عبدالملك الحوثي .. زعيم الميليشيات الحوثية


عبد الملك بن بدر الدين الحوثي

، ولد في عام 1971 ، والده  بدر الدين الحوثي الذي يعتبر من أبرز علماء الزيدية في اليمن ، وهو زعيم حركة أنصار الله خلفا لحسين بدر الدين الحوثي ، حيث تولى زعامة الحركة في عام 2006 .


نشأته :


ولد عبدالملك الحوثي في مدينة ضحيان التابعة لمحافظة صعدة ، ينتمي إلى عائلة متدينة فجده أمير الدين الحوثي وأخو جده الحسن بن الحسين الحوثي وهم من مشاهير رجال الدين في المنطقة ، وقد كان والده من أكبر العلماء التابعين للمذهب الزيدي . كان عبدالملك الحوثي ينتقل مع والده من محافظة إلى أخرى حيث كان يقوم بتدريس العلوم الفقهية وكان يحل القضايا النزاعية بين الناس ، ونظرا لعيشه في المناطق الريفية فلم يتلقى عبدالملك الحوثي أي شهادة علمية ولكنه درس على يد والده فحفظ القرآن الكريم وعلمه القراءة والكتابة وهو في المدرسة ثم درس الأحادث النبية والتفسير وعلم الكلام والفقه والمواريث التابعة للمذهب الزيدي .

في التسعينيات ذهب عبدالملك الحوثي إلى العاصمة صنعاء للاستقرار بها عند أخيه الأكبر مؤسس جماعة أنصار الله التي كانت تسمى سابقا بجماعة الشباب المؤمن ، وتأثر بأخيه كثيرا حتى أصبح حارسا شخصيا لأخيه بعد أن أصبح عضوا في البرلمان اليمني .


توليه زعامة حركة أنصار الله :


في عام 2004 نشبت معارك ضارية بين الحوثيين بقيادة حسين بدر الدين الحوثي الأخ الأكبر لعبد الملك ، وكان حسين الحوثي محاصرا في كهف جرف سلمان في المحافظة ، وحاول عبدالملك فك الحصار عن أخيه إلا أنه لم يتمكن من ذلك وقتل حسين الحوثي في كهرف جرف سلمان هو ومن كان معه في الكهف ، فانسحب عبد الملك مع رفقاه المقاتلين .

وبعد أيام معدودة وجد عبدالملك رسالة من أخيه حسين الحوثي تتضمن توجيهات لخطة عسكرية أعدها حسين لأخيه ووصى بأن يكمل مسيرته ويتحمل المسئولية ويستعد لحمل الراية من بعده ، وطلب منه عدم الكشف عن هويته في تلك الفترة ، فالتزم عبد الملك بوصية أخيه وذهبوا إلى قمم جبال مران هروبام ن الجيش اليمني الذي كان يحاصرهم من جميع مناطق مديرية مران ، وبعد ذلك وصلوا إلى منطقة نشور التي تقرب مدينة صعدة ، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى نقعة ومطرة على الحدود السعودية ، فاختبأوا في منطقة نقعة إلى أن نشبت الحرب الثانية في عام 2005 والتي استمرت قرابة الشهر ، وفي تلك الفترة تجمع أنصار الحوثي في منطقة نقعة حيث يختبئ عبدالملك ، وبدأو في بناء المساكن إلى أن تكاثروا في تلك المنطقة التي باتت نقطة الانطلاق الحقيقية للحركة .

وفي حلول عام 2006 تولى عبدالملك رسميا قيادة جماعة الحوثي وكان قائدا للحروب الأربعة التي وقعت فيما بعد إلى سنة 2010 .


احتجاجات عام 2011 :


استطاع عبدالملك الحوثي من تطوير جماعته من جميع الاتجاهات سياسيا وعسكريا وحتى إعلاميا ، إلى أن أصبحت الجماعة بعد أن كانت محاصرة من الحكومة اليمنية ، أصبحت الان تسيطر على معظم مناطق محافظات اليمن ، وفي عام 2011 اشتعلت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن التي كانت سببا في خلع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، فركب عبدالملك الحوثي الثورة ، وأعلن انضمامه هو وجماعته بها ، وشارك فيها مع أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح ، إلى أن جاءت المبادرة الخليجية حيث رفض عبدالملك المشاركة بها ، واعتبرها التفافا على الثورة ، وعلى الرغم من هذا فقد شارك في مؤتر الحوار الوطني الذي عقد في شهر مارس سنة 2013 .


سيطرة الحوثي على مناطق اليمن :


واستطاع عبدالملك وجماعته من سحب البساط من حكومة الوفاق ليسيطر هو وجماعته على البلاد ، فأشعل احتجاجات أخرى بعد رفع أسعار المشتقات النفطية ، في الفترة مابين أغسطس إلى سبتمبر 2014 ، وكان في وقتها يلقي الكثير من الخطابات التي يحرض بها على التصعيد لعل من أبرزها أنه فرض حصارا على صنعاء هو وجماعته ، واستمر في التصعيد إلى أن وصل لحد الاشتباكات بالأسلحة بين جماعته والسلطة الحاكمة ، فتحولت صنعاء إلى ساحة معارك ، فأصبحت صنعاء في قبضة الحوثيين هي ومحافظة عمران . كما اقتحم عبدالملك وجماعته المقر العسكري الخاص بعلي محسن الأحمر وسيطروا على معظم المؤسسات الأمنية والمعسكرات والوزارات الحكومية واهم المنشآت في العاصمة ، كما اقتحوا القصور الخاصة بعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر ، وقاموا باقتحام منازل القياديين في حزب الإصلاح .

وفي تلك الفترة أصبح هناك تحالفا غير معلنا مابين جماعة علي عبدالله صالح و جماعة عبدالملك الحوثي والذي استمر إلى يومنا هذا ، وهذا ما ساعده للسيطرة على العاصمة صنعاء والكثير من محافظات الدولة .



عاصفة الحزم

:


أخذت الجماعات الحوثية في عمليات التخريب والبطش بحق الشعب اليمني وحكومته الشرعية ، فاضطر الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى إرسال رسالة استغاثة لخادم الحرمين الشريفين يطلب بها المساعدة للتخلص من بطش الميليشيات الحوثية وإيقاف نزف الدم اليمني وزعزعة الأمن وعودة الشرعية ، فاستجاب الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مطالب الرئيس الشرعي اليمني وقرر البدء في العملية العسكرية ضد الميليشيات الحوثية في اليمن بالتعاون مع بعض الدول العربية ، فشنت أولى هجماتها على الحوثيين في تاريخ 26 مارس 2015 .

أما فيما يتعلق بعبد الملك الحوثي فتضاربت الأقاويل مابين مقتله واختبائه ، فهناك مصادر تقول بأنه قتل إثر غارات جوية من قبل قوات التحالف العربي في محافظة صعدة ، ومصادر أخرى تقول بأنه مازال مختبئا في كهف مران .