مهرجان البيرة في ميونيخ يفصل المسلمين عن المحتفلين
انطلقت السبت الماضي فعاليات مهرجان البيرة التقليدي في العاصمة ميونيخ الألمانية مع توقع حضور 400 ألف زائر في أول يوم. و قد عزمت سلطات المنطقة على فصل اللاجئين المسلمين عن باقي زوار المهرجان بحجة أن اللاجئين من دول إسلامية و لا يرون في العادة أشخاصا في حالة سكر
.
بدأ بعد ظهر يوم السبت تنظيم فعاليات مهرجان البيرة التقليدي في مدينة ميونيخ، في جنوب ألمانيا، مع توقعات بقدوم ما يزيد عن 400 ألف محتفل في اليوم الأول إلى الجزء الأكثر اكتظاظا باللاجئين في ألمانيا و كانت قد اتخذت إجراءات أمنية مشددة لتفادي وقوع أية مشاكل.
وتم افتتاح “مهرجان أكتوبر” (اكتوبرفست) من طرف رئيس بلدية عاصمة بافاريا ديتر رايتر في نسخته الـ182 في تمام الساعة العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش، و هو يعتبر أكبر احتفال للبيرة في العالم، بفتح أول برميل من الخمر وتناول أول كوب بيرة منه.
و في إطار الاحتفال ارتدى محتفلوا المهرجان الذين قدموا من جميع أنحاء العالم الزي التقليدي “الاتون”، و قد اشتراه البعض منهم من أحد المحلات العديدة المنتشرة في مكان الاحتفال.
السلطة تفصل اللاجئين عن المحتفلين
لكن الاحتفال هذا العام في مدينة ميونيخ يشهد حدث استثنائيا و هو تدفق مهاجرين أغلبهم قادم من بلاد سوريا والعراق وأفغانستان، و قد وصل إلى ألمانيا عشرون ألف طالب لجوء خلال الأسبوعين الماضيين فقط، رغم أن تنفيذ فرض المراقبة على الحدود النمساوية يوم الأحد أدى إلى نقص أعداد الوافدين بشكل كبير هذا الأسبوع.
و عملت السلطات البافارية على الفصل بين المحتفلين و اللاجئين خاصة منهم المسلمين تفاديا لظهور أي خلاف محتمل ، مدعية أن طالبي اللجوء المهاجرين معظمهم من دول إسلامية “غير معتادين على رؤية أشخاص في الشارع في حالة سكر شديدة في العلن”.
و صرح فيلفريد بلومي بييرلي المسؤول عن مهرجان البيرة في الحكومة البافارية أنه سيتم توجيه حضور المهرجان إلى ممر الخروج الجنوبي من المحطة القريب من موقع فيسن، الذي يؤدي إلى موقع تجمهر رواد المهرجان.
أما اللاجئون فسيتم إخراجهم من شمال محطة القطار حيث يكون في استقبالهم المتطوعون يوميا حاملين لهم المواد الغذائية و الماء و المواد الضرورية الأخرى.
و صرح المتحدث باسم الشرطة الفدرالية فولفغانغ هاونر بأن الوضع الحالي في ألماني أفضل بكثير من الأيام السابقة.
يذكر أنه قد وصل منذ الأول من شهر سبتمبر ما يناهز 75 ألف مهاجر إلى بافاريا المنطقة المحافظة في جنوب ألمانيا من النمسا بعد رحلة شاقة في أطراف أوروبا.
و قال الزعيم المحافظ من بافاريا هورست سيهوفر الذي ينتقد سياسة الانفتاح على الهجرة التي تتعامل بها حليفته المستشارة انجيلا ميركل، أنه من المفروض على الحكومة أن لا تعود فيما بعد لتلقي القسم الأكبر من طالبي اللجوء.
و قال كذلك : “ لقد طالبت باتخاذ الإجراءات المناسبة لكي لا تعود ميونيخ بعد مهرجان أكتوبر الذي يستمر مدة أسبوعين إلى نقطة البداية كما هو الحال الآن”.
و يثير وصول اللاجئين في هذا الوقت بالضبط ردود فعل متباينة بين من ينتابه الخوف من إمكانية حدوث أي اعتداء و بين من يشعر بالأمان خاصة مع اعتماد مراقبة الحدود منذ أسبوع و بين من يتوقع عودة تدفق اللاجئين في أي وقت بعد انتهاء المهرجان لأن فرض المراقبة بالطبع لن يدوم إلى الأبد، حيث قالت إحدى الزائرات: ” العديد هنا قلقون، فنحن لا نعرف كيف سيتم الاحتفال و نخشى من أن يتم الاعتداء على احدنا”. بينما قال زائر آخر: ” إنه مهرجان شعبي حقيقي، الجميع هنا متمسكون بالتقاليد لذلك ارتدوا جميعا الزي التقليدي”.
و تعتبر القضية الأمنية ذات أهمية قصوى في ظل وزن المهرجان في الاقتصاد الألماني حيث يتوقع المراقبون أن يستقبل المهرجان أكثر من 6 ملايين سائح من داخل وخارج البلاد على مدى 16 يوما و أن يمنح المنطقة حوالي مليار يورو.
و قد اعتاد رواد المهرجان على إقامته في ذكرى الاحتفال بزواج ملك بافاريا لويس الثاني، في بداية أكتوبر، لكن الرغبة في استغلال أحوال الجو المناسبة حاليا، عجل بتنظيمه في هذا الوقت من السنة.
و تجدر الإشارة إلى أن المهرجان سيستمر إلى غاية الرابع من شهر أكتوبر.