب شئون النفط والإسكان ، كما كان رئيس مجلس النقد في الفترة التي أصدرت أول عملة رسمية للكويت سنة 1961 وكانت تحمل توقيعه .
بعد حصول الكويت على استقلالها في عام 1961 تم تشكيل أول حكومة كويتية برئاسة الأمير عبدالله السالم الصباح ، وتم تعيين الشيخ جابر الأحمد وزيرا للمالية والصناعة ، وبعد فترة ضمت إليه وزارة التجارة أيضا ، وفي حكومة الشيخ صباح السالم الصباح عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى منصبه كوزير للمالية والصناعة .
بعد وفاة والده الشيخ عبدالله السالم الصباح في عام 1965 تم تعيينه وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء ، ثم أصبح حاكما عرفيا في ظل حرب يونيو حتى عام 1968 .
أهم إنجازاته :
قبل الحكم :
• قبل أن يتولى حكم البلاد كان له العديد من الإنجازات عندما كان وزيرا للمالية والصناعة ، لعل من أهمها أنه قام بتأسيس ميناء الشويخ .
• عمل على تشغيل تقطير مياه البحر حيث أنشئت في عهده كوزير للمالية أول محطة لتكرير المياه
• قام بتأسيس شركة البترول الوطنية الكويتية التي هي من أكبر الشركات النفطية على مستوى العالم .
• أنشأ الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في عام 1961 وكان رئيسا لمجلس إدارته .
خلال فترة الحكم :
• أنشأ مشروع الغاز في منطقة الأحمدي في عام 1979 .
• أنشئ في عهده مرصد العجيري الفلكي في عام 1980 حيث تم الانتهاء منه في عام 1986 .
• أصدر قرارا بتقسيم الدوائر الانتخابية من عشرة إلى خمسة وعشرين دائرة انتخابية .
• أمر بإنشاء شركة المشروعات السياحية لتحفيز وتطوير السياحة في الكويت .
• قام بافتتاح المركز العلمي الكويتي في عام 2000 بالمشاركة مع الرئيسي اللبناني السابق إميل لحود .
• كان مهتما للشئون الرياضية بشكل كبير ومن أكبر الداعمين لبطولة كأس الأمير في كرة القدم ، حيث كان أول أمير كويتي يتابع المباراة النهائية للبطولة وكان ذلك في موسم عام 1993/1994 .
• قام بافتتاح نادي الرماية الكويتي في عام 1959 .
• كان مهتما بنشر الثقافة العامة والحفاظ على التراث الكويتي من خلال إنشائه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمتحف الوطني الكويتي ، ومتحف الفن الحديث والمكتبة الوطنية .
• كان مهتما بأمور الدول الفقيرة ، حيث أصدر قرارا بإسقاط فوائد الديون على الدول الفقيرة .
• كان أول من اقترح فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي .
وفاته :
عانى الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله من مشكلات صحية في السنوات الأخيرة من عمره ، وكان يتلقى العلاج خارج الكويت بين الحين والآخر إلى أن تعرض لوعكة صحية كبيرة نقل خلالها إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج وذلك في عام 2001 وكانت هي الفترة الأكبر التي غاب بها عن البلاد حيث عاد بعد 117 يوم من مغادرته ، واشتد عليه المرض إلى أن أصيب في نزيف بالمخ بتاريخ 15/1/2006 أدت إلى وفاته ، وقد تم تنكيس الأعلام في الكويت وأعلن الحداد الرسمي في جميع الدوائر الحكومية ، وقد حضر تشييعه العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء على رأسهم الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان والملك عبدالله الثاني بن الحسين والشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، ودفن سموه في مقابر الصليبخات بحضور كبار الشخصيات الكويتية .
وقد أثار خبر وفاته حزنا عامرا في جموع الكويت وبكاه الشعب الكويت حزنا لفراقه ، وأطلقت العديد من المسيرات تحت شعار ” مليون رسالة وقصيدة ودعاء ” تعبيرا عن حب الشعب لأمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الصباح ووفاء له ، كما أطلقت العديد من الحملات تعبيرا عن مشاعر الحزن والوفاء في آن واحد من ضنها حملة ” خطها بيدك ” التي تهدف إلى كتابة رسائل الحب من الشعب للأمير جابر الأحمد ، وأطلقت مسيرة أخرى باسم ” الوفاء لجابر الخير ” ، وتشكلت لجنة خاصة لكتابة أطول رسالة رثاء في العالم للأمير جابر الأحمد حيث كان طولها ثلاثة آلاف متر وتمت كتابتها في غضون ستين يوما من قبل متطوعين شباب ، ودخلت الرسالة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول رسالة رثاء على مستوى العالم بأكمله .