إبهار التكنولوجيا و انت
إنه انحف،اخف وذو خصائص افضل من اللابتوب….إنه الايباد….لالا إنتظر، فقد ظهر ماهو ذو خصائص افضل واسرع في الاداء… إنه التابلت.
نعم…إنها التكنولوجيا الحديثة بصراعاتها وسرعتها في التواصل. ونحن المستهدفون والمستهلكون والمتعرضون لمخاطر صرعاتها وصراعاتها.
إحصائات مذهلة
طبقا لأحدث الاحصائات فقد وصل عدد مستخدمي برنامج المحادثة النصية واتس أب إلي 700 مليون مستخدم فعال حول العالم في يناير الماضي، ذلك البرنامج الذي تم اختراعه عام 2009 بواسطة اثنين من موظفي شركة ياهو العالمية هما “برايان اكتون، وجان كوم”، والذي اشترته شركه فيس بوك برقم خيالي يضاهي 19 بليون دولار!!. ويعمل بإشتراك سنوي بسيط يدفعه المستخدم.
ومنا من يستخدم لاين، وهو أيضا برنامج محادثة يستخدمه حوالي 560 مليون مستخدم حول العالم، يتيح للمستخدم عمل مكالمات هاتفيه مجانيه وقريبا سيطبق عليه خاصية استعمال موسيقي بالخلفية، كما يتيح للمستخدم الشراء عبر الانترنت من خلاله.
ومنا من يستخدم برنامج تليجرام ، ذلك الذي تم اختراعه من قبل نيكولا وبافل ديوروف وهما مؤسسا موقع فكونتاكي وهو من اكبر مواقع البحث في روسيا ،وشركتهما شركة غير هادفه للربح، ويستخدم برنامجهم للمراسلة اكثر من 50 مليون مستخدم حول العالم. ذلك البرنامج الذي يحتوي علي رسالة تدمير ذاتي يمكن وضعها لتقوم بالغاء البرنامج في الوقت المناسب إذا ماتمت سرقة هاتفك.
نافع ….أم ضار
تلك الخصائص الفريده لبرامج التواصل والتي جعلت من تواصل بقاع الارض امرا سهلا لنا- نافعة جدا ومفيدة- لكن مضارهها كثيرة في نفس الوقت. فأنظر مرة اخري لما في يدك، وانظر حولك لتجد انك قد عزلت نفسك كليا عن عالمك، تطلع لما يشاهده ابنك او ابنتك خلسة، وقد تجد مالايسرك ….
فعوالم مفتوحة وشبكات تذيع الطيب والخبيث لأبنائنا جعلتنا ننفصل عنهم ونحن في بيت واحد، فربما يجلس الطفل او الشاب بالساعات امام التابلت او الموباييل محدقا فيه ناسيا وجوده في اسرة.
وربما تلتفتي انتي لتجدي زوجك او ابنك اصابهم الصرع بالجهاز و عدم التركيز فيما تقولين، ربما تنتبه عزيزي لتجد ابنك الشاب وقد أرسلت له بسبب هذه البرامج مقاطع فيديو ومراسلات منافية للأخلاق والاداب تجعل الزوج يتوقع من شريكه مالايمت للواقع بصله طبقا لما يراه بين يديه.
ومنها ما هو مناف للدين ومفسد للعقيدة والمعتقدات، لذا تزايدت نسب الالحاد والفساد في المجتمعات.
ومن باب الممنوع مرغوب يهم الشاب او الفتاه بمشاهده مابين ايديهم خلسه وبصوره خاصة علي جوالاتهم ويتشدقون بالخصوصية والحرية، تلك المفاهيم التي تملء عقول الشباب وتفكيرهم ولكن ليس بفهم وفكر وقرآئه متعمقة لمعنهاها، فثقافة قتل الوقت وشحذ العقل باللاشيء كثرت هذه الايام وبشدة.
يتشدق بمالايفهم
كثيرا مايتحدثون عن الدين ويأخذون منه القشور ويقصروه في الجلباب والنقاب والقتل ولاتجد منهم من يقرأ في صحيح الدين كتب للغزالي او الشيوخ ذوي الفهم العادل للدين. يتحدثون عن الحرية ،ولايعلم الشباب ان الحرية ان تكون مسئول عن افعالك بصورة سوية تجعل منك شخص فاعل ومؤثر في المجتمع، لا ان تعيث وتشاهد ما تريد وتنسي ان هناك رب يحاسبك علي مقاطع تزيد من حيوانيتك ولا تجعلك فاعلا في مجتمعك.
يتحدثون عن الثقة والشاب يراقب الفتاة علي اخر ظهور بالواتس أب ليراها الي اي مدي تسهر ومع من تتحدث لذلك الوقت المتأخر من الليل، ممايزيد من عدم الثقه بين الناس ويظل الجميع في دائرة الشك ويصبح كل شاب سئ وكل بنت لديها وسائل تواصل تعتبر مسيئة وغير مهذبة. في وسط إذا دخلت فيه يجعلك تشعر وكأنك تجلس بمقهي بالشارع ينظر إليك كل من يمر به، في وسط اختفت فيه معالم الخصوصية والحفاظ علي الاسرار الشخصية واصبح كله معروض علي الفيس بوك من اخبار وحياة شخصية.
الحداثة وطمس الهوية
أصبحنا في عمعمة تزيد من اللاهوية واللاوطنية ببث برامج لكل الناس من شتي اقطار الارض منها ماهو مناف لحياتنا وتقاليدنا.
قديما كنا ننعم بتليفزيون وطني،يبث ما تحفظه كل امة من تقاليد وعادات وتربي جيل مبني علي الوطنية ومعني الوطن والمواطنه والاخلاص له. قديما كنا افضل، كنا نتواصل كأسرة بشكل اجمل، كانت علاقتنا وطيدة تربطها المحادثة المباشرة والتواصل والتفاهم…..هذه ليست دعوة لمنع التكنولوجيا، لكنها دعوة لإعمال العقل….. فلتنظر لما بين يديك.