العلاج المثلي بين الوهم والحقيقة

الدواء من جنس الداء ، قالها أبقراط أبو الطب وأعظم أطباء عصره منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام ، وفي القرن الثامن عشر ، صاغها صمويل هاينمان في مصطلح العلاج المثلي ، هل يكون العلاج المثلي وسيلة فعالة للشفاء أم أنه مجرد إدعاء ووهم يحول دون شفاء المريض ويزيد من معاناته ؟


العلاج المثلي



العلاج المثلي

أو

الطب التجانسي


Homeopathy

، هو أحد أنواع الطب البديل ، أسسه أبقراط في مبدأه “الدواء من جنس الداء” ، وصاغه الطبيب البريطاني صمويل هانيمان عام 1796 . فكرته الأساسية هي استغلال تطور الجسم البشري في مكافحة الأمراض ومساعدته على تحقيق التوازن ليتمكن من الشفاء ذاتياً ، كما يحدث عندما تتجدد خلايا الجسم لتعويض الخلايا الأخرى التالفة . الهدف الأساسي من العلاج المثلي هو تقوية المناعية الطبيعية في الجسم ، وزيادة قدرته على علاج الأمراض .

فعلى سبيل المثال ، عند إصابة شخص بمرض ما ، يتم إعطائه مواد تنتج أعراض مشابهة لما يسببه المرض لكنه بدرجة ضئيلة ، فيتم تحفيز الجهاز المناعي للجسم ويقوم بمواجهة هذه الأعراض القائمة ، ومن ثم يتم الشفاء . المواد المعطاة هي عبارة عن مواد حيوانية ونباتية ومعدنية ، يتم تخفيفها بجرعات كبيرة من الماء ويكون المنتج النهائي في شكل قطرات أو أقراص قابلة للبلع .

يعتبر العلاج المثلي جزء من منظومة الصحة العامة في بعض بلدان العالم،  ويعتبر علاج مكمل متوافر في جميع العيادات العامة وبعض المستشفيات المتخصصة في الطب البديل .


الأمراض المعالجة


العلاج المثلي شائع في الكثير من الأمراض ، ومن أشهرها

الصداع النصفي

(الشقيقة) ، الآلام المبرحة الناتجة عن السرطان ، بعض الأمراض المناعية ، الحساسية،  التهاب المسالك البولية ، التهابات الأذن ، الأمراض الجلدية المزمنة ، اضطرابات الجهاز الهضمي ، الأمراض النسائية مثل نقص

هرمون الاستروجين

، اضطرابات الدورة الشهرية ، أعراض سن اليأس ، التهابات الرحم ، أعراض بداية الحمل .


الفعالية والآثار الجانبية


يمكن القول أن مستحضرات العلاج المثلي ليس لها أي آثار جانبية تقريباً ، حيث تتكون في الغالب من مستحضرات طبيعية نباتية أو حيوانية ، لا تحتوي على أي مواد كيميائية مصنعة. في كثير من بلدان العالم ، يتوافر العلاج المثلي في الصيدليات ويؤخذ دون وصفة طبية . يوجد العلاج الطبي على شكلين، الأقراص الكروية أو السائل . يحتوي العلاج السائل على كمية من الكحول ، ويتناول بجرعات صغيرة ، من 2-3 قطرة يومياً . والعلاج المثلي آمن للحوامل ، والرضع والأطفال .


بين الوهم والحقيقة


من وجهة نظر متخصصي الطب التقليدي ، يعتبر العلاج المثلي مجرد وهم ، يعتمد على إيمان المريض بقدرة هذا النوع من العلاج على الشفاء ، ويعتبرونه كذلك عائق أمام استفادة المريض من الطب التقليدي ، ويعرضه لمضاعفات خطيرة جراء التأخر في تناول العلاج .

وفي المقابل يرى مؤيدو العلاج المثلي أن الإيمان بالعلاج المثلي ليس شرطاً للشفاء ، ويستشهدون بحالات شفاء أطفال رضع ، لم يدخلوا بعد مرحلة الإدراك وتمكنوا من الشفاء . وكذلك بأن مستحضرات العلاج المثلي تتضمن جرعات ضئيلة للغاية من المواد الفعالة الموجودة في الأدوية المستخدمة في الطب التقليدي .

أظهرت الكثير من الأبحاث العلمية في العصر الحديث ، فعالية العلاج المثلي ، وعدم وجود أي علاقة بينه وبين العلاج بالإيحاء ، واعتباره فرعاً من الطب البديل .