اعادة تحليل بقايا جثة الشاعر التشيلي نيرودا للتحقق من فرضية موته
توفي الشاعر الشيلي نيرودا بعد الانقلاب العسكري العنيف الذي قام به قادة الجنرال بينوشيه في الشيلي و ذلك بعد 12 يوما من الانقلاب. و يتم إخضاع رفات الشاعر الشيلي الذي كان قد حاز على جائزة نوبل للآداب “بابلو نيرودا” للتحليل من جديد للتاكد من الفرضيات التي تقول بأنه توفي مسموما خلال حكومة الإنقلاب العسكري بزعامة الجنرال “أوغستو بيونشيه” سنة 1973.
و سيقوم بالفحص خبراء دوليون للتحقق من مصدر بكتيريا تم اكتشافها من طرف علماء اسبان قاموا بفحص رفات الشاعر الشيلي سابقا في بداية هذه السنة. و كان قد تم تحديد أن سبب وفاة نيرودا رسيما على أنه سرطان البروستات، لكن هناك أسئلة اثيرت بعد تصريح سائقه السابق بأنه تم حقنه بمادة غريبة في صدره أثناء تلقيه للعلاج في المستشفى.
و في سنة 2013 ، أمرت السلطات الشيلية باستخراج رفات نيرودا و فحصها مختبريا للتاكد من الأقاويل التي تدور بشأن وفاته مسموما بأيدي عملاء للجهة الانقلابية. و في نفس العام، اكد خبراء الادلة الجنائية انهم لم يجدوا أي إشارة تدل على انه قتل مسموما، لكن التحقيق في الوفاة لم يغلق حينها و ظل مفتوحا إلى اليوم.
و يذكر ان نيرودا قد توفي عن سن يناهز 69 عاما في يوم 23 من سبتمبر من سنة 1973م و ذلك بعد 12 يوما من الانقلاب العسكري الذي قام به بيونشيه على الحكومة المنتخبة ديموقراطيا و التي كانت بزعامة الرئيس سلفادور الليندي. و كان نيرودا في ذلك الوقت من أقرب أصدقاء الرئيس التشيلي السابق الذي تم قتله خلال الإنقلاب.
تحقيق سنة 2013
و تم إعادة فتح موضوع الفحص بناءا على طلب الحزب الشيوعي الشيلي الذي كان ينتمي له، بحيث يؤكد الحزب أن نيرودا مات مسموما، مضيفا أن الشاعر لم تبدو عليه أي أعراض للمرض التي تظهر عادة لدى مرضى السرطان في المرحلة النهائية قبل الوفاة بشكل طبيعي. و يضيف الحزب أن السلطات التي قادت الأنقلاب كانت تخاف من أن يتولى نيرودا حملة دولية ضد الحكم الانقلابي بعد إبدائه رغبته في التوجه إلى المكسيك.
و تجدر الإشارة إلى أن الشاعر الشيلي كان قد توفي في مستشفى سانتا ماريا في العاصمة سنتياغو، حيث ذكرت المنابر الإعلامية و الصحف ان الشاعر توفي بسبب عجز في القلب، لكن التقرير الطبي المذكور لم يتم العثور عليه كما أن شهادة الوفاة الصادرة بحقه لم تذكر أي عجز في القلب. و كان نيرودا في وقت سبق قد أجرى عملية جراحية في مستشفى آخر قبل أن يتوفى و لكن السجلات في المستشفى الذي قام فيه بالعملية اختفت هي الأخرى.
و أثناء فتح التحقيق الأول طلب القاضي المسؤول عن القضية سجلات نيرودا الطبية في فرنسا التي كان قد عولج بها في بداية السبعينات عندما عمل سفيرا لبلده في فرنسا و لكن لم يجدوا أي سجل هناك أيضا. و دفن الشاعر نيرودا في حديقة بيته التي أصبحت الآن متحفا له على شاطئ المحيط الهادي ، قرب زوجته ماتيلدا أوروتيا.
بابلو نيرودا
هو ريكاردو اليسير نيفتالي رييس باسولاتو نيرود “Pablo Neruda” و عرف ببابلو نيرودا و هو من أشهر الشعراء و الاكثر تأثيرا في زمنه، و لد الشاعر في تشيلي في قرية بارال وسط التشيلي في 12 من يوليو سنة 1904م. و هو يعد من أفضل شعراء القرن العشرين في جميع لغات العالم حسب الكاتب الروائي غابرييل غارثيا ماركيث.
كان اتجاهه السياسي هو الشيوعي المتشدد، و كان من أبرز النشطاء السياسيين في هذا المجال، عمل كذلك عضوا بمجلس الشيوخ و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كما كان مرشحا سابقا للرئاسة في الشيلي. و حاز الشاعر على العديد من الجوائز التقديرية أهما جائزة نوبل للآداب سنة 1971م كما حاز على الدكتوراه الفخرية في جامعة أوكسفورد. و قال عنه احد الناقدين “هارولد بلووم” انه لا يمكن ان نقارن هذا الشاعر بأي شاعر في الغرب لانه سبق عصره. و توفي الشاعر في 23 سبتمبر سنة 1973.
كانت والدته هي “روسا باسولاتو” التي توفيت بعد شهر من ولادته بسبب إصابتها بداء الدرن اما والده فهو “خوسيه ديل كارمن رييس” الذي كان يعمل في ميناء تلكوانو ثم عمل في السكة الحديدة في تيموكو.