سيرة حياة إنجي لمان عالمة الزلازل
انجي ليمان عالمة الزلازل ،
الدنماركية الجنسية التي يحتفل العالم اليوم بمرور 127 عام على ميلادها ، والتي اشتهرت باكتشافها لطبقات الكرة الأرضية والنواة الداخلية لها ، وما لهذا الإكتشاف من أهمية في تصحيح المفاهيم الخاطئة للعلماء بأن الكرة الأرضية ذات قشرة خارجية فقط تغطي قلب منصهر ومتجانس ، وقد نشأت ليمان في أسرة أكاديمية عاشقة للعلم في كوبنهاجن ، وبدأت تعليمها الإبتدائي في مدرسة غير عنصرية على عكس ما واجهته من عنصرية من الرجال عند اقتحامها عالم الزلازل .
سيرتها الذاتية :
حصلت ليمان على درجة في الرياضيات والعلوم الفيزيائية من جامعتي كوبنهاجن وكامبريدج ، ثم سافرت إلى ألمانيا للعمل في المحاسبة والتأمين واستكمال دراستها ، وهناك بدأ التحول في حياتها لتعمل مساعد مدير مؤسسة الجيوديسيا التي تم أنشائها لأول مرة ، والتي كانت تهتك بدراسة شكل وحجم الأرض ، وتحديد المواضع الدقيقة لأي نقطة على سطحها والذي عرف بنظام جي بي إس GPS، حيث كانت أهداف موؤسسة جيوديسيا إعداد شبكة محطات لرصد وقياس الزلال حول العالم وهي ثلاث محطات الولى في كوبنهاجن ، واثنتين في جرينلاند ، مما دفع ليمان لدراسة الجيوديسيا والجيوفيزياء بدار مشتاد بألمانيا .
توالت رحلات وأبحاث انجي ليمان حول العالم لمحطات قياس ورصد الزلازل لعدة دول أوروبية ، كما شاركت في مؤتمر الإتحاد الدولي للجيوديسيا والجيوفيزياء بمدينة براج في التشيك ، ومن هنا بدأت أبحاثها لكشف أسرار باطن الأرض والذي كان يعتقد أنها تتكون من طبقة اللب الداخلية السائلة ، وطبقة أخرى تسمى الوشاح .
بعد دراسات كثيفة لإنجي ليمان حول ما يحويه باطن الأرض من طبقات ورصد أربع محطات أوروبية من زلزال وقع بالقرب من نيوزيلندا عام 1929 ، اقترحت أن لب الأرض يتكون من طبقة داخلية صلبة وطبقة خارجية سائلة يفصل بينهما طبقة وسطى ، وقامت بنشر هذه النتائج في ورقة بحثية عام 1936 قصيرة بعنوان بي P .
حول تأكيد تلك النتائج لم تجزم انجي ليمان حول صحتها بالرغم من أنها تعد التفسير العلمي المقبول والذي لم يتعارض مع الزيارات البحثية التي قامت بها ، وهذا ما أكده بعد ذلك عالم الزلازل الأمريكي جوتنبرج تشارلز ريخنر ، والذي قام بتحديد نصف قطر اللب الداخلي بحوالي 1200 كيلومتر ، كما أكدته القياسات الدقيقة في السبعينيات .
شاركت ليمان عام 1951 في البحث خلال زياراتها للولايات المتحدة الأمريكية برصد موجات جديدة ، واكتشفت خلال المقارنات الرصدية بين قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية الدليل على اختلاف الطبقة العليا لوشاح الأرض في القارتين ، وتقدمت لجامعة كوبنهاجن للحصول على درجة بروفيسور في الجيوفيزياء والذي تم رفضه دون أسباب واضحة ، مما دفعها لتقديم استقالتها من معهد الجيوديسيا ، ثم السفر للولايات المتحدة حيث الاهتمام برصد الزلازل وتأثير التفجيرات النووية على طبقات الأرض ، وتوالت دراستها لانتشار الموجات على مسافات قريبة من مركز الزلازل ، حيث لاحظت تزايد السرعة عند حافة طبقة من الوشاح على بعد 220 كيلومتر مما يدل على وجود انفصال بين طبقتين في وشاح الأرض ، واستمرت العالمة الجليلة انجي ليمان في العطاء طيلة حياتها حتى فارقت العالم عام 1993 .
الجوائز والتكريمات :
– الميدالية الذهبية من الجمعية الدنماركية للعلوم .
– وسام جمعية رصد الزلازل .
– الدكتوراة الفخرية من جامعتى كولومبيا وكوبنهاجن .