هناك ظواهر عديدة تجعلنا في حيرة مستمرة حتى العلماء والعلم عجز عن تفسيرها من بين هذه الظواهر ظاهرة تسمى ” الحدس ” … يوجد نظريات عديدة لا تحصى حول الحدس من العديد من العلماء فمنهم من يرى ان الحدس ماهو الا شعور داخلي ليس له فاعلية او تاثير على قرارات الانسان وعلى العكس تماما هناك علماء يفسرون الحدس على انه شعور يخرج من العقل ولكن به نوع من الروحنية المتصلة بالروح والقلب وهناك علماء اخرين يرون الحدس نوع من انواع اللاوعي … الحدس بوجه عام هو عملية عقلية تنير العتمة و تستطيع ان تقوم باختراق الزمن والمسافات … وفي هذه المقالة سوف نتناول معلومات عن الحدس .

المعطيات الشخصية وعملية الحدس

ظهرت معلومات جديدة حول الحدث وعلاقته بالعقل الباطن للانسان … وهذه المعلومات متمثلة في طريقة التفكير التي يقوم به عقل الانسان ومن ثم طريقته في تجميع المعلومات ومن هنا قدرته على استغلال هذه المعلومات واستنتاج الحقائق وتوقع ماسوف يحدث وهذا هو الحدس او الحاسة السادسة … هناك دراسات تعرف ب” دراسة آلية التفكير ” وهذه الدراسات تعتمد على الذكريات والانفعالات والمواقف التي يختزنها العقل في اللاوعي وهذه الدرسات تؤكد ان المواقف التي يمر بها الانسان والملاحظات التي يختزنها العقل هي اساس عملية الحدس فهي بمثابة معطيات يتم تخزنها عقل الانسان وتترجم الى الحدس والتوقع في حالات اللاوعي .

المعرفة في اللاوعي

علماء النفس القدماء توصلوا الى الإدراك الاوعي المتمثل في الرد السريع في مواقف معينة بدون تحضير هذه الاجابة ومن هنا توصلو الى الادراك اللاوعي حيث ان عقل الانسان يشعر بلاوعيه قبل حدوث المواقف … مثال على ذلك شعورنا بالكراهية اتجاه اشخاص برغم من اننا نكون في اول مقابلة معهم بدون حدوث اي موقف يستدعي هذه الكراهية ولا نعرف لماذا الكره اتجاه ؟؟ … إن هذا الشخص يوجد حوله ذكريات وصراعات بداخل العقل الباطن بمنطقة الاوعي ولذلك فتجد الكره اتجاه الشخص .

الحدس والبقاء

البقاء يقصد به بقاء النسل يعتقد الكثير ان بقاء نسل اجدادهم جاء عن طريق تخطيهم لجميع المعوقات التي واجهتهم والفضل في تخطي هذه المعوقات بعد الله سبحانه وتعالى هو عملية الحدس التي ساعدتهم على توقع الشئ قبل حدوثه والتصدي له … وتطور الامر بعد ذلك بتطور الانسان وحياته ونضج عقله وذكائه وتطور ايضا مع هذه التطورات عملية الحدس واصبح الانسان يستطيع ان يقوم بعملية التنبؤ والتوقع بلمحة بصر وخاصة لو كان الشعور متمثل في خطر ما يحيط به .

التدرب على تنمية الحدس

هناك برامج تدريب مخصصة من اجل تدريب الانسان على عملية الحدس وتطويرها لديه وهي تتم عن طريق استغلال طاقات الانسان الكامنة وعقله الباطن .. واكثر مايهتمون بالتدريب على عملية الحدس هم رجال المخابرات حتى يتم تدريبهم على تنمية عمليات الحدس أو البصيرة لديهم من اجل اتخاذ قرارات صائبة .

متى يخطئ الحدس

هناك اوقات كثيرة يخطئ بها عمليات الحدس وخاصة لان الغيب لايعلمه الا الله سبحانه وتعالى ويجب التنويه على ان الحدس في النهاية ليس له علاقة بالغيبيات او رؤية المستقبل هو فقط عبارة عن استغلال الانسان لمعطيات لدية محفوظه في ذاكرته والوصول الى معطيات … ولا يوجد اي اساس من الصحة لهؤلاء العارفون الذين يقومون باستخدام عملية الحدس من اجل رؤية المستقبل وخاصة لان المستقبل لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى .