من هو المشاغب سيمور هيرش Seymour Hersh ؟
سيمور هيرش Seymour Hersh
، من أشهر كتاب الصحافة الأمريكان ، تميز بجرأته في الكشف والتحقيق بالملفات الشائكة ، كشف العديد من الحقائق للإعلام لم يكن يتوقعها أحد ، وله العديد من التصريحات النارية التي تثير جدلا في عالم الصحافة الأمريكية والعالمية . سنتعرف اليوم على هوية هذا الصحفي المشاغب من خلال مقالنا لليوم .
نشأته :
سيمور مايرون هيرش ، صحفي أمريكي ولد في عام 1937 ، التحق بجامعة شيكاغو لدراسة الحقوق في عام 1958 ، وبعد التخرج بدأ حياته العملية كناسخ في إحدى الصحف ، ثم انتقل بعد ذلك للعمل مراسلا صحفيا ليغطي أخبار الشرطة في إحدى الصحف المحلية في شيكاغو سنة 1960 ، وبعدها انتقل إلى وظالة يونايتدبرس في ولاية داكوتا الجنوبية ليعمل مراسلا هناك ، وفي عام 1963 ، اصبح مراسلا صحفيا في وكالة الاسوشايتدرس في كل من شيكاغو و وواشنطن ، وبحلول عام 1968 عمل سكرتيرا صحفيا لدى حملة السيناتور يوجين مكارتي لأنه كان مناهضا لحرب الفيتنام ، وفي عام 1972 عمل في صحيفة النيويورك تايمز في واشنطن إلى عام 1975 ، وفي تلك الفترة كانت أولى تحقيقاته خاصة بمشروع جنيفر التابع لوكالة الاستخبارات المركزية .
وفي عام 1983 ، بدأ في الكتابة وأصدر أولى كتبه ” ثمن القوة كسينجر ” في عام 1983 ، وحصل التاب على إعجاب النقاط وحاز على جائزة نقاد الكتاب الوطني ، كما حصل على جائزة صحيفة لوس انجلوس تايم في كتب السيرة الذاتية ، وفي عام 1985 انتقل إلى محطة بي بي اس التلفزيونية ليعمل في برنامجا وثائقيا باسم ” شراء القنبلة ” .
أشهر تحقيقاته التي أثارت الجدل :
عندما كان هيرش مراسلا صحفيا للشرطة ، قام بتغطية حادثة قتل أحد السجناء السود خلال محاولته للهرب بحسب ما ورد في التقارير الرسمية ، وبالصدفة سمع شرطي يحادث زميله وهو متباهيا بأنه أوهم السجين الأسود بأنه تم الإفراج عنه ثم أطلق النار عليه غدرا من الخلف وادعى في التحقيقات بأن السجين كان يحاول الهروب ، فنشر هيرش هذه القصة كاملة كما سمعها من الشرطي وأثارت ضجة كبيرة في حينها .
كان هيرش أول من اكتشف مذبحة ماي لاي الشهيرة في عام 1968 ، وقد كان هذا السبق الصحفي له الأثر الكبير وحصل على إثره على شهرة كبيرة ، حيث كشف عن حقائق تخص حرب
فيتنام
عندما قامت القوات الأمريكية باجتياح قرية في شمال فيتنام للفلاحين تسمى ماي لاي ، وتعرض سكان القرية إلى مذبحة كبيرة فقد على إثرها 347 شخص ، كما تعرضت النساء في القرية لاغتصاب جماعي من قبل الجنود ، وتم تشويه الجثث ، وقد نشر سيمور هيرش تحقيقاته الصحفية عن تلك المجزرة في عام 1969 وقد أحدث زلزالا هز الكيان الأمريكي ، ومنذ ذلك الوقت أصبح من أشهر وأهم صحفيين التحقيقات في الولايات المتحدة ، وتم تكريمه ليحصل على جائزة البوليتزر في عام 1970 .
كما أنه كشف تفاصيل مذبحة الجنرال ماكفري التي ارتكبها في يوم العشرين من مارس من عام 1991، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في حرب الخليج الأولى ، وراح ضحيتها العديد من الجنود العراقيين والجرحى والأسرى المدنيين الذين كانوا في سيارات الإسعاف واعتبر هذه المذبحة جريمة حرب . وفي نفس العام كان أول من اكتشف سر المرض الغامض الذي أصيب به الجنود الأمريكان خلال
حرب الخليج الثانية
.
وفي نفس العام أصدر هيرك كتابه الشهير ” خيار شمشون ” الذي يتعلق بالنووي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية ، وقد ذكر في كتابه بأن نيكولاس ديفيس وهو محرر الشئون الخارجية في جريدة الديلي ميرور ، قد أبلغ السفارة الإسرائيلية في لندن عن الخبير النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو لكشفه عن البرنامج النووي الإسرائيلي ، وقد كشف فعنونو لدى صحيفة الصاندي تايمز المعلومات التي كانت بحوزته عن البرنامج النووي الإسرائيلي ، وكشف هيرش عن حقيقة ديفس الذي كان يعمل لدى الموساد ، ونشر معلومات تفيد بأن الموساد الإسرائيلي استدرج فعنونو من لندن إلى روما ليتم اختطافه وإعادته إلى تل أبيب وهناك حكم عليه بالسجن لمدة ثمانية عشر عاما ، ونشر هيرش جميع الحقائق المتعلقة بفعنونو ، أما ديفس فبعد نشر هذه الحقائق في الكتاب تمت إقالته .
كتب هيرش العديد من المقالات في مجلة النيويوركر فيما يتعلق بالحرب الأمريكية العراقية ، ففي عام 2004 نشر هيرش مقالا يكشف به عن صور التعذيب التي كان يتعرض لها المساجين في سجن أبو غريب ، وذكر أيضا بأن عمليات التعذيب في المعتقلات الأمريكية هو أمر شائع في كل من أفغانستان وغوانتنامو ، كما ذكر أيضا أن أساليب التعذيب التي تقام ضد المعتقلين تندرج تحت برنامج يدعى ” النحاس الأخضر ” لمواجهة الأعمال العسكرية ضد القوات الأمريكية ، وقد وافق على هذا المشروع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد .
وفي عام 2005 تطرق هيرش إلى قضية النووي الإيراني ، حيث كتب تحقيقات تفيد بأن الولايات المتحدة تجري مع إيران عمليات سرية وذكر بأن الإدارة الأمريكية اتفقت مع باكستان على ألا تساعد إيران في برنامجها النووي مقابل عدم المطالبة من باكستان بتسليم عبد القدير خان ، إلا أن البلدين قد نفوا هذه المعلومات بحسب ما ورد في أحد التقارير التي نشرتها مجلة النيويوركر في عام 2006 .