سوء الامتصاص (الداء البطني) لدى الأطفال وعلاجه


سوء الامتصاص (الداء البطني) Celiac Disease ،

هو اضطراب مناعي يصيب الأمعاء الدقيقة في الأطفال الذين يمتلكون استعداد جيني للإصابة بالمرض ، ويستجيب سوء الامتصاص للحمية الخالية من الجلوتين ، وهو مرض يكثر انتشاره في شمال اوروبا وأمريكا بنسبة مرتفعة ، بالرغم من تباني سن ظهور الأعراض بين المرضى ، وتزيد نسبة الإصابة به في الأطفال في سن 2.5-15 عام .

ويحدث سوء الامتصاص بعد تناول الجلوتين الموجود في القمح والشعير ، إذ تتركز فعالية الجلوتين في جزئ الجليدين الموجود في تركيبه ، والذي يتكون من سلسلة من الأحماض الأمينية ، وهي التي تؤدي لتحسس لمفويات الصفيحة الخاصة في الأمعاء .


أعراض سوء الامتصاص (الداء البطني) :





اسهال وهو العرض الأكثر انتشارا بين المرضى ، ويمكن أن يحدث بشكل حاد أو على هيئة براز مائي ، مما يسبب خسارة في الوزن ، وضعف النمو الطولي الناتج عن فقدان الشهية وسوء الامتصاص .




تمدد بطني ، ويحدث بألم في البطن .




فشل النمو وهو العرض الأقل شيوعا .




أعراض عصبية مثل الهياج والحزن .




تأخر مهارات الطفل الحركية .


تشخيص المرض :


يشخص الداء البطني بالفحص المعملي TTG IgA ، وهو تحليل سهل ودقيق ويعد من أحدث الفحوصات المتبعة لتشخيص المرض بدقة ، بالإضافة لأخذ خزعة الأمعاء للتأكد من النتيجة ، وتعتمد نتيجة الخزعة على تغيرات الأنسجة المحتملة مثل الضمور الجزئي أو كامل للزغبات ، فرط تصنيع الخبايا مع مراعاة أخذ العينة من أماكن متفرقة .


العلاج :





يعد العلاج الوحيد لسوء الامتصاص هو الحمية الخالية من الجلوتين والذي سيصبح نظام تغذية طوال العمر ، والتي تعتمد على عدم تناول القمح والشعير .

– يمكن ادخال الشوفان في التغذية ، والذي ثبت امكانية تناوله للمرضى بداء البطني بأمان ، لكن يكمن القلق في استخدامه تلوثه بالجلوتين عند حصاده وطحنه مما يوجب الامتناع عنه أيضا .




يجب أن يشارك أخصائي التغذية مع الطبيب المعالج لتثقيف الأسرة بأهمية اتباع الحمية الخالية تماما من الجلوتين ، وخاصة في صغار السن التي تستوجب مراقبة الأطفال لتقييم النمو والأعراض مع تكرار التحليل بعد ستة أشهر من الحمية لتقييم نسبة نجاحها في العلاج أو فشلها للوقوف على الخلل الموجود بها .




عند نجاح العلاج بحمية الجلوتين تظهر النتائج بتحسن المزاج والشهية ، وتراجع عدد مرات الإسهال خلال الأسبوع الأول من الحمية ، مما يخفض خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي بعد اتباع حمية الجلوتين مع التشخيص المبكر للمرض .