قصة ريا وسكينة

مهما طال فترة الظلم لابد من يوم محكوم بعناية الله وحده يعود الحقوق الى اصحابها و ياخذ حق المظلوم من الظالم .. الله سبحانه وتعالى يمهل و لا يهمل و لا يضيع ابدا حق المظلوم .. عزيزي القارئ مقال اليوم هو قصة حقيقية لاكبر سفاحين عرفتهم التاريخ فهم امرأتان اهدروا دماء كثيرة قاموا باشهر مذبحة في التاريخ وهي ” مذبحة نساء اسكندرية ” هم ريا وسكينة سفاحتان مصريتان شقيقتان  .. كان مسقط رأسهما في  الصعيد الجواني ثم تنقلو من  بني سويف إلى كفر الزيات و في النهاية رست اقدامهم في الإسكندرية و كان ذلك في بداية القرن 20  .. قاموا بتكوين عصابة لخطف النساء اشترك معهم ازواجهم  حسب الله سعيد مرعي زوج ريا ، و محمد عبدالعال زوج سكينة و لقد اشترك معهم في جرائمهم رجلان هما ” عرابي حسان وعبد الرازق يوسف. ” و في النهاية تم القاء القبض عليهم و اصدار الحكم باعدامهم و ذلك في عام 1921… وهم اول امرأتين تم اصدار حكم باعدامهم في تاريخ مصر .

ريا وسكينة


قصة القاتلتان ريا و سكينة


في عام 1920 قدمت سيدة تدعى ” السيدة زينب حسن  ” التي يبلغ عمرها 40 عاما بلاغ إلي حكمدار بوليس الإسكندرية تتطلب فيه المساعدة بارجاع ابنتها ” نظله أبو الليل ” التي تبلغ من العمر 25  سنة باختطافها و لعل هذا البلاغ كان يعتبراول بلاغ و توالت بعده البلاغات و بدأت من هنا مذبحه النساء .. و كان بلغ السيدة زينب على نحو التالي ان ابنتها نظله تغيبت عن البيت منذ عشرة أيام تاركة اوصاف ابنتها  ” بانها تتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضه وخاتم حلق ذهب  ” و لعل كانت الام قالقة بشأن قتل ابنتها بهدف سرقة الذهب  .. و لم يمضي فترة طويلة حتى تقدم الى رئيس نيابة الإسكندرية الأهلية بلاغ اخر من رجل يدعى ”  محمود مرسي ” بغياب اخته ” زنوبه حرم حسن محمد زيدان ” و لكن الغريب هنا ان محمود مرسي عندما تقدم ببلاغ اختفاء اخته ذكر انها اختفت بعد ان ذهبت الى السوق من اجل شراء لوازمها فقابلتها امرأتان ” سكينه و ريا ” فذهبت معهم الى منزلهما و منذ ذلك الوقت لم تعود زنوبة .و لكن لم ينتبه احد اليهما … و بعد فترة وجيزة جدا تقدم بلاغ اخر الى وكيل نيابة المحاكم من فتاة تدعى ” أم إبراهيم ” كان يبلغ عمرها 15 سنة .. و كان بلاغها بخصوص غياب والدتها التي تدعى ”  زنوبة عليوة ” الذي يبلغ عمرها 36 سنة و كانت مهنتها بائعة طيور و هنا ذكرت الابنة مرة اخرى اسم المدعوه سكينة بانها اخر من يقابل ولدتها قبل اختفائها … و في الوقت نفسه يتقدم بلاغ الى محافظ الإسكندرية من رجل يدعى” حسن الشناوي ”  بأختفاء زوجته ”  نبويه ” وذلك منذ 20 يوم .. و من هنا اصبح امر اختفاء النساء لغز يثير الزعر في مدينة اسكندرية .. و لم تتوقف البلاغات عن اختطاف و تغيب النساء .. و بلاغ من رجل يدعى

” محمد احمد رمضان ”  و كان ايضا يبلغ عن غياب زوجته التي تدعى ” فاطمة عبدربه ” و التي يبلغ عمرها 50 سنة و عند ترك مواصفاتها ذكر انها كانت ترتدي 18غويشه من الذهب بجانب مصوغات اخرى … البلاغات لا تتراجع ولا تتوقف لا حصر لها  نساء تختفي وتتغيب عن بيوتها

وجاء بلاغ اخر ياتي برجل سكينة الى السجن و لكن تخرج منه ببراعة دوان ان يشك فيها احد و هذا بسبب بلاغ تلقاه  ” اليوزباشي إبراهيم حمدي ” و هو نائب مأمور قسم بوليس اللبان من سيدة  تدعى ” خديجة حرم احمد علي ” تسرد فيه قصة اختفاء ابنتها فردوس التي ترتدي مصوغات .. و برغم من ان هذا البلاغ لا يختلف كثيرا عن ما سبقه من البلاغات الا ان اليوزباشي إبراهيم حمدي قرر ان يستدعى كل من له علاقة بهذه السيدة المختفية وتتبع الخطوات و جاء اسم سكينه في التحقيق واستدعها لانها كانت اخر من يقابل المجني عليها الا انها ببراعة فائقة استطاعت ان تبعد الشبوهات عنها  .


