قرية أورادور سور غلان الفرنسية المهجورة
رعب في كل الأرجاء ، إنها القرية الفرنسية الشاهدة على أسوأ مذبحة نازية من طرف الجنود الألمان .
أورادور سور غلان أو كما يسميها الفرنسيين قرية الأشباح. في 10 من شهر يونيو من سنة 1944 و بعد مرور أربعة أيام على هبوط الجيوش الألمانية في إقليم “نورماندي”، شهدت القرية هدما كلياً على يد القوات النازية.
في هذه المجزرة 642 شخصا توفوا في ظروف قاسية جدا من بينهم 207 أطفال على يد وحدة عسكرية من شعبة “داس رايخ” التي حلت في نورماندي لتقوية الدفاعات الألمانية.
عناصر من الصاعقة الألمانية “بانزر ديفيزيون أس أس داس ريخ” التي يقودها الجنرال “هاينز بارث”، فرضت حصارا على القرية و منعت طرق الوصول إليها.
و تم تقسيم الرجال إلى خمس مجموعاتٍ و بعد ذلك قتلوا الجرحى و وضعوا على الجثث القشّ و الخشب قبل إشعال النار فيهم و إحراق القرية كاملة. فهي إذاً بقايا خلّفتها حرب خطيرة، و عائلات كثيرة ما زالت تعيش إلى يومنا هذا آلامها وأحزانها العميقة.
يعتبر “روبرت هرباس” البالغ من العمر 88 سنة أحد الناجين بأعجوبة من المجزرة، حيث قال أنه كان مع أصدقائه فسمعوا أصوات انفجارات تلاها سقوطهم واحدا تلو الآخر، و يضيف أن النازيين وضعوا فوقهم القش و الحطب ثم أشعلوا النار فوقهم، و عندما شعر بحرارة النار خرج بسرعة و هرب.
أما والدته و أخته فقد كانتا من بين النساء و الأطفال الذين أخذوهم إلى احد الكنائس و احتجزوهم و احرقوهم جميعا، و بالنسبة له مأساة أرادور سور غلان تتمثل في الحرق لذي حصل في الكنسية فقط.
“هاينز بارث” هو ملازم في “اس اس”، و عند محاكمته سنة 1983م اعترف بقتل بين 12 و 15 قرويا ، ثم حكم عليه بالسجن المؤبد من طرف محكمة في برلين الشرقية،و ذلك بعد أن عاش تحت هوية مزورة في ألمانيا الديمقراطية.
يذكر أن المسؤول الوحيد المباشر عن الكارثة التي وقعت في حق الإنسانية أطلق صراحه في سنة 1997 بسبب سنه و توفي في سريره في سنة 2007.
ولم يعترف الألمان بقرية أرادور سو غلان إلا في السنوات الأخيرة حيث لم يكونوا يعترفوا بوجودها. قرية أورادور التاريخية القديمة، ظلت على حالها، ولا شيء تغيّر فيها بمقابل ذلك تم تشييد قرية صغيرة قريبة منها.
تقسيم القرية
أورادور سور غلان هي مدينة فرنسية توجد في منطقة أعالي فيين في جهة ليموزين. بقي اسم هذه المدينة عنوان لمجزرة السكان التي شهدتها في 10 يونيو 1944م. المدينة الصغيرة اليوم أصبحت مقسمة إلى جزأين، التي يكون وسطها خط فاصلا بين الجزأين، أولها المدينة القديمة التي تشهد على معاناة الساكنة التي كانت تقطن بها و ثانيها المدينة الجديدة التي تضم بعض الأمتار بعيدا عن المركز.
موقع المدينة
تقع القرية على بعد 25 كلم جنوب غرب “ليموغ” و تعتبر جزءا من “سانت جونين” الشرقي، في مقاطعة “روشيشوارت”. توجد بالضبط على جبال نهر “غلان” الذي اكتشف من قبل الرسام “كورتو” منذ قرون. و يمر من المدينة ذلك النهر القادم من “الفيين”.
مساحة القرية
تصل مساحة المدينة إلى 3.816 هكتار و يتراوح ارتفاعها بين 227 و 312 مترا مربع.
تضم القرية 37 قرية صغيرة وهي كالآتي:
La Basse-Forêt, Bellevue, Les Bordes, Les Brandes, Le Breuil, Châlet-Saint-Vincent, Le Champ-du-Bois, Les Chapelles, Chez-Bonnaud, Chez-Lanie, Chez-Penot, La Croix-du-Bois-du-Loup, Les Cros, Dieulidou, La Fauvette, Les Grattes, Laplaud, Lespinas, La Maillerie, Le Mas-du-Puy, Masset, Le Masférat, Mazenty, Mongénie, Orbagnac, Le Pacage-du-Milieu, Le Petit-Chêne, Le Pradeau, Le Repaire, Le Theil, Theneix, Les Trois-Arbres, La Tuilière-des-Bordes, La Tuilière-des-Herses, La Valade, Valeix, Villa-André.
و نجد كذلك بعض المساكن المتفرقة المعزولة التي لا تعتبر كقرى.
السكن
في سنة 2009 كان مجموع المنازل في المدينة حوالي 1071 منزل، بينما كان عددها في سنة 1999م لا يتعدى 948 منزل.
من بين هذه المنازل كان %90 منها للسكان الأصليين للمدينة و 5% لسكان مقيمين و 4% للسكن المؤقت. كما كان 91% من هذه المساكن للسكن الفردي و 9% منها عبارة عن عمارات.
و كان 75% من المساكن يسكنها مالكيها مقارنة بسنة 1999م و كانت المنازل المؤجرة لا تتعدى 8%، بينما ازداد معدل المنازل المؤجرة الآن ما بين 73% و 87% من منازل المدينة.