من هم الحوثيون وما علاقتهم بايران ؟


الحوثيون

، الجماعة التي شاعت في أرض اليمن فسادا ، والتي انقلبت على شرعية الحكومة اليمنية بمظاهرات تمردية وعمليات تخريبية أدت إلى زعزعة الأمن الوطني في اليمن ، فمن هي هذه الجماعة ؟ وكيف نشأت ؟ ومن يدعمها ؟ وما علاقتها بإيران ؟ ، هذه التساؤلات ستجدون إجابتها في تقريرنا أدناه .


الحوثيون

: هم جماعة شيعية مسلحة ، شعارها ” الله اكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لاسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للاسلام ” ، تمركزت في مدينة صعدة باليمن ، تأسست الحركة في عام 1992 على يد رئيس الجماعة والأب الروحي لها ” حسين الحوثي ” الذي قتل في عام 2004 على يد القوات اليمنية ، تنتمي الجماعة الحوثية إلى المذهب الزيدي ، نشأت هذه الجماعة لتفرض سيطرتها على الأراضي اليمنية لشعور أعضائها بأنهم مهمشين من قبل الحكومة اليمنية ، ولديهم قناعات بأن المنتمين إلى المذهب الزيدي دائما مستهدفين من قبل الحكومة اليمنية ، والغريب في الأمر بأنهم كانوا من أشد معارضي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ، وكانوا في صراع دائم فيما بينهم لاعتراضهم على السياسة الداخلية والخارجية التي كان ينتهجها علي عبدالله صالح وأتباعه .


الحروب التي خاضها الحوثيون :


خاضت الجماعة الحوثية ست حروب في صعدة باليمن ، فكانت أول المعارك اشتعالا في عام 2004 بين الجماعة الحوثية والجيش اليمني ، وذلك بعد أن اتهمت الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية بإنشاء تنظيم مسلح مثل تنظيم حزب الله ، واستغلت الجماعة المساجد لبث خطابات تحريضية ، وأثناء الحرب قتل حسين بدر الدين الحوثي وهو مؤسس الجماعة ، وتولى القياده بعده أخوه عبدالملك .

وفي حرب صعدة الثانية سنة 2005 دارت معركة أخرى بين الجيش اليمني والجماعة الحوثية ، سقط على إثرها أكثر من 200 شخص ، وقد أصدر علي عبدالله صالح عفوا رئاسيا لهم مقابل أن يسلموا أنفسهم للحكومة ويتم وقف إطلاق اللنار ، إلا أن الجماعة قابلت هذا العرض بالرفض واستمرت في مناوشاتها ، وقد تخلف عن هذه الحرب خسائرا بشرية واقتصادية كبيرة .

حرب صعدة الثالثة كانت في نفس العام من شهر نوفمبر حيث دارت اشتباكات عنيفة بين قبيلة وادعة الهمدانية الموالية لعلي عبدالله صالح ، والقوات المؤيدة لعبد الملك الحوثي ، وانتهى القتال في المعركة قبل الإنتخابات الرئاسية .

وفي يناير 2007 اشتعلت حرب صعدة الرابعة التي قتل فيها أكثر من ست جنود من صفوف الجيش اليمني ، ودارت اشتباكات عنيفة أدت إلى قتل العشرات وذلك إثر مهاجمة للحوثيين لنقطة تفتيش قرب الحدود السعودية ، وفي هذه الفترة كان الحوثيون يهددون اليهود الذين يقطنون محافظة صعدة ، إلا أن الحرب انتهت في هذه السنة بعد وساطة قطرية بقيادة الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ، فأعلن وقف اطلاق النار مابين الحكومة والجماعة الحوثية في يونيو 2007 وتم توقيع اتفاق الدوخة في شهر فبراير من نفس السنة ، ولكن كانت هناك بعض الاشتباكات المتفرقة مابينهم .

أما في عام 2008 اشتعلت نيران الحرب مرة أخرى بعد أن اتهمت الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية بخرق اتفاق الدوخة ، فاستمر القتال مابين الطرفين حيث امتد إلى شمال صنعاء في منطقة بني حشيش ، وفي شمال محافظة عمران بجانب الاشتباكات في صعدة ، وفي يوليو 2008 أعلنت الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار من جانب واحد ، وقد أرجح البعض قرار علي عبدالله صالح لوقف إطلاق النار لقرب الانتخابات الرئاسية .