اكتشاف الحقيقة


برغم كثرت البلاغات و التحقيقات الا ان كل المحققين لم يستطيعو ان يصلو الى اي نتيجة .. فكان لا بد من معجزه الاهيه تكشف هذه الغمه و الفزع الذي سكن القلوب و تاتي بحق الضحايا فمن المنتقم غير الله في يوم 11 من شهر ديسمبر عام 1920 جاءت اشارة الى ” اليوزباشى إبراهيم حمدي ” عن وجود جثة امرأة بشارع أبي الدرداء ولكن كانت على صورة بقايا عظام و شعر رأس طويل و جمجمة و أعضاء الجسم  هذا بالاضافة الى طرحه من الشاش الأسود و  شراب سوداء و كان من صعب جدا تحديد صاحبة الجثة و هل هي من ضمن المفقودين و بعدها مباشرة ياتي بلاغ اخر  من رجل ضعيف البصر يدعى ”  احمد مرسي عبده  ” بانه كان يقوم بالحفر اسفل منزله من اجل ادخال المياه الى حجرته عثر على عظام أدميه  و هذا دفعه لاستكمال الحفر فوجد باقي الجثة فجاء على الفور لتقديم البلاغ ..  التي دفعته للإبلاغ عنها فورا فتوجه معه الملازم ليرى بعينه صدق مايقوله هذا الرجل  عندما وجد الجثة قرر متابعة التحقيق  فتاكد ان هذا المنزل كان يستاجره من قبله امراه و هي ” سكينه بنت علي ” ة قيل ان ترك سكينة من المنزل كان برغبة من صاحب المنزل لما كان يعانيه السكان من سلوك غير مقبول كانت تقوم به سكينه من جلب نساء خليعات الى المنزل وقيل ايضا ان سكينة حاولت بكل الطرق والغراءات ان تعيد هذه الحجرة الى حوزتها مره اخره ولكن رفض صاحب البيت تماما و من هنا بدأت الشكوك  .. و كان الله يريد ان يظهر الحقيقة و يقهر الظلم ويرفعه عن عباده فظهرت جثث اخرى  .


ريا وسكينة


أدلة الاتهام


وبظهورالجثتان المجهولتان  .. كان هناك مخبر سري يتتبع شوارع مدينة الاسكندرية باحثا عن اصحاب مذبحة النساء و كان هذا المخبر يدعى ” احمد البرقي ” كان مسئول عن مراقبة شوارع في الاسكندرية كان فيها منزل راية وسكينة ..لاحظ هذا المخبر امر مثير لشكوك وهو  انبعاث رائحة بخور قوية جدا و مكثفه من حجرة ريا  بشكل دائم و كانت هذه الغرفة في الطابق الارضي فقرر ان يتفقد غرفة رايه بنفسه و حين رأته لاحظ ارتباكها فسألها عن رائحة البخور الكثيفة المنبعثة من غرفتها إشعال فأجابته اجابة لم تقنعه فقام بأبلاغ  ” اليوزباشي إبراهيم حمدي ” عن شكوكه حول حجرة رايا .. و في الحال انتقل  قوة من ضباط الشرطة و المخبرين الى حجرة رايا ليواصلوا البحث و خاصة لان رايا هي اخت سكينة  التي كان يوجد شكوك حولها من قبل .. وعندما قاموا بتفتيش وجدو شيئ مذهل و هو ان يوجد صندرة من الخشب  و الصندره عبارة عن صندوق من الخشب كان يستخدم لتخزين الملابس و عند تحريك هذه الصندره من مكانها وجدوا ان البلاط الموجود اسفل الصندره جديد بخلاف باقي الحجرة فامر اليوزباشي المخبرين بهدم البلاط وانتزاعه و كلما انتزع المخبرين بلاطه ظهرت رائحة كريهه تنبعث من الاسفل ثم تم العثور على جثة وبعدها على الاخرى ثم اخرى و ظهر على رايا الارتباك و لم تستطيع الانكار وخاصة لان الله دائما يمهل ولا يهمل فوجد ليل قاطع و هو وجود ختم حسب الله زوجها بجوار جثة فكان من الصعب الانكار .


