الجسر المعلق الوجهة الأكثر إثارة في أيرلندا
تعتبر مقاطعة “أنترم” واحة لأروع المشاهد البحرية لجزيرة إيرلندا الشمالية، فهي مزينة بالقلاع التي يعود بنائها إلى القرون الوسطى بلاد الشواطئ الغريبة و الوديان الغنية بتنوع الألوان و الجسر التاريخي المعلق الغامض.
بلاد الشواطئ الغريبة
تضم إيرلندا الشمالية 6 مقاطعات و تعد مقاطعة “انترم” الأكثر شهرة من بينها، ، و تتواجد فيها عاصمتها بلفاست، و الممر الساحلي “جاينت كوزواي” الذي يعد من أعظم المعالم السياحية الساحلية، بحيث يضم هذا الجسر منطقة مليئة بأعمدة البازلت المتداخلة و الناتجة عن ثوران بركاني حصل قبل 60 مليون عام مضت.
وعلاوة على وجود العاصمة التي تشتهر بالفنون و أحد أشهر مواقع اليونسكو للتراث العالمي في هذه المنطقة الوعرة بوجود شواطئها التي يبلغ طولها اكثر من 200 كلم ، هناك مناظر مذهلة من اللونين الازرق و الاخضر و قلاع و قصور القرون الوسطى و جسور قديمة و وديان ملونة تجعلك ترغب في الإستكشاف.
أطلال قلعة من القرون الوسطى
توجد قلعة “دنلووس” على ضفة قرية “بورتبالينتري” ، و تبدو القلعة فوق مجموعة صخور قديمة من البازلت، و بجانبها منحدر شديد. و هي من أقدم الأطلال في مقاطعة أنترم. و تُبين التواريخ أن القلعة بُنيت في سنة 1500 من قبل عائلة “ماكويلانز”، و هي عائلة حاكمة جاءت في الأصل من رحالة من جنوب غربي أسكتلندا، و قد وضعوا أقدامهم على الاراضي التابعة لأيرلندا الشمالية في البداية في سنوات تعود إلى القرن 13 كمرتزقة يعملون بأجور.
عرف هذا السكن القديم حقه العادل من سنين التمرد و الاضطهاد، و وقعت على أرضه أكثر المعارك عنفا في عام 1565. جاء أفراد عائلة “ماكدونال” إلى مقاطعة “أنترم”، و هم من قبيلة “دونالد” في الجبال الأسكتلدنية، من مدينة “آيلا” في سنة 1554. و كانوا بقيادة “سورلي بوي ماكدونال” ـ رئيس القبيلة و سمسار ممتلكاتها. و قد حاصروا القلعة أثناء معركة “أورلا” الحاسمة، ليحصلوا في نهايتها على هذه القلعة و يدّعوا ملكيتها. و خلال قرن لاحق من الزمن، تم الطعن في ملكية عائلة “ماكدونال” للقلعة مرات عديدة. و في نهاية الأمر، تركت العائلة قلعة “دَنلووس” في منتصف القرن 16، تاركين القلعة لكي تتفتت.
قرية مخفية للغاية
في وقتنا هذا، تقع الأطلال في إطار الصلاحيات الرسمية لـ”دائرة البيئة لشمال أيرلندا” و اهتماماتها. لقد أظهرت دراسات أثرية أن القلعة كانت في زمن ما جزءا من قرية تحدها، و لكن تم حرقها كليا بعد أن هاجمتها القوات الأسكتلندية “دَنلووس” سنة 1642. ظلت البلدة مدفونة تحت الأرض في عمق يصل إلى 30 سنتيمترا إلى أن بدأت الحفريات الأثرية سنة 2007 ليتم اكتشاف آثاراً تشير إلى أصلها، و كذلك إلى ثرائها و رفاهيتها.
ضمت الاكتشافات الأخيرة طريقاً مرصوفاً يصل بين القرية و القلعة، وكرة حديدية، و نقود معدنية تعود إلى عصر الملكة إليزابيث الأولى، و تشارلز الأول.
ملجأ صخري لصيادي السمك
ربما من أكثر المعالم إثارة في ايرلندا، من بين تلك التي توجد على حافات صخرية، هو الجسر المعلق بخيوط في “كاريك أريد”. و يتواجد هذا الجسر في “بالنتوي”، على مسافة 18 كيلومتر من قلعة “دَنلووس”. الجسر هو المعبر الوحيد الذي يوصل من البر الرئيسي إلى جزيرة “كاريك” و الاسم يعني الجزيرة الصخرية.
إنه ممر يرتفع 30 متراً فوق سطح البحر و يمتد لمسافة 20 متراً. بُنيت قرية “كاريك ـ أـ ريد” لأول مرة في القرن 17 من طرف صيادي السمك الذي كانوا يريدون التأكد من شباك صيد سمك السلمون في القعر. و قد استخدموا الكهوف و المغارات الضخمة المنتشرة في الجزيرة كملجأ لهم من الأحوال الجوية المضطربة.
الجسر المعلق
أصبح الجسر المعلق، حاليا ، نقطة إثارة لمن يجد في نفسه المغامرة الكبيرة كي يسير عليه. و قد كان في وقت مضى مشدودا فقط بحافتين ضعيفتين، عبارة عن حبل واحد في كل طرف، لكن تم تثبيته مرة بعد مرة منذ سبعينيات القرن الماضي. كما تم شد الجسر الحالي بحبال ملتفة مع ألواح من خشب الشوح في سنة 2008. و في أسفله، تختلط ألوان مياه البحر الزرقاء و الخضراء بينما تنتشر في الأفق مناظر رائعة تحبس الأنفاس لجزيرة “راثلين” و شاطيء “كوسواي” و الجزر الأسكتلندية.