لغز حجر رشيد Rosetta stone
يطلق على حجر رشيد بالغة الانجليزية اسم ” Rosetta stone “… حجر رشيد كان لغز كبير قام العالم الفرنسي شامبليون بفك لغز هذا الحجر .. كان سر حجر رشيد في تلك النصوص المنقوشة عليه فهي نقشت بالكتابة الهيروغليفية اما النصوص التي وجدت عليه فهي نصوص هيروغليفية و ديموطيقية و يونانية … يرجع تسمية الحجر الى اسم حجر رشيد لانه وجد في مصر بمدينة كانت مصب لنهرها العظيم نهر النيل و هذ المدينة تسمى رشيد ولذلك سمى حجر رشيد … وفي نهاية المقالة سوف نرفق نص هذا الحجر مترجم الى الغة العربية لمن يود الاطلاع عليه .
اكتشاف حجر رشيد
في عام 1799 في شهر يوليو بيوم 19 خلال الحملة الفرينسية على مصر كان هناك ضابط فرنسي يدعى بوشار اكتشف بالصدفة حجر على احدى ضفاف النيل وكان هذا الحجر هو حجر رشيد .
لغز حجر رشيد
حجر رشيد تم نقشة بمدينة منف في عام 196 قبل الميلاد وهو مرسوم ملكي الذي قام باصداره كاهن هذا الكاهن كان منذ عهد بطليموس الخامس وجائته فكرة اصدار هذا الحجر تخليدا لذكرى بطليموس الخامس .. الغريب في الامر ان الكاهن قام بالكتابة على الحجر بثلاث لغات مختلفة هما ” الهيروغليفية .. الديموطقية .. الإغريقية ” وكانت هذه الغات هي الغز الحقيقي الذي استغرق سنوات لحله وخاصة لان عند اكتشاف الحجر كانت هذه الغات تعتبر لغات مميتة دفنت مع القدماء …. وظل حجر رشيد لغز كبير لا يفهمه احد حاول الكثير من العلماء ان يقوموا بحل تلك الغز ولكن محاولتهم حالفها الفشل .
الحملة الفرنسية وحل لغز حجر رشيد
اثناء الحملة الفرنسية على مصر ظهر عالم فرنسي يدعى ” جيان فرانسوا شامبليون ” و هو الذي استطاع ان يحل لغز حجر رشيد … و قام بتفسيراللغات التي كتب بها حجر رشيد فوجد ان النصوص التي يحتويها هذا الحجر هي نصوص يونانية و هيروغليفية و ديموطيقية …و هذا يؤكد لنا ان الثلاث لغات هم الذين كانوا سائدين في عهد البطالمة على مصر .. اما الديانة المقدسسة في ذلك الوقت فكانت الهيروغليفية اما الغة فكانت اللغة الديموطيقية يستخدمها المصرين الذين يطلق عليها عامة الشعب .. و اللغة اليونانية كان يستخدمها حكام الإغريق .
محتوى حجر رشيد
اما محتوى حجر رشيد نفسه تمت الكتابة عليه بثلاث لغات ووضعه في منف العاصمة لكي يراه الجميع حكام وعامة الشعب وكانت نصوص هذا الحجر عبارة عن تمجيد لفرعون مصر و ذكر بعض الانجازات الطيبة للكهنة و وضع بعض الامجاد الخاصة بالشعب المصري .
كان هناك عالم بريطاني يدعى ” توماس يانج ” هذا العالم قد اضاف اكتشاف جديد على حجر رشيد وهو ان النصوص التي كتبت على الحجر تحتوى على كتابة هيروغليفية مكونة من دلالات صوتية كما انه اضاف ان يوجد على الحجر اشكال بيضاوية يطلق عليها اسم ” خراطيش ” كانت مرسومة خصيصا لوضع الأسماء الملكية بداخلها ولعل اكتشاف توماس يانج هو الاساس الذي مهد للعالم الفرنسي ” جان فرانسوا شامبليون “
في عام 1822 نجح الفرنسي شامبليون في فك الرموز الهيروغليفية الموجودة على حجر رشيد موضحا ان الحجر مكون من 54 سطر كتبت بالنصوص اليونانية ومن هنا استطاع ان يفرق بين اسماء الحكام الموجودة على الحجر بالغة العامية المصرية وبعد ذلك تم فك العقدة التي كانت تقف حائل حول فهم حضارة قدماء المصريين وتوالت بعد ذلك ترجمة علوم المصريات من احياء وطب واصبح هناك حروف للغة الهيروغليفية و ابجادية يستطيع كل من لديه فضول لقرائة علم المصريات ان يدرسها
ومع الاسف ولا اعلم بأي حق اخذ الحجرمن مصر وتم نقل الحضارة المصرية من ارضها لكي توضع في المتحف البريطاني.
