الأرق وأضواء الليد
مع انتشار أزمات الطاقة في معظم أنحاء العالم ، وخاصة في بلدان الشرق الأوسط ، تبنت الحكومات استخدام وسائل الإضاءة الموفرة للطاقة ، ومن أشهرها مصباح الليد LED ، والذي يتميز باستهلاكه الضئيل للطاقة ، وتحمله للصدمات وصموده لفترات طويلة وتنوع أشكاله وقياساته واستخداماته . وتدخل هذه النوعية من المصابيح في أضواء السيارات ، إنارة الشوارع ، المنازل ، الحدائق ، شاشات الحاسوب والتلفاز والهواتف الذكية وغيرها .
ما هي مصابيح الليد؟
مصابيح الليد LED ، هي اختصار للصمام الثنائي الباعث للضوء ، وهي مصدر للإضاءة الصناعية يتميز بقدرته على توفير استهلاك الكهرباء ، ولا يتسبب في انبعاث الحرارة ، مع طول استخدامه ، وصغر حجمه وسعره الزهيد نسبياً . في التسعينيات اخترعه العلماء اليابانيون إيسامو أكازاكي ، هيروشي أمانو والأمريكي-الياباني شوجي ناكامورا ، والذي أوصلهم للفوز بجائزة نوبل في 2014 ، اعترافاً بدورهم في اختراع تطوير هذا الاختراع عالي الكفاءة . وعلى عكس المصابيح الأخرى الموفرة بالطاقة ، لا يحتوي مصباح الليد على مادة الزئبق السامة والتي تشكل خطراً كبيراً على الإنسان والحيوان في حالة سقوط المصباح أو انكساره . في البداية ، استخدمت هذه المصابيح كبديل عن مصابيح السيارات التقليدية ، لقوة إضاءتها وقدرتها على الصمود لفترات طويلة وتحملها للصدمات ، بعدها انتشرت كوسيلة للإضاءة بالمنازل والمكاتب والشوارع والحدائق ، كما دخلت في صناعة بعض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية مثل التلفاز والحاسوب والهواتف المحمولة .
السلامة والأمان
في 2010 صدرت تحذيرات عن الوكالة الفرنسية للصحة والسلامة البيئية والمهنية تحذيراً بشأن التعرض لمصابيح الليد ، وعن احتمالية تسببها في الإصابة بالعمى المؤقت عند النظر إليها لفترات طويلة من مسافات قريبة بزاوية 8 درجات ، وخاصة بالنسبة للأطفال ، وأوصت بتقليل استخدام هذه النوعية من المصابيح في الأماكن العامة وغرف المعيشة والمراكز الصحية . ورغم أنها تتميز بعدم احتوائها على الزئبق مثل مصابيح الفلوروسنت التقليدية ، إلا أنها تحتوي على بعض المواد الخطرة الأخرى مثل الرصاص والزرنيخ .
مصابيح الليد والأرق
في دراسة حديثة صدرت من جامعة هارفرد في يونيو 2015 ، وُجد أن مصابيح الليد تتسبب في انخفاض عدد ساعات النوم لدى 60% من الأفراد . ويرجع ذلك إلى أن الضوء القوي الصادر من هذه المصابيح يحتوي على موجات كهرومغناطيسية زرقاء ذات قدرة عالية على اختراق شبكية العين ، التي تتفاعل معها بسرعة شديدة ، ثم تحولها للمخ فتعمل تلك الموجات كمادة الكافيين المنبهة ، وتخلق حالة من التحفيز والإثارة للخلايا العصبية ، الأمر الذي يظهر في صورة يقظة داخلية واضطراب بالنوم وتقلب بالمزاج . يعمل هرمون الميلاتونين أو هرمون النوم الذي تفرزه الغدة الصنوبرية بالمخ على إعطاء حالة من التهدئة للمخ مما يؤهله للدخول في مرحلة النوم ، ووجد أن التعرض لأضواء مصابيح الليد لساعات طويلة سواء بالنهار أو باليل ، أو للأجهزة التي تحتوي على وحدات الليد ، يؤدي إلى انخفاض إنتاج الميلاتونين بالجسم فيشعر الجسم تلقائياً بعدم حاجته للنوم ويكون بكامل نشاطه وطاقته .
ويفسر ذلك ما يحدث لأطفالنا عند متابعتهم للتلفاز في ساعات ما قبل النوم أو استخدامهم للأجهزة اللوحية ، والتي تتسبب لهم بالأرق ، حالة فرط النشاط والحركة ، فضلاً عن ضعف التركيز وانخفاض القدرة على التعلم .