هل يجوز تقبيل الميت ؟
لسؤال:
بارك الله فيكم أبو أسامة من الزرقا الأردن يقول: إن والده متوفى منذ فترة بسيطة، ولكن عند تجهيزه أو بعد تجهيزه استدعاني أحد أقربائي من أجل وداع والدي، ولكن في ذلك الوقت كان مكفناً ومجهز، ولم أودعه بسلام، أو تقبيل، أو غير ذلك ما حكم الشرع في ذلك علماً بأنني والحمد لله كنت باراً به، ودعاني أنا وإخواتي قبل وفاته ودعا لنا بالتوفيق والنجاح هل علينا شيء أفيدونا مأجورين؟
الجواب:
الشيخ بن عثيمين : وداع الميت بعد موته ليس بسنة مطلوبة، ولكن العلماء قالوا: لا حرج أن يقبل الميت بعد موته استدلالاً بفعل أبي بكر رضي الله عنه حين دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وكان مسجاً بثوب، فكشف عن وجهه، ثم قبّله، وقال له: بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً، والله لا يجمع الله عليك موتتين، وأما ما يفعله بعض الناس اليوم في وداع الميت يجعلونه في مكان ما يمرون من عنده أقاربه وأصحابه، فإن هذا بدعة لم تكن معروفة عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه، ولم أعلم أنه جرى في هذه المناسبة أكثر مما حصل من أبي بكر رضي الله عنه، بل كان الميت إذا مات أسرعوا في تجهيزه؛ من التغسيل والتكفين والصلاة عليه ودفنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أسرعوا بالجنازة فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم، وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه على شيء بدأ الناس يحدثونه في أمر الجنائز؛ ألا وهو تأخير الميت حتى يصل أهله وأقاربه وأصحابه من مكان بعيد، وربما يبقى يوم أو يومان وهو لم يجهز، فهذا خطأ، فإن الميت إذا كان مؤمناً كان أحب شيء إليه أن يقدم إلى ما أعد الله له من النعيم، ولهذا إذا خرجوا بالرجل من بيته، وكان صالحاً فإن نفسه تقول: قدموني قدموني، فالذي ينبغي لأهل الميت أن يبادروا بتجهيزه والصلاة عليه ودفنه ولا حرج أن ينتظروا ساعة أو ساعتين أو نحو ذلك في مدة وجيزة؛ لانتظار القريب الذي قد يتأثر إذا لم يحضر جنازته، ثم على فرض أن القريب لم يحضر جنازته، فلا حرج عليه أن يخرج إلى المقبرة، ويصلي على قبره، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي كانت تقوم بالمسجد؛ أي تنظفه من القمامة، فماتت ليلاً، وكرهوا أن يخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بها؛ مخافة المشقة عليه كأنه قللوا من شأنها رضي الله عنها، فلما سأل عنها أخبروه بأنها ماتت، فقال: هلا كنتم أعلمتموني؛ أي أخبرتموني بذلك، ثم قال: دلوني على قبرها. فدلوه على قبرها، فصلى عليها صلوات الله وسلامه عليه، فالقريب والصديق إذا فاتته الصلاة قبل الدفن، فإنه يصلي عليه بعد الدفن، ولو طالت المدة نعم.
السؤال: ما المشروع عمله يا فضيلة الشيخ في أثناء الدفن؟
الشيخ: المشروع في الدفن أن يوضع الميت على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة، وأن يغطى باللبن وأن يدفن عليه بالتراب ويدفنوه في القبر فيمن يعرف كيفية الدفن سواء كان من محارم المرأة أو من غير محارمها نعم.