تفاصيل حقيقة انتشار مرض معدي في مدرسة خاصة
بعد انتشار مرض
الكوليرا
في المدارس الكويتية ، أصبح ناقوس الخطر يدق على أبوابها ، وخاصة بعد اكتشاف حالة وفاة وإصابات بالحمى الثلاثية في إحدى المدارس الخاصة الواقعة في منطقة حولي ، وهي من أشد الأمراض المعدية بين الأطفال ، إلا أن وزارة الصحة تتكتم شديد التكتم على هذا الخبر بالرغم من خطورة الأمر الذي يهدد حياة التلاميذ وسلامتهم ، وإذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة من قبل الوزارة فقد يتطور الأمر ليشمل جميع مدارس الكويت ويصبح السيطرة على المرض شديد الصعوبة .. ونحن بدورنا نهيب المواطنين والوافدين من أولياء الأمور بأخذ الحيطة والحذر واتباع كافة إجراءات الوقاية والسلامة تحسبا لأي إصابة أو عدوى قد تصيب أطفالهم إلى حين التأكد من حقيقة الأمر من خلال إصدار تقرير من قبل وزارة الصحة يفيد بصحة الواقعة أو نفيها . فلنتعرف على التفاصيل أدناه وردود الأفعال من جميع الجهات المعنية .
تفاصيل الواقعة :
ذكرت إحدى الصحف المحلية بأنه كان هناك تجمعا لعدد من أهالي طلاب مدرسة خاصة في منطقة حولي يوم الأحد الموافق 25/10/2015 كان سببه إصابة أطفال من المدرسة بمرض الحمى الثلاثية ووفاة طفل واحد منهم ولا يزال المصابين تحت العلاج حيث يوجد حالتان في مستشفى مبارك الكبير تتلقى العلاج والفحوص اللازمة وحالة واحدة غادرت المستشفى بالإضافة إلى الحالة التي أدت إلى الوفاة ، وقد ذكر أولياء الأمور بأن مجموع عدد الحالات بلغ الستة ، وقاموا باتهام إدارة المدرسة بالتكتم على الأمر ، وابلغوا الإدارة لأنهم لن يرسلوا أبنائهم إلى المدرسة إلا بعد صدور تقرير رسمي من قبل وزارة الصحة به تأكيدا على خلو المدرسة من المرض .
إدارة المدرسة :
أكدت إدارة المدرسة في بيان لها بأن ما يثار حول انتشار المر ض عارٍ عن الصحة ولا يتعدى الشائعة ، وأن المدرسة استقبلت مسئولين من وزارة الصحة ووزارة التربية ونفوا بدورهم انتشار المرض ، حيث ذكرت في البيان بأن مسئولين من إدارة الطب الوقائي التابع لوزارة ومدير إدارة التعليم الخاص عبدالله البصري وبعض من مسئولي الإدارة في المدرسة قاموا بزيارتها للاطمئنان على الأوضاع ، مؤكدة على أن التلاميذ يداومون بشكل طبيعي ومستمر خلال اليوم ، كما أنها حذرت أولياء الأمور من نشر الإشاعات والأكاذيب حول المدرسة ، وأنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يروج لهذه الشائعة .
أولياء الأمور :
على الرغم من البيان الذي صدر بهذا الشأن ، فقد تجمع عدد كبير من أولياء الأمور أمام المدرسة معربين عن استيائهم الشديد من تعامل المدرسة مع الوضع رغم خطورته على صحة الأطفال ، خاصة أنها لم تأخذ بمحمل الجد التدابير الوقائية اللازمة لحماية أطفالهم ، وقد أكد أولياء الأمور أن هناك ست حالات بالفعل على الأقل مصابين بارتفاع درجات الحرارة وتم حجزهم في مستشفى مبارك الكبير .
ووفقا لصحيفة القبس فقد حضر بعض الصحفيين للتأكد من الواقعة والاستفسار حولها ، وبالفعل تحدث فريق العمل لدى الصحيفة مع الإدارة المدرسية ولم يتم إجابتهم بشكل شافي حول الموضوع ، وقام أحد الصحفيين بالاتصال بإدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة التابع لمنطقة حولي وحضر فعليا أحد الأطباء الذي تم سؤاله هل يحضر الأبناء إلى المدرسة على مسئولية الطبيب فأجاب بالنفي ، وهذه الصحيفة أثارت الشكوك أكثر حول الموضوع ، كما ذكرت الصحيفة بأن الطبيب أخذ عينة مياه من المدرسة ومقصف المدرسة ( الكانتين ) بحسب أقوال أولياء الأمور بأن الطبيب سوف يقوم بالتأكد من سلامة العينات ووفقا لإفادته فقد طالب بحضور الأبناء إلى المدرسة بشكل طبيعي ، وفي حال اكتشاف أي شيء قد يشكل خطرا على الأطفال من نتيجة تحليل العينات سوف يتم إخبار المدرسة فورا ، إلا أن أولياء الأمور متخوفين من الأمر ورفضوا إحضار أبنائهم إلى حين ظهور النتيجة حرصا على سلامتهم .
