إساءة جديدة للمسلمين والإسلام بطلها سلمان رشدي في كتاب ايات شيطانية
أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية بأنه بسبب قيام دار النشر التشيكية “باسيكا” Paseka ، بترجمة كتاب “آيات شيطانية” للكاتب البريطاني سلمان رشدي المسيء للإسلام، استدعت وزارة الخارجية السعودية اليوم الجمعة سفير جمهورية التشيك لدى المملكة السعودية، حيث عبرت المملكة عن استنكارها و استهجانها للقيام بترجمة هذا الكتاب و نشره، بسبب ما يتضمنه من إساءات للمسلمين و الإسلام.
كما اكدت المملكة على موقفها المناهض لحملات التشويه التي يتعرض لها الدين الإسلامي، و دعت إلى عدم التشويه في إطار الأديان و الثقافات و شخصياتها بأي طريقة كانت، و من أي جهة في العالم، و اعربت المملكة للسفير التشيكي لديها عن رغبتها في توصيل رسالتها للحكومة التشيكية التي تتضمن هذه التحذيرات، إضافة إلى إيقاف نشر هذا الكتاب بترجمته الجديدة.
رواية آيات شيطانية
ركز سلمان رشدي في كتاب آيات شيطانية على الإساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، و ما أثار الضجة أكثر في روايته هو ذكره لرواية توجد في كتاب البخاري و تسمى حديث الغرانيق. رغم عدم ذكر الغرانيق في الرواية الصحيحة التي يضمها كتاب البخاري 1021، حيث تقول : أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا احمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد إسماعيل، حدثنا مسدد، حدثنا عبدالوارث، حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي سجد بالنجم و سجد معه المسلمون و المشركون و الجن و الإنس.
ضجة رواية آيات شيطانية
نشرت آيات شيطانية في شهر سبتمبر من سنة 1988، و ادت إلى ضجة كبيرة في أوساط العالم الإسلامي لأن الكتاب يعتبر مسيئا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم استنادا إلى بعض روايات صحيح البخاري. و هذا الكتاب يشير إلى أن الرسول قام بإضافة آيات في القرآن لتوضيح وجود آلهة ثلاث يقول الكاتب أنهم كانوا مقدسين في مكة آنذاك. و حسب ما ذكر فإن الرسول قام بتغيير الآيات مدعيا أن الشيطان نطق على لسانه. و هو ما أثار الضجة الكبيرة في العالم الإسلامي و من تداعيات الضجة انه تم منع ترجمته و بيعه باللغة العربية.
و في 14 من شهر فبراير 1989، تم إصدار فتوى بهدر دم الكاتب سلمان رشدي عن قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني و ذلك عبر راديو طهران الذي صرح فيه أنه يجب إعدام الكاتب لأن الكتاب ملحد للإسلام.
و في 3 من شهر أغسطس 1989، فشلت إحدى محاولات حزب الله لإغتيال الكاتب بواسطة كتاب مفخخ كان يحاول أحد عناصره المدعو “مصطفى مازح” تمريره ، لكن الكتاب انفجر قبل وقته الشي الذي أدى إلى مقتل العنصر و تفجير طابقين من فندق بادينغتون. و هذا ما جعل سلمان رشدي يدفع ثمن كتابته للرواية بإختفائه عن الأنظار لمدة 10 سنوات منذ ذلك الحين.
و في هذه الفترة التي تلت موجة الاستنكار الكبيرة، ازدادت الهجمات و التهديدات لدور الطباعة و النشر و الترجمة و الكثير من المترجمين كما واجهوا تهديدات بالقتل من طرف جماعات إسلامية، إضافة إلى حرق الكثير من المكتبات و تفجير أخرى إلى درجة إقامة مسابقات لبعض المجموعات لإحراق أكبر عدد من نسخ هذا الكتاب.
و في سنة 2007، أعلن رجل الدين احمد خاتمي أن الفتوى بهدر دم الكاتب التي أصدرها الإمام الخميني سنة 1989 ما زالت قائمة و سارية و أنها لا تقبل التعديل. و في نفس السنة منحت الملكة البريطانية للكاتب رشدي لقب “فارس” مما زاد من الضجة السياسية، فاعتبرته إيران حدث “ضد الإسلام” بينما أدان المجلس الوطني الباكستاني هذا القرار و طلب بسحب التكريم منه، فيما قام في نفس الوقت أعضاء مجلس العلماء بمنح أسامة بن لادن لقب “سيف الله”.
سلمان أحمد رشدي “
Salman Rushdie
“
و لد في 19 يونيو سنة 1947 في مومباي، و هو أحد الروائيين البريطانيين. درس سلمان في
جامعة كامبريدج
في بريطانيا و تخرج سنة 1981. و كان قد حصل على جائزة “بوكر” الإنجليزية الكبيرة عن كتابه “أطفال منتصف الليل” و حصل على جائزة “ويتبيرد” عن روايته “آيات شيطانية” لكن شهرة الرواية لم تأتي إلا بسبب الضجة التي أحدثتها في العالم الإسلامي.
كانت أول رواية لسلمان رشدي هي “غريموس” لكنها لم تكن مشهورة. و لم يعرف الشهرة إلا برواية “أطفال منتصف الليل” التي أدخلته عالم الأدب بشكل واضح، ثم أصدر عملا جديدا بناه على تجربته الشخصية “ابتسامة جكوار” و أعمال أخرى كثيرة. ظهر سلمان في دور سينمائي قصير في فيلم “بريدجيت جونز دايري” مع “رينيه زيلويغر”.
و هو الابن الوحيد لأنيس أحمد سلمان، المحامي خريج جامعة كامبريدج و الذي أصبح رجل أعمال و والدته المدرسة “نيجين بهات”. ولد في مومباي و تعلم في مدرسة كاتدرائية “جون كونن” في نفس المدينة ثم انتقل إلى مدرسة “الرجبي ” الداخلية في انجلترا. تلقى تعليمه الجامعي في الكلية الملكية في جامعة كامبردج و درس هناك التاريخ. عمل بعدها في وكالتين للإعلان “أوجلفي” و “مارثر وآير باركر” ثم تفرغ للكتابة. تزوج أربعة مرات، الأولى كانت زوجته “كلارسيا لوارد” بين سنتي 1976 و 1987 و انجبا ابنه زافار، و الثانية زوجته “ماريان ويجنز” الروائية الأمريكية بين سنتي 1988 و 1993، ثم تزوج زوجته الثالثة “إليزابيث ويست” و انجبا ابنهما “ميلان” بين سنتي 1997 و 2004 و اخيرا تزوج الممثلة الهندية و عارضة الأزياء ” بادما لاكشمي” بين سنتي 2004 و 2007.
و في سنة 1999، أجرى سلمان لعملية “تصحيح وتر” حيث كان يعاني من صعوبة متزايدة في فتح عينيه و التي قال حسب تصريحه انه لولاها لما تمكن من فتح عينيه.