التسمم بالرصاص ، أسبابه وعلاجه
التسمم بالرصاص plumbism
، هو مرض ينتج عن ارتفاع نسبة الرصاص بالجسم ، سواء نتيجة تناول مواد تحتوي على الرصاص ، أو باستنشاق غبار أو دخان الرصاص ، أو امتصاصه عن طريق الجلد . حددت منظمة الصحة العالمية الرصاص ضمن المواد الكيميائية العشرة المثيرة للقلق بشأن الصحة العامة ، وألزمت الدول الأعضاء بها اتخاذ الإجراءات لحماية صحة العاملين والأطفال والنساء في سن الإنجاب من خطر التعرض للرصاص .
ينتشر التسمم بالرصاص بين الأطفال فيما بين الثانية والسادسة ، حيث يبدأ الطفل بالتعرف على ما يحيط به ، وقد يتعرض للعق أو أكل قطع من دهان الحائط الجاف والذي يحتوي على نسبة مرتفعة من الرصاص ، والتسمم بالرصاص مسئول عن ما يقارب من 30% من حالات التأخر الذهني لدى الأطفال . بالنسبة للبالغين ، يشيع التسمم بالرصاص بين العاملين في مصانع سبك المعادن وصناعة البطاريات والصناعات الأخرى التي تستخدم الرصاص بشكل أساسي . كذلك يمكن أن يتعرض السكان المقيمين بالقرب من تلك المصانع لتسمم الرصاص نتيجة استنشاق الأبخرة والغازات المنطلقة من المداخن . وهناك مصدر آخر للتسمم بالرصاص ، والناتج عن عادم السيارات ، حيث يحتوي الوقود المعالج على نسبة من الرصاص .
الأعراض
تبدأ أعراض التسمم بالرصاص بحالات صداع ، تهيج بالبشرة ، شحوب ، وضعف عام . ويعاني الكثير من المصابين من آلام بالبطن ، قيء ، إمساك والتي تسمى في جملتها بآلام المغص الرصاصي . في الحالات الحادة يصاب المريض بفقر دم وتلف بالمخ والكبد ويعاني من نوبات تشنج وشلل، ويمكن أن تؤدي به إلى الوفاة .
التعرض للرصاص
يدخل الرصاص في تركيب الكثير من المواد ، ومن أشهرها مستحضرات التجميل المصنعة في آسيا ، وبعض لعب الأطفال ، الستائر المصنوعة من الفينيل ، دهانات الحائط. الخضروات والفواكه المزروعة بالقرب من المناطق الملوثة بالرصاص ، يوالتي مكن أن تتركز فيها نسب عالية من الرصاص ، لذا ينصح بعدم تناول قشور تلك المنتجات ، حيث تتركز الملوثات في قشور ونواة الثمرة .
تحتوي بعض أدوات الطهي ، وخاصة المصنوعة من السيراميك، وكذلك الأواني الفخارية التي لم يتم حرقها بشكل جيد أثناء التصنيع .
أما على النطاق المهني ، فالأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم التعامل مع مواد تحتوي على الرصاص هم أكثر المعرضون للإصابة بهذا النوع من التسمم . على سبيل المثال ، المتعاملون مع الذخيرة ، المعدات الجراحية المعدنية ، أجهزة مراقبة تطور الأجنة ، مواسير المياه والصرف الصحي ، دوائر الكهرباء ، المحركات النفاثة ، مصانع السيراميك ، مناجم ومصانع الرصاص ، مصانع السيارات ، ومكبات النفايات ، وصناعات الدهان والأصباغ . علماً بأن هؤلاء الأشخاص قد يشكلون مصدراً لنقل الرصاص ، حيث يعلق على ملابسهم مما يعرض أسرهم للإصابة بالتسمم بالرصاص . يُنصح العاملين في المجالات المذكورة ، بالخضوع لفحوص طبية دورية ، والالتزام بقوانين السلامة والصحة المهنية الموصى بها .
التشخيص
بعد ظهور الأعراض الأولية للتسمم بالرصاص ، ينبغي القيام بالفحوصات التالية :
• العد الدموي الشامل Complete blood count .
• وظائف الكبد .
• وظائف الكليتين .
العلاج
* التسمم الحاد :
يتم عمل غسيل للمعدة لدى الطبيب المختص ، ويعطى المريض أدوية مهدئة للمعدة ومنشطة للدورة الدموية وحقن كالسيوم و
فيتامين د
، للمساعدة في ترسيب الرصاص في العظام وتقليل
أعراض التسمم
، وفي حالة التشنجات العضلية ، يعطى المصاب بأدوية مهدئة ومرخية مثل الفاليوم والفينوباربيتال .
* التسمم المزمن :
ينشأ التسمم المزمن لدى العاملين والمعرضين لغبار وأدخنة الرصاص ومركباته ، لذا ينصح المريض بالابتعاد تماماً عن مصدر التعرض لفترات طويلة يمكن للجسم خلالها التخلص من الرصاص الممتص . يحقن المريض بحقن كالسيوم صوديوم أثيلين وتعمل هذه المادة على تسريع إفراز الكالسيوم في البول وطرده من الجسم . ينصح المريض أيضاً بتناول نصف لتر من الحليب يومياً حيث يساعد الحليب في ترسيب الرصاص بالعظم دون مروره بالجسم ، وتعالج أعراض
الامساك
الناتجة عن التسمم بالرصاص بالملينات والحقن الشرجية . يجب وضع المريض تحت الرعاية الطبية حتى خروج الرصاص تماماً من الجسم .
الوقاية
للمقيمين بالقرب من الأماكن الملوثة بالرصاص ، ينصح بالتأكد من إحكام النوافذ والأبواب والمواظبة على مسح الأرضيات والأثاث والنوافذ بقطعة رطبة من القماش . وكذلك الحرص على تناول أطعمة غنية بالكالسيوم والحديد، لمنع امتصاص الرصاص بالجسم .
وبالنسبة للعاملين في المصانع والمعرضين للمواد المحتوية على الرصاص ، ينصح بارتداء الملابس الواقية والقفازات المخصصة لتداول المواد الخطرة ، تغيير الملابس وغسل الجسم والشعر قبل مغادرة العمل ، وأخيراً إجراء الفحوصات الطبية الدورية، لمعرفة نسبة الرصاص بالدم .