الطفل معز :
هو أحد أطفال المدرسة المصابين ويبلغ من العمر الأربعة أعوام ، أكدت والدته بأنه كان في حالة إعياء وعانى من ارتفاع كبير في درجات الحرارة وتقيؤ مستمر وآلام في البطن ، فتم نقله إلى مستشفى مبارك الكبير وحجز في المستشفى وقد تم عمل تحاليل مزرعة للطفل ، وقد تحسن الطفل بعد علاجه بالمضادات الحيوية وبعد أن وافق الأطباء على خروجه من المستشفى تم احتجازه ثانية بعد أن علم الطبيب المختص بأنه تلميذ في المدرسة المعنية وتم عزله وإجراء فحوص إخرى له خاصة بالفيروسات كإجراء احترازي ، وقد أكدت والدة الطفل بأن هناك حالات أخرى مماثلة من نفس المدرسة تم عزلها للتأكد من سلامتها وذلك بأمر من وزارة الصحة ، وقد خرج الطفل معز بحمد الله بعد أن ظهرت خلو التحاليل من أي فيروسات خطرة .
الطفل المتوفي :
صرحت وزارة الصحة بأنه تم إخضاع أقارب الطفل الذي توفي منذ أسابيع من المخالطين به لعمل مزيد من التحاليل والفحوصات المخبرية للتأكد من عدم انتقال مرض الالتهاب الرئوي لهم ، وقد تم إعطائهم مضادات حيوية وأدوية مشددين على ضرورة مراجعتهم للطبيب بعد فترة قصيرة للتأكد من خلوهم من المرض الذي تسبب بوفاة طفلهم ، وقد أكدت الوزارة أنه متوفر في مستشفياتها غرف عزل خاصة لمثل هذه الحالات ، وقد صرحت أيضا بأنه جاري التحقيق بشكل موسع حول الواقعة مع ضرورة رفع نتائج التحقيق مباشرة إلى وزير الصحة الدكتور قيس الدويري ، مؤكدة أنه سيتم التصريح بأي معلومات تصلهم حول الواقعة لوسائل الإعلام وسيتم إصدار بيان رسمي حول الواقعة .
عن الحمى الثلاثية :
لمن لا يعرف تفاصيل عن مرض الحمى الثلاثية ، فهو مرض يسمى علميا بـ ” فيروس كوكساكي ” كما يعرف أيضا باسم مرض اليد والقدم والفم وهذا ما يفسر تسميته بالحمى الثلاثية لأنه يصيب القدم واليد والفم ، وينتمي هذا المرض إلى عائلة الفيروسات البيكورناوية ، وعادة ما تصيب الأطفال والرضع بشكل كبير ، وتسبب العدوى للأطفال عن طريق التلامس المباشر مع المخاط أو براز الطفل المصاب ، وينتشر المرض بكثرة في المدارس والحضانات خاصة في فصل الصيف والخريف .
أعراض المرض :
طفح في الفم ، تقرحات في كف اليد وباطن القدم أو في مؤخرة الأطفال الرضع يصاحبها ظهور بثور ، التهاب في الحلق ، حمى وارتفاع في درجات الحرارة بشكل ملحوظ ، الشعور بالتعب والوهن ، ضعف الشهية ، وليس بالضرورة ظهور كافة هذه الأعراض في آن واحد .
المضاعفات :
قد تحدث مضاعفات يسببها المرض إذا ما روعي العلاج المناسب واتخاذ إجراءات الرعاية الطبية اللازمة ، ومن هذه المضاعفات هي الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي بسبب الحمى التي تسببها الحمى الثلاثية ، والإصابة بصداع شديد وتصلب بالرقبة وآلام في الظهر ، كما قد يسبب نزيف رئوي أو استسقاء رئوي وفي بعض الحالات قد يصل ذلك إلى الموت .
العلاج :
لا يوجد علاج محدد لفيروس الحمى الثلاثية خاصة إذا ما تسبب بأي مضاعفات لدى المريض ، فقد يحتاج لفترة وجيزة حتى يأخذ المرض وقته وبعض الأطباء لا يصفون أي أدوية وبعضهم يصف مضادات حيوية وذلك بحسب حالة المريض وفي الحالات الحرجة يتعين بقاء المريض في المستشفى تحت الملاحظات عند حدوث أي من المضاعفات المذكورة أعلاه .