في حضرة العنقاء والخل الوفي .. اسماعيل فهد اسماعيل
” في حضرة العنقاء والخل الوفي “
، رواية للكاتب والأديب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل ، صدرت لأول مرة في عام 2013 عن دار العربية للعلوم في بيروت ، وهي إحدى أفضل روايات الكاتب ، والأكثر إثارة للجدل لما تتطرق له من قضية هامة تواجه المجتمع الكويتي وهي قضية غير محددي الجنسية أو ” فئة البدون ” كما يطلق عليهم في الكويت ، حيث يشكلون نسبة كبيرة في الكويت ويعيشون دون إثبات جنسية لانتمائهم الوطني بشكل قانوني ، وقد واجهت فئة البدون العديد من المشكلات لأنهم لا يحملون أوراقا ثبوتية ورسمية لجنسياتهم وبالتالي فهم محرومون من حقوقهم ككويتين أو كمقيمين ممن يحملون جنسيات قانونية وثبوتية ، حصلت الرواية على الجائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر ) في موسم عام 2013 … فلنتعرف على قصة الرواية وكيف تناول إسماعيل فهد اسماعيل هذه القضية الهامة التي تشغل المجتمع الكويتي .
شخصيات الرواية :
منسي : البطل الرئيسي في الرواية والذي يرمز إلى فئة البدون .
عهود : زوجة منسي وهي مطلقة كويتية تواجه مشاكل مع أسرتها لزواجها من منسي .
سعود : صهر منسي ، وهو شخصية متناقضة لشخصية منسي ، يعامله وزوجته بقسوة وعنف حيث أنه يتسم بشخصية متسلطة وجشعة .
زنيب : ابنة منسي التي ولدت إبان الغزو العراقي للكويت .
زمن الرواية :
تنقسم الرواية إلى زمنين ، فالزمن الأول بدأ في عام 1971 حيث بدايات البطل وسيرته منذ نشأته وحتى الغزو العراقي على الكويت والزمن الثاني بدأ في عام 2010 حيث يروي لابنته قصة حياته .
ملخص الرواية :
تدور أحداث الرواية حول رجل يدعى ” منسي ” من فئة البدون غير محددي الجنسية ، نشأ وترعرع في الكويت فأصبح منها وينتمي إليها ولا يعرف وطننا غيرها ، عاش طفولة صعبة حيث كانت أمه مريضة وأبوه توفي وهو صغير ، لم يكن لديه أوراقا ثبوتية حاله حال فئة البدون ، وكان يعاني من نظرة الناس له كونه بدون أوراق رسمية وعانى أيضا في تسجيله بالمدرسة وعند دخوله للدراسة في معهد الفنون المسرحية ، فقد شكلت هويته عائقا كبيرا أمامه ففي إحدى المرات حاول السفر مع فرقة المسرح العربي بجوازه المؤقت ( جواز المادة 17 ) المخصصة للبدون ، فبعد عودته من السفر تمت مصادرة جوازه ، إلا أنه وجد الكثير من الفنانين الذين وقفوا إلى جانبه خاصة أنه شابا طموحا وعصاميا فوقف إلى جانبه أصدقائه الذين يمثلون الجانب الكويتي المضيء وهم كثر مثل صديقه أنور الياسين ومبارك سويد وصلاح الفهد وغيرهم ممن ساندوه في مشوار حياته .
تعرف منسي على عهود وهي امرأة كويتية سبق وأن مرت بتجربة زواج فاشلة ، لديها أخ جشع وانتهازي يدعى سعود ، يستغلها ليصل إلى أهدافه ، وشكل عائقا كبيرا لمنسي وعهود حين تزوجا لأنه لم يكن موافقا على زواج أخته من رجل بدون ، إلا أن الزواج تم ، ولكنها ليست بالزوجة المثالية التي كان يتمناها منسي ، فهي إنسانة لا تقل سوءا عن أخيها فكما كان يستغلها ويتسلط عليها هي أيضا كانت تستغل منسي وتتسلط عليه وتمر الأيام وإذ بالغزو العراقي للكويت يبدأ فهنا تبدأ المشاكل الحقيقية لمنسي كونه بدون ، فواجه العديد من الاتهامات من صهره سعود وزوجته التي تفاجأ بتحولها الغريب اتجاهه فقد كانت كلمتها الأولى له بأن البدون يشمتون بالكويت وكانت دائما ما تشكك في ولائه للكويت على الرغم من أنه هرب من انضمامه للجيش الشعبي التابع للعراق وانضم إلى المقاومة الكويتية وكان يدافع عن وطنه الكويت بقلمه وكلمته ولم يتراجع أو يستسلم رغم الانتهاكات التي يتعرض لها من المجتمع كونه بدون وكان يرى نظرات الآخرين التي تقول بأن هذه الفئة فرحت بهذا الغزو .
وبعد التحرير كان أول من خان منسي هو سعود الذي وشى به وأدخله إلى سجن أمن الدولة ومكث في السجن لسنوات ، وتركته زوجته وتطلقت منه بعد أن حملت بابنتها زينب التي ولدت في هذه الفترة دون أن ترى أبيها .
هنا ، نأتي إلى الزمن الثاني وهو الزمن الذي عاشه منسي بعد خروجه من السجن ، أخذ يبحث عن ابنته زينب ولكنه تفاجأ بأنها غادرت البلاد فاراد أن يرسل لها رسالة عن قصة حياته كاملة علها تتعرف على أبيها ، فسرد لها قصة حياته كاملة منذ أن كان طفلا وحتى خروجه من السجن وتفاصيل معاناته كونه لا يحمل أوراقا ثبوتية ولا يحمل جنسية وطنه الكويت الذي لطالما كان مخلصا له .
لقراءة الرواية كاملة
: https://docs.google.com/file/d/0BzrXHZlDTwY0d29kSUN6U0tFXzQ/edit
عن الكاتب :
ولد إسماعيل فهد إسماعيل في الكويت سنة 1940 ، حصل على شهادة البكالوريوس في الأدب والنقد من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت ، عمل في بداية حياته في سلك التدريس بوزارة التربية والتعليم ، ثم أصبح فيما بعد مديرا لشركة إنتاج فني ، كان من مؤسسي الرواية الكويتية حيث أصدر أولى رواياته في عام 1970 تحت عنوان ” كانت السماء زرقاء ” ، كما ألف العديد من المجموعات القصصية والمسرحية ، وقد العديد من الدراسات النقدية ، كما أنه من أكثر الأدباء الذين يشجعون الشباب الموهوب في الكتابة حيث لعب دورا هاما في احتضان العديد من المواهب الجديدة من كتاب القصص القصيرة سواء كان في الكويت أو خارجها .