الأطراف تعود للحياة
الأطراف الصناعية او ما يعرف بالأطراف التعويضية ما المقصود بها ,هل هى مجرد شكل جمالى لجعل الجسد أقرب الى شكله الطبيعي او هي وسيلة مساعدة جيدة تقوم بعمل الطرف الغير موجود .
حسب الإحصائيات فإن بين كل مليون نسمة يوجد 360 إنسان فقد أحد أطرافه او أكثر و إستعان بطرف صناعي , لابد أن نتعرف على تاريخ الأطراف الصناعية و هو تاريخ ليس بعيد حيث بدأ التفكير و العمل على تلك الصناعات او التقنيات بعد الحرب العالمية الثانية , و من أوائل من فكر في تصنيع تلك الأطراف الألمان و ذلك في عام 1952و قد قامو بتصنيعها من الخشب حيث كانت تؤخذ جذوع او فروع الأشجار و تفرغ وتـشكل على شكل أنبوبة او مربع ثم بدأت تتطور الفكرة او الصناعة من مجرد أطراف ثابتة الى أطراف متحركة و لكنها حركة جزئية محدودة مجرد الثني و الفرد و بشكل ميكانيكي , و لكن لم يتوقف سعي العلماء في تطوير تلك الصناعة لذا منذ منتصف السبعينات للقرن الماضي حدثت طفرة كبيرة في صناعة الأطراف التعويضية حيث استبدلت مادة الخشب في تصنيعاها بمادة البلاستيك ذات الوزن الأخف و الاكثر سهولة في التصنيع و منذ هذا الوقت حدثت تطورات و طفرات كبيرة في هذا المجال و إستخدمت مواد أخرى في صناعة الأطراف كالتيتانيوم و عديد اليوريثين الذي يستخدم كرغوة تتشكل في شكل العضو المراد صناعته .
-
أنواع الأطراف الصناعية .
يمكن تقسيم الأطراف الصناعية
من حيث التطور الى : –
-
1- الأطراف ذات المحور الوحيد و البسيط و هى تعتمد بشكل أساسي على القوة و الفعالية للطرف الذي تم بتره .
2- المفاصل الهيدروليكية , تلك المفاصل التي تعتمد في حركتها على حجرة الزيت , فمضخة الزيت هى التى تحدد شكل و فاعلية الطرف الصناعي .
3- المفصل الإلكتروني , و قد إرتبط ظهور ذلك النوع بالتطور الكبير في الكمبيوتر و الإلكترونيات , و قد ساعد هذا التطور و ظهور هذا النوع من الأطراف في القدرة على تصنيع أطراف صناعية تناسب نوعيات مختلفة من المصابين مثل الرياضيين و متسلقي الجبال و سائقي السيارات و الدرجات .
و من حيث مكان الإصابة الى : –
1- أطراف صناعية علوية .
2- أطراف صناعية سفلية .
و من حيث المدة الى : –
1- طرف مؤقت .
2- طرف دائم .
و من حيث الوظيفة الى : –
1- طرف تجميلي و هى تلك الأطراف غير المتحركة و التي توضع فقط لإستكمال الشكل .
2- طرف وظيفي , و هى تلك الأطراف التى تقوم بوظيفة الجزء المبتور .
3- طرف تجميلي وظيفي .
الأطراف الصناعية منها الأطراف الجاهزة و منها الأطراف التي يتم صنعها حسب الطلب و في هذه الأطراف يراعى أن تصنع طبقًأ لعمر و وزن و حالة المصاب .
المشروعات .
كونت لأجل تطوير تلك الصناعة و لأجل الوصول الى بدائل صناعية للأعضاء المبتورة الكثير من الورش او المجموعات او المشروعات البحثية و التطويرية و التي تعمل على تجديد و تطوير تلك التقنيات و الصناعات منها تقنية ( ITAP ) , طرف بديل تعويضي لطرف مبتور يتم زرعه عبر الجلد في العظم , و مشروع يد سايبر الصناعية .
• تقنية ( ITAP ) , طرف بديل تعويضي لطرف مبتور يتم زرعه عبر الجلد في العظم .
