نتحدث اليوم عن أسطورة للشعر العربي عامة والنبطي خاصة ، شخصيتنا لهذا اليوم شخصية فريدة من نوعها ومتميزة ، شخصية تمتلك من المشاعر النبيلة والصادقة ما لا يمتلكه أحد ، استطاعت ترجمة حياتها ومعاناتها وكفاحها من خلال قصائد تغنى بها كبار الفنانين ، قصائد أشعلت قلوب جميع من يقرأها .. نتحدث اليوم عن الشاعر الكبير شاعر الوطن ”

خلف بن هذال العتيبي

” ، فحين نذكر هذا الاسم نتذكر جميعنا أجمل قصائد الوطن التي ألقاها على مر السنين ، ونتذكر أجمل قصائد الغزل العامية ، الشاعر خلف بن هذال شاعر الأحاسيس المرهفة ، أحبه وقدره الجميع بما فيهم الملوك والشخصيات البارزة في المجتمع . فلنتعرف على قصة الفريق المتفاني في عمله والرائع في شعره ”

خلف بن هذال العتيبي

” .

هو

خلف بن هذال الحافي الروقي العتيبي

، شاعر نبطي سعودي ، ولد في عام 1943 ، وهو من أشهر الشعراء في المنطقة الخليجية ، اشتهر في قصائده الوطنية التي ألقى معظمها أمام الملوك ، وقد لقبه الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشاعر الوطن ، كما لقب ايضا بشاعر الملوك وشاعر الخليج .

نشأته :

ولد خلف بن هذال العتيبي في 3 يوليو 143 / 1 رجب 1363 ، في مدينة ساجر ، توفي والده وهو في عمر السابعة ، وتأثر كثيرا لفقدان والده ولعل هذا كان من أحد أسباب نبوغه في الشعر وإحساسه المرهق الصادق ، فقد كانت أولى قصائده وهو في سن الثالثة عشر .

عند بلوغه السابعة عشر اتجه خلف العتيبي للعمل في المنطقة الشرقية وكان راتبه لا يتعدى الثلاثة ريال يوميا ، وبعد انتهاء عقده توجه إلى الكويت للعمل بها . ففي عام 1381 التحق بالجيش الكويتي لمدة سنة ثم استقال بعد ذلك ليتجه إلى العمل الحر ولكنه تعثر وتراكمت عليه الديون .

حياته كشاعر :

خلال إقامة خلف بن هذال في الكويت كان أصدقائه يشجعونه لتسجيل قصائده بألحانه وصوته ، فاتجه إلى الأغاني الشعبية الغزلية لفترة من الوقت وكانت من أشهر أغانيه أليف اولف للوليف ارساله ، وأغنية مرني اربع بنات قلت يالله الثبات .

وقد قام بعض الفنانين الخليجين بغناء قصائده أمثال الفنان راشد الماجد الذي أدى أغنية ” ياليت دروبنه سمحة ” والفنان علي عبدالستار في أغنية ” يا حبيبي ترى القلب بعك سرح ” والفنان محمد البلوشي في أغنية ” يا نار شبي من ضروعي حطبكي ” وغيرها الكثير من القصائد التي تغنى بها الفنانين الخليجيين .

لمع اسم الشاعر خلف بن هذال خلال فترة الغزو العراقي للكويت ، حيث ألقى قصائدا لاقت إعجاب كثير من الجماهير ، فكان أشهرها قصيدته التي وجهها للرئيس المخلوع

صدام حسين

وهي قصيدة ” رسالة إلى صدام ” حيث وجه له هجوما لاذعا ، كما أطلق قصيدته التي كانت نقطة الانطلاقة الكبيرة له في

حرب الخليج الثانية

بعنوان ” يالله يمانك ” والتي يقول في مطلعها ” يالله بأمانك من النكبات تامنا والدار بحماك تمنها وتامنها ” .

وقد شارك خلف بن هذال في العديد من المحاورات الشعرية أبرزها كان مع الشاعر سعد البقمي وأحمد الناصر الشايع وصياف الحربي وعبدالعزيز الطوالة ومحمد بن جرشان وغيرهم من الشعراء . كما أن له حضورا بارزا في مهرجان الجنادرية حيث ألقى معظم قصائده أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك فهد بن عبدالعزيز .

