متنزه محمية القرم واحة أبوظبي الساحرة
متنزه محمية القرم واحة أبوظبي الساحرة ،
أهم المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي ، والتي تعد متنفس المدينة والعنصر الرئيسي في حماية البيئة ، والتي تهدف توفير الاستجمام والمتعة للجمهور ، وخلق روح التعاون بين الهيئات والجمهور للحفاظ على البيئة ، إذ تسعى هيئة البيئة بالتعاون مع مكاتب السياحة المحلية تنظيم الرحلات للمتنزه لزيادة الوعي والتعريف بالموقع ، وأهميته البيئية في الدولة .
قامت هيئة البيئة بافتتاح متنزه القرم الوطني بهدف تثقيف المواطنين بأهمية المحميات ، ودورها في الحفاظ على النباتات والحيوانات النادرة من الانقراض ، وزيادة التواصل بين البيئة والطبيعة بما فيها من تنوع بيولوجي غني ، وتوفير الفرص لزيارة تلك الأماكن لطلاب المدارس والجامعات .
تبلغ مساحة متنزه القرم 124 كيلو متر مربع ، تنتشر فيها أشجار القرم بمساحة 19.5 كيلو متر مربع ، أي بنسبة 16% من المساحة الكلية للقرم في الإمارة ، وترجع أهمية أشجار القرم في حماية السواحل من التآكل الناتج عن اصطدام أمواج الخليج العربي بالشاطئ ، بالإضافة لكونها بيئة طبيعية للعديد من الكائنات من الطيور المهاجرة التي يزيد عددها عن 60 نوع تقريبا ، الأسماك ، الأصداف ، الاسفنج ، شائكات الجلد ، والسلطعون والروبيان .
كما تكمن الأهمية البيئية لأشجار القرم للغازات الدفيئة التي تستهلكها وتختزنها ، إذ تقوم بامتصاص الكربون من الهواء بمعدل أسرع من الغابات الاستوائية ، إذ سجل المشروع الإرشادي للكربون الأزرق بإمارة أبوظبي عام 2013 أن أنظمة الكربون الأزرق بأبوظبي تختزن 41 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون ، وهو ما يتفوق عن معدل الانبعاثات السنوية للإمارة من صناعة النفط والغاز الطبيعي البالغة 26.4 مليون طن ، وانبعاثات قطاعي المياه والكهرباء البالغة 30.9 مليون طن .
وقد وضعت القوانين الصارمة بمتنزه القرم حافظا على المحمية بما تحتويه من كنوز بيئية ثمينة ، حيث يمنع مرور القوارب الخاصة والدراجات المائية بالمتنزه ، كما يمنع القاء القمامة بأي منطقة بالمتنزه ، ويحظر بشدة جميع أنواع الصيد البري والبحري للحفاظ على أعداد الحيوانات والطيور والأسماك بالمحمية .
يتمتع الزائر لمتنزه محمية القرم بالطيور النادرة مثل العقاب النساري ، طير الشاه ، الفلامنجو الكبير ، مع بعض الكائنات البحرية الغريبة والجميلة مثل المحار القلنسوي ، والسلطعون المزركش ، كما يستفيد الزائر بتعلم الكثير عن حياة الطيور والثدييات والأسماك واللافقاريات التي تعيش في غابة القرم .
تتاح للزائر لمتنزه القرم فرصة مراقبة الطيور الساكنه بأعشاشها فوق أشجار القرم ، وممارسة بعض الأنشطة المتاحة مثل ركوب قوارب الكاياك (التجديف) ، مع جولات ترفيهية غنية بالثقافة عند غروب الشمس ، أو استخدام قوارب العبرة التراثية بنزهات بحرية ممتعة .
يمكن لمواطني الإمارات والسائحين الوصول لمتنزه القرم الواقع على الطريق الشرقي الدائري ، والذي يعد أقرب غابة قرم لمدينة أبوظبي ، إذ توجد مساحات كبيرة لغابات القرم أيضا في دلما ، جزيرة صير بني ياس ، بوطينة ، السعديات ، أبو الأبيض ، الأريام ، جزيرة الظبية .