ترجمة نص حجر رشيد كما ذكر لمن يحب الاطلاع عليه
” خلال حكم الملك الصغير الذي خلف والده كجلالة الملك صاحب التيجان العظيم الذي أنشأ مصر ومخلص للآلهة المنتصر على أعدائه والذي أعاد الحياة الكريمة للناس المشرف على احتفال الثلاثين عام العادل مثل هيفايستوس الأكبر ملك الشمس..ملك القطرين الشمالي و الجنوبي العظيم نجل الإله فيلوباتوريس المعترف به من قبل هيفايستوس الذي ايـّدته الشمس بالنصر الصورة الحية لزويس ابن الشمس بطليموس. فليعيش محبوب بتاح. في السنة التاسعة (أنا) أيتوس ابن أيتوس كاهن الإسكندرية والآلهة سوتيريس وأدولفي والآلهة أبورجاتي وفيلوباتوريس.”
اما نص الاغريق الذي يمجد به اله وحاكم الاغريق فهو :
” في اليوم الرابع عشر من شهر كسانديكوس الموافق يوم 18 من شهر أمشير المصري. مرسوم: اجتمع كبار الكهنة والمنبئين وهؤلاء المسموح لهم دخول الهيكل المقدس لخدمة الآلهة وحاملوا المراوح وكتـاب القديسين وكهنة المعابد الآخرين الآتين من جميع أنحاء البلد الذين أتوا إلى منف لمقابلة الملك بمناسبة عيد تتويجه… من بطليموس فليعيش محبوب بتاح والإله أبيفانيس أوخاريستوس الذي خلف والده. اجتمعوا في هذا اليوم في معبد منف وشهدوا أن الملك بطليموس فليعيش محبوب بتاح الإله ابيفانيس أوخاريستوس ابن الملك بطليموس والملكة أرسينوي الألهة فيلوباتوريس أنه محسن للمعبد وللعاملين فيه وكذلك لجميع الشعب وأنه إله ابن إله مثل حوروس ابن إيزيس وأوزوريس المنتقم لأبيه وأنه يقدس الآلهة… قدم للمعبد دخل من الثروة والحبوب وصرف الكثير من أجل رخاء مصر وزوّد المعابد بالإمدادات. وهو سخي بثروته الخاصة وقام بإلغاء العوائد والضرائب التي كانت واجبة في مصر كما خفـّض أخرى حتى يتمكن الشعب من العيش في رفاهية أثناء حكمه وألغي الديون المستحقة للقصر وهي كثيرة المستحقة في مصر وباقي المملكة، وكذلك حرر هؤلاء النازلين في السجن وأخرىن الواقعين في قضايا منذ زمن طويل حررهم من التهم الواقعة عليهم وأمر أن يستمر نصيب الآلهة من عائدات المعبد ومن دخل المعبد السنوي لهم سواء من الحبوب أو من الثروات وكذلك من الغيطان والحدائق والأراضي الأخرى الممنوحة لهم التي كانت مخصصة للآلهة في عهد والده وقرر بشأن الكهنة أن هؤلاء لا تزيد رسوم تعميدهم لوظيفة الكهنوت عن ما كانت مقررة في عهد والده وفي السنة الأولى من حكمه وأعفى أعضاء سلك الكهنوت من واجب حضورهم كل سنة إلى الإسكندرية وأمر أن لا يُرغم أحد على العمل في الأسطول.”