وعد بلفور
وعد بلفور الصادر من بريطانيا ، و الشهير ب (وعد من لا يملك لمن لا يستحق) ، هو رسالة قام بإرسالها وزير الخارجية البريطاني أرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر روتشيلد في 2 نوفمبر 1917 ، تحمل إلى كل اليهود خبر مباركة و تأييد الحكومة البريطانية لليهود في إنشاء وطن قومي لهم على أرض فلسطين ، بل و أنها مستعدة لمساعدتهم في ذلك ، و هو ما دل على إعتراف ملك بريطانيا باليهود كشعب ، ثم أيدت فرنسا و إيطاليا هذا الوعد رسميا في عام 1918 و أمريكا في عام 1919 و اليابان في عام 1920 . و قد نشر هذا الوعد في الصحف في 8 نوفمبر 1917 ، و قد لاقى هذا الوعد رفضا تاما بين كل العرب و حتى من اليهود الليبراليين أنفسهم و الذين كانوا قد عاشوا و أندمجوا في مجتمعات أخرى ، و رد الفعل الغاضب هذا هو ما دعا الحكومة البريطانية أن ترسل رسالة للشريف حسين بأنه لن يتم الإضرار بمصالح المواطنين الفلسطنين ، و لكنها كانت في نفس الوقت قد أمرت الإدارة العسكرية البريطانية في فلسطين بأن تطيع أومر اللجنة اليهودية برئاسة وايزمان خليفة هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية .
و قد كان هذا الوعد هو بداية لحروب فلسطينية إسرائلية سلبت و إنتهكت أراضيها ، و مازالت هذه الحروب مستمرة حتى الآن لإثبات الحق الفلسطيني الضائع و عودة الأراضي للفلسطينين .
ترجمة نص وعد بلفور :
وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته ، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود و الصهيونية ، و قد عرض على الوزارة و أقرته :
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية و الدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ، و لا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر” .
و سأكون ممتناً إذا ما أحطتم الإتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح .
المخلص
آرثر جيمس بلفور
التفسيرات التي جاءت لوعد بلفور :
رد الجميل لوايزمان ، و الذي قام في أثناء الحرب العالمية بإختراع مادة الأسيتون التي تستخدم في عمل الذخائر الحربية و قام بإستخراجا بوسائل جديدة لحل المشكلة و إنقاذ بريطانيا ، و قد رفض بعد ذلك أي مكافأت مادية قدمت له ، و طلب فقط أن تقدم بريطانيا شيئا فعالا للصهيونية .
و يرى أخرون أن بلفور كان يريد تعويض اليهود عن ما عانوه ، فهناك دلائل أنه في عام 1903 كان غير محب لليهود ، و كان قد أصدر في أوقات سابقة قرارات للحد من هجرة اليهود إلى بلاده .
و من التحليلات التي طرحت أيضا أن بريطانيا قامت بذلك بعد وعود اليهود لها أنهم سيعملوا لمصلحتها ، و الدليل على أن كان الهدف هو جمع كل اليهود و العمل لمصالح أوربا و أهدافها الإستعمارية في الشرق الأوسط ، هو رسائل نابليون بونابرت لليهود قبل إحتلاله لمصر و رغبته في مساعدة اليهود ، و جاء ردهم عليه أنهم على أتم الإستعداد للقيام بذلك .
و قيل أيضا أن هذا الوعد جاء بسبب ضغط يهودي عام ، على الرغم من أن اليهود في هذا الوقت لم يكونوا قوة عالمية ضخمة يحسب لها حساب ، مما جعل هذا التفسير غير منطقي لدى الكثيرين .
و في عام 1948 كان قد زاد عددهم من 50 ألف إلى 650 ألف في فلسطين جاءوا من كل دول العالم و ذلك أيضا بسبب تسهيل بريطانيا هجرة اللاجئين غير الشرعيين إلى فلسطين من اليهود و مساندتهم في حروبها ضد العرب و تهجير الأهالي و إعتقال الفلسطنين و مصادرة أموالهم و أراضيهم و تدنيس مقدساتهم ، وصلت في عام 1948 أن أصبحت إسرائيل محتلة 78% من الأراضي الفلسطينية ، و دخول الفلسطينين في سلسلة من الحروب لا تنتهي .
و يذكر أن اليهود قد قاموا في وقت مبكر قبل وعد بلفور بمحاولة الحصول على هذا الوعد من السلطان عبد الحميد في تركيا و كان هو المسيطر على فلسطين في ذلك الوقت ، و لكنه رفض تماما ، و قال لهم أن الأرض ليست ملكا له بل لشعبه الذي حقق ذلك بدماء شهدائه .
و كان قد بدأ أمر إنشاء دولة صهيونية يأخذ خطوات جدية في عام 1897 عندما عقد أول مؤتمر يهودي في مدينة بازل السويسرية لإقرار البرنامج الصهيوني و هدفه هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، و كان تيودور هرتزل هو مؤسس الحركة الصهيونية .
و في عام 1920 عقد مؤتمر سان ريمو و الذي قرر به المجلس الأعلى لقوات الحلفاء قرار بإنتداب بريطانيا على فلسطين ، و وافق عليه مجلس عصبة الأمم المتحدة في عام 1922 و دخل حيز التنفيذ في عام 1923 .
و قد تحقق حلم الهود بقرار الجمعية العامة في عام 1947 و الذي تم تنفيذه في عام 1948 ، و أصبحت إسرائيل عضوا في الأمم المتحدة .
و في نفس الوقت الذي يزامن هذا الوعد من كل عام تظهر حركات عديدة تطالب بريطانيا بالتكفير عن ذلك و الوقوف بجانب الحق الفلسطيني ، و قد أقر مجلس العموم البريطاني في 13 أكتوبر 2014 بأغلبية الأصوات 274 صوت مقابل 12 صوت الإعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل ، لإيجاد حل لكلا الدولتين ، و لكن إسرائيل الحل الوحيد فقط بالنسبة لها هو إكمال المشروع الصهيوني ، و لذلك يجب أن يتدخل القانون الدولي لحل هذا النزاع و ضمان حقوق الفلسطنين الأبرياء .