هى مشروع يعمل على واحدة من احدث التقنيات و هى تمثل طفرة في هذه المجال و قد قام عليه بعض العلماء البريطانيون , تقوم هذه التقنية على فكرة زرع او غرس معدن بحيث يخترق الجلد المغطي للعظام و توصيل الطرف الصناعي بآلة تتلقي الإشارات لتحريك الطرف الصناعي , الى جانب تطور تلك التقنية فيما يخص تحريك الأطراف الصناعية فإنها ستساعد على تلافي بعض عيوب الأطراف الصناعية الأخرى و منها
1- التخلص من الإلتهابات التي تسبب الألم لصاحب الطرف الصناعي في المنطقة المصابة .
2- قد يتعرض الطرف الصناعي بالتقنية القديمة الى الخلع نتيجة لاي حركة و يحتاج المريض الى تثبيته باستمرار , اما مع هذه التقنية الحديثة فلن يضطر المصاب الى ذلك .
• مشروع يد سايبر الصناعية .
يقوم هذا المشورع على فكرة لإيجاد تقنية تتيح لمستخدم الطرف الصناعي القدرة على الإحساس بما يلمسه و قد بدأ العمل بالمشروع منذ العام 2002 و في هذه التقنية يسعى التصميم لليد الصناعية الجديدة الى توفير يد يعتمد عملها على الإشارات الكهربائية العضلية الصادرة من عضلات الذراع المتصلة باليد الصناعية , بحيث يكون لكل إصبع بها جهاز مستقل مع دورة كهربائية مستقلة و إضافية و نظام إلكتروني منفصل يسمح بتحريك كل إصبع بشكل منفرد , بالإضافة الى أن كل إصبع له جهاز حركى خاص به و مجموعة من المفاصل الدقيقة التي تشبه المفاصل الطبيعية الى حد ما .
من أبرز المعوقات التي سعي الفريق للتغلب عليها لتحقيق هذا الأمل .
1- إنتاج او تصنيع اليد بحيث لا يزيد وزنها عن 600 جرام .
2- إيجاد تكنولوجيا او أجهزة إلكترونية دقيقة و أدوات حركية صغيرة بحيث عند تركيب تلك الأجزاء لا تحتاج الى حيز أكبر من حجم اليد الطبيعية .
3- توصيل الجهاز الإلكتروني باليد الصناعية بالجهاز العصبي للإنسان و التي تتمثل في الاعصاب الرئيسية الثلاث للذراع و الأهم الأعصاب الحسية و هى واحدة من أهم التحديات الخاصة بالمشروع .
أعلن فريق العلماء في ألمانيا و إسبانيا و إيطاليا و الدنمارك الوصول الى مرحلة متطورة و مهمة في هذا المشروع حيث قام الفريق بإنتاج يد كاملة الإحساس تمتلك 16 درجة من حرية الحركة و ذلك عن طريق إستخدام 6 محركات صغيرة باليد , الأصابع الخمسة لها نظام مفاصل متناسق و أهم و أبرز ما في هذا الإنجاز الإبهام حيث يسمح لليد بالقيام بحركات تقاطع متنوعة .
تقوم فكرة عمل يد سايبر على فكرة عمل اليد الطبيعية حيث قامو بمد كوابل او اوتار من مادة التفلون على ثلاث مفاصل بالإصبع الواحد و تتصل هذه الأوتار بمحركات كهربائية , ساعد ذلك على مدى و حرية واسعة لحركة اليد و الأصابع .
اما المحور الأساسي في صناعة هذه اليد و هو الإحساس , فإن هذه اليد تعتمد على تكنولوجيا تعمل على تشغيل نوعين من الإحساس , الإحساس بحركة اليد و موقعها بين أجزاء الجسم الباقية اي القدرة على إدراك الضغط و القوة و الزاوية , و النوع الثاني الإحساس باللمس .
هذا المشروع يمثل أمل للكثيرين و عند إكتماله بنجاح سيحق تلك الآمال في إستعادة الشكل الطبيعي للعضو المبتور و الوظيفة , كما أنه بنجاح هذا المشروع فإن التكنولوجيا الدقيقة المرتبطة به يمكن أن تعمل على حل مشكلات خاصة بالإضطرابات العصبية المختلفة مثل الشلل الناتج عن إصابات الحبل الشوكي او الجلطات .