حقيقة تنبؤات العرافة البلغارية “فانغا ” عن المسلمين

هل وجد متتبعوا التنجيم و خاصة الشغوفين بالعرافة البلغارية الشهيرة “فانغا” علاقة بين تنبوأتها و بين ما يحصل حاليا في أوروبا من احداث و مآسي سوريا ؟ و لكن قبل هذا من تكون العرافة فانغا ؟

إنها عرافة بلغارية مشهورة خاصة في دول شرق أوروبا و روسيا، ولدت هذه العرافة و كان اسمها “فانغيليا باديفا غوشتيروفا” في دولة بلغارية سنة 1911 و توفيت سنة 1996م ، و كان يقصدها كبار المشاهير و السياسيين لمدة طويلة من الوقت. و كتب عنها الكثير في الصحف و الكتب و تحدثوا عن قواها الخارقة، و لها عدة مقاطع مسجلة لفيديوهات مرئية تعرف بإقبال كبير من طرف مستخدمي مواقع الفيديوهات إضافة إلى الأفلام الوثائقية التي تتحدث عنها و البرامج التلفزيونية التي خصصت لها بشكل متواصل.

و عند وفاة فانغا أعلنت عبر الانترنت العديد من التنبؤات التي قيل بأنها تعود لها و التي شملت احداث الفترة الزمنية بين 2008 و سنة 5079م. و يقال أن هذه العرافة البلغارية التي كانت قد فقدت بصرها في فترة طفولتها في الثمانينات من القرن الماضي بأنها قالت بأن المصائب ستنهمر على كل مكان في العالم و ستمس كل الشعوب. و ان الناس سيمضون حافيين عارين بدون ملجئ ولا غذاء و لا ضوء. و أن كل ما كان مجتمعا سيتفرق إلى قطع و سيقع ذلك في مكان ليس ببعيد عن روسيا.

و أشار في وقت سابق عدد من الكاتبين و الباحثين، أن تدفق اللاجئين السوريين إلى دول أوروبا يعد تفسيرا لهذه التوقعات و أن العرافة فانغا كانت تقصد الاتحاد الأوروبي في قولها أن كل شيء كان مجتمعا سيتفرق إلى قطع، في الوقت الذي أعتبره آخرون في ما مضى حديثا عن أوكرانيا.

و يستدل العديد من الباحثين في هذا المجال و المطلعين على نبوءات العرافة البلغارية بحديث سجل سنة 1978م عنها و الذي صورت فيه صورة قاتمة قيل أنها عن سوريا. و قالت في هذا التسجيل أنه ستكون هناك أوقات صعبة ، و سينقسم الناس على أسس دينية، و ان سوريا ستتدمر تحت أقدام المنتصر، لكن هذا المنتصر لن يبقى كذلك، فالأخ سيقف ضد أخيه، و الأمهات سيرمين أولادهن، و كل شخص سيبحث عن الطريق إلى الهروب بشكل منفرد دون التفكير في غيره.



الخطر الإسلامي



و ما زاد الضجة و ضخمها هو تنبؤها الذي تبع هذا الأخير، و أثار حفيظة الأوروبيين و تعالت أصوات الدول الغربية للتحذير من ترديده و التخويف منه كما لو كان أمرا محسوما، عندما أشارت في إحدى الجمل التي صرحت بها قائلة بأن المسلمون سيحكمون أوروبا! محددة بأن ذلك سيكون في سنة 2043 بالضبط. و وصفت النبوءات التي نسبت إلى العرافة فانغا صورة مخوفة عن مستقبل البشرية و نهايته حيث قالت بأنه ستأتي في القريب أمراض جديدة لا يعرفها الناس و ستكثر وفايات الناس في الشوارع بدون سبب معين، و بدون مرض معروف، و ستنتشر امراض خطيرة تصيب حتى الذين لا يعانون من أي أمراض.

و كلما زدنا في قراءة نبوءات العرافة البلغارية إلا و زادت الصور المرعبة في مخيلتنا، فقد قالت العرافة في نبوءة أخرى أنه سيكون هناك تسرب إشعاعي في نصف الكرة الأرضية الشمالي و سيؤدي إلى قتل الزرع و الضرع، إضافة إلى هجوم كيميائي قالت بأن المسلمون سيقومون به ضد كل من تبقى حيا في أوروبا.



حقيقة التنبؤات



و قد تم تسجيل و جمع نبوءات العرافة فانغا سنة 1978 و ذلك من طرف المدعوة “بويكا تسفيتكوفا” التي رافقت العرافة طيلة 15 عاما إلى غاية لحظة وفاتها سنة 1996، و تم العثور على هذا التسجيل في الأعوام الأخيرة فقط. و رغم إصرار محبي و متابعي فانغا على أن نبوئاتها صادقة و حماستهم في إثبات ذلك من خلال الوقائع، إلا أن جزءا كبير من التنبؤات الأخيرة كان يحتوي على حرب عالمية ثالثة سنة 2010 و انها ستنتهي سنة 2014 و تستعمل فيها أسلحة كيماوية و هو الأمر الذي لم يحدث.

و كما تلاحظون أيضا أن هذه التنبؤات تم إقحام بها بشكل متعمد و متكرر “الخطر الإسلامي”. و يقول خبراء تابعوا هذه التصريحات بأن مؤشرات عديدة تدل على أن هذه القائمة الطويلة من التنبؤات لا علاقة لها بالعرافة فانغا ، و ذلك لظهورها بعد وفاتها و لعدم وجود مصدر لها، كما أن الكتب المعروفة التي تحدثت عن سيرة العرافة البلغارية الشهيرة لم تنشر أي شيء له صلة بهذه التنبؤات عن العالم الإسلامي لا من قريب و لا من بعيد، إضافة إلى أن صياغاتها لا تتوافق مع أسلوب فانغا البسيط و شخصيتها الريفية.