اعترافات رايا وابنتها بديعة


بعد الادله السابقة وبعد حكمة الله البالغة  تضطر القاتله ريا بالاعتراف بتهمتها وتفاصيل الجريمة قائلة في البداية  ” انا لم اشترك  في القتل ولكني كنت اترك لرجلين و هما ” عرابي و احمد الجدار “الحجرة  فربما كانوا يأتيان فيها بالنساء ثم يقتلوهم و يدفنوهم هكذا ….قام البوليس على الفور بأستدعاء كل من ذكر اسمهم و لكن اراد الله مره اخرى ان يفك الغز ويرفع الظلم وينصر الحق حين وجد الصول ” محمد الشحات ” حجرة اخرى في الدور الارضي تستأجرها رايا  تؤكد أن ريا بحارة النجاة فانتقل على الفور قوة من البوليس لفحص هذه الغرفة ووجد بجانبها حجرة اخرى تستاجرها سكينة و عند فحص الغرفتين وجدوا ان صندرة تشابه ما وجدت في حجرة ريا وعند الحفر بأسفالها ظهرت الجثث من جديد .

و بعد ذلك تكتمل اوجه القضية حيث ان بعد ماوجد في حجرتين رايا وسكينة تتبع البحث في حجراتهم الباقية حتى وجد على يد الملازم ” احمد عبدالله  ” جميع المصوغات التي تم البلاغ عنها مع المختطفين .. و اخذت ادلة الادانة تتوالى على كل من رايا وسكينة برغم من الادلة الا ان سكينة كانت مصممة على الانكار و كانت بارعة في فن المراوغة ولكن رايا اختصرت الطريق تماما و لم تنكر كما فعلت في البداية واعترفت كما اعترفت ابنتها ايضا ” بديعة ” ..

حجر دفن الضحايا


اعترافات سكينة ضد اختها رايا


و جاء دور سكينة في الاعتراف فقالت ان اختها ريا هي الاخت الاكبر و تعلم أكثر منها بشؤون الحياة و قررت الاعتراف مثلها و كان اعترافها كالاتي ” أختي ريا انتقلت الى البيت المشؤم الذي يوجد في شارع علي بك الكبير اما أنا فأنتقلت الى  شارع ماكوريس … ثم جاءتني ريا بعد ذلك تزورني و اخذت تسرد لي حكاية سيدة تسكن في الحجرة التي توجد امامها تدعى ” هانم ” التي قامت بشراء بعض المصوغات و عندما وصلت الى بيت رايا وجدت هانم مقتوله في منزلها و زوجها حسب الله يقوم بدفنها تحت الصندرة فأصبت بذعر و كان غرض رايا ان تورطني معاها و تغريني بالذهب .. ثم سردت قصة مقتل حوالى 17 سيدة بتوريط من اختها رايا .

ثم اعترف باقي المتهمين حسب الله وعبد العال و بهذا تم القبض على اكبر سفاحين في التاريخ سفاحين سالت ايديهم دماء طاهرة لا ذمب لها في هدر دمها … و حكم بالاعدام عليهم جميعا ولعله حكم لا يكفي لهذه الجريمة البشعة التي لم يشهدها التاريخ من قبل .. وهم اول امرأتين تم اصدار حكم باعدامهم في تاريخ مصر..

قضية رايا وسكينة


مسارح الجريمة

المنازل التي شهدت الجرائم  هي :

رقم 5 شارع ماكوريس في حى كرموز

رقم 38 شارع علي بك الكبير.

رقم 6 حارة النجاة.

رقم 8 حارة النجاة.


ريا وسكينة في الإعلام

تم تجسيد قصة ريا وسكينة في اكثر من عمل فني منها :

” فيلم ريا وسكينة ” الذي تم إنتاجه في عام 1953 وكان بطولة ”  إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم وفريد شوقي وأنور وجدي وشكري سرحان “

” فيلم إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة ” و كان هذا الفلم بطولة ”  إسماعيل يس و إبراهيم وزوزو حمدي وعبد الفتاح القصري ورياض القصبجى.”

” فيلم ريا وسكينة ” الذي تم انتاجه في عام 1983 وكان بطولة ” شريهان ويونس شلبي وحسن عابدين “

” مسرحية ريا وسكينة ” و كان عمل رائع لانه جسد حالة ذعر .. مذبحة حقا في صورة كوميدية بكا وضحك فيها المشاهدين كان بطولة ” سهير البابلي وشادية وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير “

” مسلسل ريا وسكينة ” الذي تم انتاجه عام 2005 و كان بطولة  ” عبلة كامل وسمية الخشاب وسامي العدل وأحمد ماهر وصلاح عبد الله ومحمد الشقنقيري.”

” برنامج تلفزيوني بعنوان  ريا وسكينة ” قامت بتقديمة هالة فاخر وغادة عبد الرازق و كان كوميدي ايضا .