الجلوتاثيون وتبييض البشرة
الجلوتاثيون Glutathione
، هي مادة تُفرز في الكبد وتتكون من ثلاث أحماض أمينية أساسية هي السيستين ، الجلوتاميك والجلايسين . يرتبط عمل الجلوتاثيون بصفة أساسية بالعمل الإنزيمات المضادة للأكسدة وتجديد خلايا الدم الحمراء والأغشية الدهنية في الجسم . انتشرت في الآونة الأخيرة حقن الجلوتاثيون والمستخدمة لتبييض البشرة ، فما هي حقيقتها ، وما هي أضراره ا؟
أهمية الجلوتاثيون
يعمل الجلوتاثيون كمضاد قوي للأكسدة وهو المسئول عن حماية الخلايا من التلف ، ومن بينها الخلايا الداخلية وخلايا البشرة الخارجية . يساعد الجلوتاثيون على حماية الجسم من الآثار البيئية الخارجية التي تعمل على إضعاف أو تدمير الخلايا ، مثل التلوث والتعرض للأشعة ، مقاومة السموم الخارجية ، العلاج الكيميائي لمرضى السرطان .
يُفرز الجلوتاثيون بطريقة طبيعية في الكبد ، وتظهر أعراض نقصه بشكل واضح عند كبار السن في صورة عدم اتزان في الحركة وارتعاش الأيدي وترهل البشرة الخارجية .
مصادر الجلوتاثيون الطبيعية
يتواجد الجلوتاثيون في الكثير من الأغذية والتي يمكن تناولها لتعزيز مستويات الجلوتاثيون بشكل طبيعي ، ومنها:
•
الجزر
.
•
البروكلي
و
القرنبيط
.
•
الثوم
.
• الخضروات الجذرية مثل البطاطس والبطاطا الحلوة والقلقاس .
• السبانخ .
• الفواكه مثل العنب ، البرتقال ،
الجريب فروت
،
الافوكادو
، البطيخ ، والشمام والكانتلوب .
• بعض التوابل مثل الكركم والكاري .
• القرعيات مثل الكوسة والقرع العسلي .
الجلوتاثيون والشيخوخة
بمرور السنين ، تضعف وظائف الأعضاء الحيوية بالجسم ، ومنها الكبد ، وخاصة للمصابين بأمراض مثل كسل الكبد ، مرض السكري ، التهاب الكبد الوبائي ، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات الجلوتاثيون في الدم . وخلال المحاولات المستمرة للباحثين والأطباء للوصول للأسباب العلمية لحدوث الشيخوخة ومحاولة تأخير أعراضها ، وُجد أن الجلوتاثيون مرتبط بشكل وثيق بين علامات الشيخوخة سواء المادية مثل شكل الجلد ، ترهل الجلد ، ظهور بقع النمش على الأيدي ، والتي تبدأ في الظهور من بعد الخمسين ، وفي بعض الأحيان قبلها بسنوات .
حقن تبييض البشرة
اكتشفت العلاقة بين الجلوتاثيون وتبييض البشرة بين المرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي والذين يخضعون لتناول جرعات من الجلوتاثيون أثناء العلاج الكيميائي بغرض الحفاظ على الخلايا السليمة وضمان عدم تأثرها بالعلاج . ولوحظ أن بشرة هؤلاء المرضى أصبحت أكثر نضارة وتغير لونها لدرجات أفتح وأكثر نقاءاً .
ولعل السبب الأساسي لهذا هو قدرة الجلوتاثيون على تجديد الخلايا وحمايتها من الأكسدة . بعدها انتشرت حقن الجلوتاثيون بالوريد لتفتيح البشرة في جميع أجزاء الجسم ، والمتوافرة بتركيزات مختلفة ، والتي بدأت أسعارها في الانخفاض وأصبحت أكثر توافراً حتى في صالونات التجميل . وفي واقع الأمر ، لم تحصل هذه الحقن على أي تراخيص من هيئات الأدوية المتخصصة في العالم ، ولا زالت محل جدل كونها تعتمد على استخدام العرض الجانبي لمادة كأساس للعلاج .
وفي مايو 2015 أطلقت هيئة الغذاء والدواء السعودية تحذيراً لاستخدام هذا النوع من الحقن ، ودعت الهيئات الرقابية المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمتداولي هذه الحقن ، وأشارت إلى أن هذه الحقن دخلت المملكة بطرق غير شرعية ولم تحصل على موافقة وزارة الصحة . وتوصف هذه الحقن بأنها خطيرة للغاية ، وحسب التجارب المعملية على الحيوانات ، وُجد أن المناطق المفتحة ، إذا ما تعرضت لضوء الشمس ، تكتسب لوناً داكنا ، وتظهر أعراض التهابات شديدة ، وأنه مع استخدامها لفترات طويلة ، يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بمختلف أنواع السرطانات مثل سرطان الجلد والكبد ، كما تؤثر بشكل مباشر على أداء الكلى .
يذكر أن سعر الحقنة يصل إلى 4500 ريال ، والتي تكفي للاستخدام فترة 10 أسابيع ، وبعد ظهور نتائج مبشرة ، يستمر الشخص في استخدامها للحصول على بشرة أفتح ، مما يجعله أكثر عرضة لآثارها الصحية المدمرة .