عمله في الحرس الوطني :

عاد خلف بن هذال العتيبي إلى السعودية في عام 1384 هـ ، وذهب لمقابلة الشيخ تركي بن ربيعان العتيبي أمير الفوج التاسع للحرس الوطني في تلك الفترة ، وأخبره بأنه ستقام حفلة لتخريج الدفعة الأولى في الحرس الوطني بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان أميرا في تلك الفترة ، وطلب الشيخ تركي من الشاعر خلف العتيبي أن يعد قصيدة ليلقيها أمام الملك عبدالله في الحفل ، وبالفعل ألقى خلف بن هذال العتيبي قصيدته أمام الأمير عبدالله آنذاك ، فجاء بإحدى أبيات القصيدة ” أنا أشهد أنك تستحق الرياسة وأنا أشهد إنك يا أبو متعب صتيمه ” ، أعجب الأمير عبدالله بقصيدته وشكره عليها ، وسأله عن وظيفته الحالية فأخبره العتيبي بأنه لا يعمل ، فأمر الأمير عبدالله بتعيينه برتبة عريف سائق لمعيته الخاصة .

وفي عام 1393 هـ قررت رئاسة الحرس الوطني ابتعاث عددا من الجنود لبريطانيا لرفع كفاءة أفرادها وترقيتهم لرتبة ملازم أول إلا أن الشاعر خلف لم يكن من بين هؤلاء المبتعثين ، فقرر أن يلقي للأمير عبدالله عشر أبيات للأمير ، حيث قال في آخرها : ” قل تم .. وإذا تم لي عشرة أبيات ويكفي قليلك يا بطل عن كثيرك ” فأجابه الأمير عبدالله فورا بـ ” تم ، اللي بغيت يا خلف ؟ ” فأجابه خلف بأنه يريد أن يلتحق بدورة المرشحين للضباط الذاهبة لبريطانيا . فكان له هذا ، وذهب إلى بريطانيا في عام 1393 هـ وعاد في عام 1395 هـ بعد أن أتمم دراسته في الكلية الحربية البريطانية ، وتمت ترقيته ليصبح برتبة ” ملازم أول ” . وثابر الشاعر خلف بن هذال في عمله بالحرس الوطني إلى أن وصل لرتبة ” مقدم ” في عام 1411 هـ ، ثم تقاعد بعد ذلك في عام 1432 وهو حاملا لرتبة ” فريق ” .

وهذه بعضا من قصائده :

