ترشيح الفيلم الروسي “ضربة شمس” لجائزة الأوسكار

رشح فيلم “ضربة شمس” الروسي لمخرجه المعروف “نيكيتا ميخالكوف” للفوز بجائزة الأوسكار السينمائية في أمريكا في فئة “أفضل فيلم باللغة الانجليزية”. و هذا حسب ما أفاد به رئيس لجنة الأوسكار الروسية “فلاديمير مينشوف”.

و قال مخرج الفيلم في تعليق له على هذا الخبر أنه لم يتوقع أن يحصل على شرف تمثيل روسيا في جوائز الأوسكار، كما انه لم يكن يعلم بذلك. و ذكر في سياق آخر انه سبق و أن تم تكريمه بجائزة الأوسكار في التسعينات من القرن الماضي عن فيلمه “مملون من الشمس”.

و كان فيلم “ضربة الشمس” قد حاز سابقا على خمس جوائز سينمائية في روسيا كجائزة “النسر الذهبي” و جائزة السينما الصينية في مهرجان “شنغهاي” كأفضل تصوير سينمائي.

و تم اقتباس الفيلم من قصة “ضربة شمس” للكاتب الروسي الكلاسيكي “إيفان يونين” الذي كتبها ضمن يومياته في القرن العشرين بعنوان ” أيام ملعونة” بين سنتي 1918م و 1920م.

و كان قد عرض الفيلم في شهر أكتوبر من السنة الماضية في بلغراد، ثم في دور السينما في روسيا.


l'auteur Nikita Mikhalkov


قصة الفيلم


“ضربة الشمس” هو عنوان لرواية الكاتب “إيفان بونين” التي صدرت سنة 1925 في بحرية الألب. القصة حدثت في أثناء حكم روسيا الإمبريالية قبل الثورة، حيث أن عسكريا شابا أعجب بفتاة تعرف عليها على متن سفينة أثناء سفره. و كان الإعجاب متبادلا حينها قبل أن ينزلا في أول محطة للسفينة و يستأجرا غرفة في فندق. و في اليوم الموالي يساعدها على أن تستقل سفينة أخرى، وبعد مغادرتها يتذكر بأنه لا يعرف شيئا عن هذه الفتاة، لا اسمها و لا عنوانها، رغم أنه يجد في النهاية انه أحبها و لا يمكن له إيجادها مرة أخرى.

الكاتب الهارب سنة 1920 يحاصره الحزن من كل الجهات بسبب خسارة بلده روسيا و بسبب فقدانه للفتاة التي أحبها في طريقه، حيث لا يتبقى لديه إلا ذكريات تتلاشى يوما بعد يوم. و من خلال حزن هذا الجندي يحاول الكاتب بونين سرد قصة يأس جيل كامل من الروسيين الذي خسروا في الدفاع عن وطنهم. و بعد استعمار اجتاح كل الأراضي الروسية، لم يجد إلا أن يبدأ رحلته في إيجاد ملجأ في الطرف الآخر من العالم محملا بمتاعب ما مر به من ألم. من هنا يصف الكاتب بونين الجبن الذي اتصف به الجنود الروس في تخليهم عن وطنهم.


film nominé au oscar


le hero du film russie


تحليل قصة الفيلم


كيف تراجع الروس عن الدفاع عن وطنهم؟ هو السؤال الذي يطرحه الكاتب إيفان و الذي أعاد طرحه المخرج نيكيتا في آخر أفلامه “ضربة شمس”. المنتج اعتمد على رواية بونين و يومياته كذلك ليروي دقيقة تلو الأخرى الرعب الذي عاشه في أيام الثورة.

لأنه حسب بونين الكاتب و المخرج نيكيتا، في الثورة لا مجال لقول “نعم،و لكن..” . نعم، الثورة سببت فقدان العديد من الضحايا، لكنها قدمت بالمقابل التقدم في التفكير. بالنسبة للمخرج الثورة قامت بمجزرة جماعية ليس إلا، و عند مشاهدة الفيلم لا يمكن أن تؤكد العكس. المنتج لم يضف أي حدث للقصة لأنه فعلا يوجد جنود قبلوا أن يضعوا أسلحتهم جانبا مقابل أن يحصلوا على فرصة العيش.

قدم الكاتب القصة في البداية على أنها تضحية كبيرة في أحد أكبر الجرائم في حق الإنسانية، لأنه في كل مرة يوجد فيها صراع، نجد دائما أشخاصا لا يحبون أن يكونوا في الطرف المناضل و لا يقبلون أن تبقى الأشياء على طبيعتها. و في النهاية نجد الفائزين في الحرب يتأسفون على ما حصل مؤكدين أنه كان لابد أن يكون هناك ضحايا ليفوز طرف ما و تنتهي الحرب.

و يقول المخرج عبر فيلمه أنه لأي شخص الحق لكي يجرم الحرب أو يصنع فيها أحداثا رومانسية كما يشاء، لكن يجب أن يعلم الجميع أن تبرير الثورة في أي بلد كان سواء أكان في روسيا أو فرنسا أو إفريقيا، يعطي الحق لقتل ملايين الأبرياء، لأنه هناك دائما من سيقبلون الثورة بصفتها الجريمة الوحيدة ، متناسيين أن قبولها يعني قبول كل المجازر التي تليها بدون استثناء و التعايش مع العبودية ، و قبول تفرقة البشر على شكل جمهوريات و ملكيات بعد انتهاء الحرب و قبول ترسيخ أفكار تاريخية معادية للحضارات فيما بينها و خلق سياسات مضادة لبعضها، إنه قبول أن تضحي بالبعض من اجل تمجيد الآخر. و لهذا يجب الآن أن نقبل مجزرة أوديسا سنة 2014 و الحروب الأهلية في المناطق الروسية التي لا تنتهي.

الثورة ليست فقط الرقص في ساحة باستيل ولا أفلام الحركات المقاومة التي تحصد أول الجوائز في المهرجانات الأوروبية، هي أيضا الحروب الإنسانية و الموت و الكراهية المتوارثة جيلا بعد جيل، و هنا نحتاج إلى شجاعة المخرج نيكيتا ميخالوف لقول كل هذا بوضوح وبساطة.


le film coup de soleil


russie Solietchnyi Udar