لهذا تخلت لندن عن ساعة “بيغ بن” الشهيرة
تعتبر ساعة بيغ بن الشهيرة ” Big Ben ” معلما معروفا في بريطانية و العالم كله، و هي أشهر جهاز لقياس الزمن في العالم كما أنها من اهم الأماكن التي يزورها السياح في بريطانيا و يأخذون صورا تذكارية بجانبها، لكن مؤخرا بدأت تظهر عليها علامات الكبر و القدم عندما أضحت تدق متاخرة عن الوقت الحقيقي ، و هو الأمر الذي جعل مدينة لندن تتخلى عن أهم معالمها لسنوات.
و قد أوضحت دراسة حديثة قامت بها لجنة برلمانية أن الساعة الشهيرة في لندن تحتاج إلى الترميم المكثف لإصلاح التآكل الذي سببته المياه و التشققات التي ظهرت على بنائها، بعد مرور 35 سنة على آخر عمل ترميم مشابه تم إجراؤه. و صرح مصدر برلماني بأن إعادة ترميم الساعة التي يصل وزنها إلى 5 أطنان، و من ضمنها عقرب الدقائق الذي يبلغ طوله 4 أمتار، قد تصل تكلفتها إلى 40 مليون جنيه استرليني أي ما يعادل 60 مليون دولار مع إستمرار أعمال الترميم لمدة 3 سنوات.
و قالت الناطقة الرسمية باسم مجلس العموم البريطاني أن أعضاء اللجان التابعة لمجلسي البرلمان يتابعون حاليا الدراسة قبل أن يقدموا النصح بهذا الشأن فيما يتعلق بالاعمال لتحديد أفضل الطرق لإكمال هذا التأهيل. و قال نفس المصدر البريطاني أن ساعة بيغ بن في حالة تآكل مستمر إلى الدرجة التي من الممكن معها أن تتوقف بشكل كامل.
ساعة بيغ بن “
Big Ben
“
بدأت تدق الساعة منذ يوم 3 يونيو سنة 1859، و قد اختير اسمها تيمنا بوزير الأشغال البريطاني آنذاك و ذلك باختصار اسمه “بنجامين هول” ” Benjamin Hall” و هو الذي كان مشرفا على تنفيذ هذا المشروع و تصميم برج الساعة و تثبيتها في لندن. و في يوم الثلاثاء 26 يونيو سنة 2012 جاء قرار بتغيير اسم البرج إلى برج إليزابيث بمناسبة اليوبيل الماسي لجلوس الملكة إليزابيث على العرش الملكي بعد أربع أيام من الاحتفالات.
و لأن وزير الأشغار البريطاني آنذاك كان ضخما الجسم، كانوا يطلقون عليه اسم بيغ بن، و تكريما له تمت تسميتها على لقبه. و تعرف الساعة بدقتها المتناهية في قياس الوقت، و هي رمز للتوقيت العالمي “غرينيتش”، و يصل وزن جرسها وحده حوالي 13 طنا بينما طول احد عقاربها 14 قدما و الآخر 9 أقدام، فيما يبلغ طول البرج 320 قدما. و تتواجد الساعة في برج القديس استيفان في الجزء الشمالي من مبنى البرلمان في دائرة ويستمنستر في لندن.
و صمم الساعة المصمم “إدموند بكيت” وصنعها “إدوارد دنت” الذي قام باختراع نظام يعزل حركة الساعة عن الجاذبية الأرضية و عن أي تأثير خارجي بحيث فصل عمل رقاص الساعة عن عمل الساعة الميكانيكي. و هذا ليخفف من إحتكاكهما الذي يسبب البطء، و عزل البندول في صندوق تم وضعه تحت الساعة في مبنى البرج الكبير. و عندما توفي فريدريك دنت سنة 1924 بدأت دقات الساعة الشهيرة تعلن الوقت من خلال إذاعة بي بي سي بشكل يومي، حيث اعتاد الناس على سماع دقاتها قبل نشرات الأخبار في الإذاعة البريطانية.
و يصل عمر الساعة حاليا إلى حوالي قرن و نصف القرن، و إذا مانظرنا إلى عمرها الطويل فإن الساعة مازالت في حال جيدة لكنها من الممكن أن تتعرض لعطب بشكل مفاجئ مرة كل سبع سنوات تقريبا، حيث تعرضت لحوادث بسيطة فيما سبق حينما توقفت بشكل كلي سنة 1977 و تم اصلاحها في غضون أسبوع. و يتم الحرص على أن تبقى قطع الساعة تماما كما هي لقيمتها التاريخية دون تغييرها و الاكتفاء بإصلاحها فقط، و هو ما يسبب اعطال متكررة من وقت لآخر، و من الممكن استبدال اجزائها بأخرى حديثة لكن المسؤولون قرروا عدم فعل ذلك لأنها تراث تاريخي لبريطانيا.