” يابنت “

يابنت ياللي تطوي الثوب الارداف       شط الحوار بدر بكر يميحه

في مرتع ٍ عشبه تغريف تغرياف        وامه هجل ماشملوها منيحه

والعنق عنق مذير ٍ عقب ما شاف     بواردي ٍ لا قف ٍ له بضيحه

والعين عين موحش ٍ راس مشراف     يملا عيونه بالفجوج الفسيحه

يابنت مانرضى المهونه والاضعاف       ولنا علي روس المشاريف صيحه

فينا صفات الطيب يابنت الاوصاف       ماتنطبق في غيرنا يامليحه

دخلينا يرقد وراء الوجه ما خاف        يامن وتحماه السلوم الصريحه

ناسم عصاه ولويبي حج واطاف       تحت الحما ما واحد ٍ يستبيحه

ونفوسنا دايم عفيفات وانظاف        وابداننا من كل عله صحيحه

صاحين صافين المشاريب واشراف    ماناكل الترديه والنطيحه

صلبين في وقت الشدايد وعراف       منا المشوره واختيار النصيحه

وان ثارت الهيجالنا وسط واطراف       وجه الحريب نقنعه بالفضيحه

واكرام لو يلحق بنا نقص وخلاف        نملا الصحن ونلحفه بالذبيحه

يوم السنين الماضيه حيل وعجاف     ينقر لنا من هبة الريح ريحه

والعيشه اللي تدبل البد تنعاف         النفس عن ما تكرهه مستريحه

دنيا تموج ولا رسمنا لها اهداف        ياما تحتها من فعول ٍ قبيحه

تجهز الغازي وتسرع بالانكاف          ولا تنكف الا بالفلس والقميحه

” يالله يمانك “

والدار بحماك تمنها وتامنها يا لله بما إنك من النكبات تامنا

أرواحنا في سبيل الله نعربنها لأوامر القائد الا على تمثلنا

على المنابر تلج ابنا مآذنها بقيادة الفهد شلنا الصوت وأذنا

بالصيحة اللي جميع الكون يذعنها وإن كان صاح الفهد صاحت قبايلنا

فينا فنون المعارك ونتفننها صيحة ندى والفدا فن ولنا فنا

النخوة اللي على الوقفة نثمنها وإليا نخانا ولي العهد ثمنا

جزمه ولزمه وضربات نعينها حوله ومن حول من حوله تكونا

لمصامخ المعتدين وقصف أماكنها وإلى اعتزى النائب الثاني تزهلنا

بالدم نسقي ثراها وانتحضنها والمملكة في حمانا حيث ماكنا

إنرد بالنار هجمات العدا عنها فرض علينا وعهد قد مضى منا

عنها الشوارب إلى فتلت نحسنها صنا المشاعر عن أشرار العدا صنا

ترسانة الدين للعالم نترسنها مكة وطيبة لنا والنا وغضب النا

تفخر بنا فايسر العربان وايمنها على الجزيرة بحزم وعزم هيمنا

نترك كثير الامور ونأخذ احسنها بالعدل والعرف والحكمة تسلطنا

الجوخه اللي لبسنا من بطاينها لاهانت بلاد اخونوره ولا هنا

الموت فيها ولا نجس يدرنها دار ربتنا وضمتنا وفضلنا

فيها ومن فوقها نحفظ توازنها دار على خدها الطاهر تمكنا

حلو الأناشيد بأصوته يلحنها يا دار طير السعد والعز لك غنى

دونك عيال تفادي عن مواطنها يا دار ما تقتحمك الأنس والجنا

نطاحة القوم حماية ظعاينها ذباحة الحيل وأهل الهيل والبنا

تحمى علمها وإلى ماتت يكفنها في سوق جاتك ماهوب بسوق هونا

بآيات حق على وبلال دندنها إن دندنت طبلة الحراب دندنا

حبايل من اسلوب الحرب نتقنها كم من حريب تورط في حبايلنا

مثل الذبيحة بأسافلها نكر عنها جاك امتنكس ويخسر من يراهنا

ارقابنا في حياض الموت ترسنها واليادعا من يشيل الحمل له شلنا

حاضر بحاضر عدانا ما نعاينها وحنا على جبهة الغازي تكامنا

انساند العرب وندعم تضامنها وحنا ليا عدت فعول العرب حنا

وقمنا على جمعها حتى نحصنها وحنا اليا انحلت الآسرة تعاونا

على حلول العقود اللي تهونها وحنا ليا اشتدت الأزمة توصلنا

الاوله نباع الغلطه ونعلنها وحنا ليا جاتنا الغلطة تحملنا

بالسابقة نسحب الأخرى ونقرنها وأن جاتنا الثانية .. لا ماتماهنا

يلقي الحقايق وبعيونه يعاينها وراعي الغلط معقول ومثنى

الكلب له حربه بكره نسننها نسمع بنبح الكلاب ولا تجننا

تكفر بالإسلام وتركز كماينها من دون صهيون .. بذتنا صهاينا

اطماعكم عندنا بانت بواينها الله يا الأنذال يقلع رمسكم عنا

سيات تحكي به العدوان بألسنها مع منكرين الصنيع أمست محاسنا

تدمغ له الروس وأن طالت نطمنها واليا تضايق غريب الدار يزينا

على الحقوق ارتكينا في ممكنها لوهي تلين الجبال الصم مالنا

الفهد يأكد لك العودة ويضمنها يا شيخ جابر لك الله ما تهاونا

والمهزلة والمهونة مانواطنها ياشيخ والله زعلك اليوم مزعلنا

بأيدي رجال محكحكة معادنها ابشر بنصر يشيد فوق ويبني

خطوة وسطوة وتاريخ يدونها ترجع لدارك وهذي من صمايلنا

أبشاية الله كويتك لزم تسكنها ما دام معك الفهد لا يلحقك ظنا

لابد من فرحة تطفي غباينها والقصر دسمان تجلس به وتتهنى

حنا هل الحرب والكلمة نبرهنها صدام .. لا تحسب أن الحرب يجهلنا

تطوي سيورك على الفتنة وتدهنها بالغش يال*** والخدعة مباطنا

تطمع بجارتك يالخاين وتطعنها بمعاملات اليهود .. اثرك تعاملنا

اعمال سوء لك الشيطان زينها سلب النسا وانتهاك العرض غابنا

تجمع فرايسك يا لحصني وتدفنها مخزي ومذنب ولا تقدر تقابلنا

بغداد تلعنك يالفاجر وتلعنها صبحت معروفنا وامسيت خاينا

شعبك بري منك والنخوة بري منها جاني وفي المجتمع منبوذ ومجنا

ما عاد تنظف يمينك لو تصوبنها كفك ملطخ بدم الشعب ومحنا

بالحرب جتك أسلحتنا من مخازنها حنا حميناك يوم اعلنت واعلنا

ولك القوافل مداومة مكاينها بالمعركة لك ثمان اسنين مشغلنا

تحشد علينا جنودك وانت خاينها هذا جزى ما فعلنا من جمايلنا

ما كنت فوق الوجود ولك نقننها لك يوم محتوم تصغر به وتتمنى

بالأرض سبع الفواسق وانت ثامنها عليك باسم الله اكبر من تضامنا

لا ترخص الروح للمجرم وترهنها ياشعب دجلة ترى موطنك موطنا

في حكم مجنون لا يأمر ولا ينهى احسن تقولون : سل السيف واقتلنا

ازحف على طغمة الطاغوت واطحنها الواجب انك على وصلك تواصلنا

نقص على ظاهر الدنيا وباطنها واليا قمعتوه لا عرج ولا ثنا