أما في عام 2009 فقد كانت الحرب الأشد فيما بين الطرفين ، وعرفت هذه المعركة بـ ” عملية الارض المحروقة ” وابتدأت في أغسطس من عام 2009 ، حيث شنت القوات اليمنية حملة عسكرية واسعة بغارات جوية على مناطق تجمعات الحوثيين ، أسفرت عن مقتل المئات وجروح الالاف ، ونزوح عشرات الالاف من اليمنيين ، وكانت انطلاقة الحرب بسبب اختطاف الحوثيين لأجانب ، وشروط السلطة اليمنية لوقف العمليات الحوثية في الأراضي اليمنية ، وانسحابهم من كافة المديريات التابعة لمحافظة صعدة ، وتسلميهم للمعدات العسكرية والمدنية التي استولوا عليها ، وتوقف القتال في شهر فبراير من سنة 2010 بعد انسحاب الحوثيين من شمال صعدة .


هجومها على الحدود السعودية :


شنت الجماعة الحوثية هجوما عنيفا على نقطة حدودية تابعة للسعودية ، أسفرت عن مقتل جنديان سعوديان وجرح 11 جندي في شهر نوفمبر من سنة 2009 وذلك لاتهامهم السعودية بأنها تسمح للجيش اليمني باستخدام مواقعها لشن هجماته على الحوثيين ، وفي هذه الفترة سيطر الحوثيون على جبل الدخان ، بمساعدة ايران التي مدتها بمضادات للدبابات ، وفي الخامس من شهر نوفمبر ، استطاعت القوات السعودية من استعادة جبل الدخان بعد ثلاثة أيام من هجوما جويا شنته على الحوثيين ، ولكن في اليوم ذاته أعلن الحوثيون بأنهم تمكنوا من أسر جنود سعوديين ، وفي يناير 2010 ، تمكنت السعودية من استعادة الأراضي التي سيطر عليها الحوثيون وانسحبت القوات الحوثية من حدودها ، وأعلنت الجماعة الحوثية وقف إطلاق النار من جانبها ، وأسفرت عن هذه الحرب استشهاد أكثر من 133 جندي واختفاء 26 آخرين .


معركة دماج :


لم تكتفي الجماعة الحوثية عند هذا القدر من الدمار والتخريب ، بل شنت هجوما آخرا في دماج لتنتقم منهم كونهم جماعة تنتمي إلى المذهب الوهابي والسلفي ، فسيطروا على دار الحديث بدماج ، ومنعوا دخول الأدوية والمواد الغذائية للسكان ن كما منعوا من دخول الطلبة ، وخروج الحجاج ، وقتلوا الكثير من الطلبة عبر قنصهم من الجبال ، ثم قاموا بهجوم بالمدفعيات والهاون فأردوا أكثر من 20 قتيلا من السنة ، واستمرت المواجهات إلى أن وصل ضحايا الحرب من أهل السنة إلى أكثر من 71 قتيلا وأكثر من 150 جريحا ، وانتهت الحرب بإعلان توقيح الصلح بين الطرفين وترحيل سكان جماج .

وفي عام 2014 ، قام الحوثيون بتفجير المساجد ومراكز حفظ القرآن في أرحب مما أدى إلى اشتباكات بين القبيلة وبين الحوثيين أدت إلى طردهم ، فبدأو بشن هجمات واسعة في شمال اليمن وخاصة ضد قبيلة الأحمر وسيطروا على صنعاء في شهر سبتمبر ، وسيطروا على دار الرئاسة وفرضوا على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الإقامة الجبرية ، ويذكر أن الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعة الحوثية في الأراضي اليمنية بمساعدة أنصار علي عبدالله صالح وإيران ، أشعلت فتيل العملية العسكرية ضد الحوثيين في عملية عاصفة الحزم .


الدعم الايراني للحوثيين :


أكدت العديد من المصادر أن إيران تدعم الجماعة الحوثية وتتدخل في الشئون الداخلية لليمن وتزعز أمنها واستقرارها ، وقد ذكرت المصادر بأن الحوثيين يتلقون دعما إيرانيا بالأسلحة والأموال ، وقد صرح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأنهم تم القبض على خلايا تابعة لإيران في صنعاء خلال زيارته للولايات المتحدة في عام 2012 ، وقد اعتقلت الحكومة اليمنية الكثير من شبكات التجسس التابعة لإيران ، وكانت أولها شحنات الأسلحة الإيرانية التي تم ضبطها في سفينة إيرانية في عام 2009 ، وفي المقابل نفت الحكومة الإيرانية هذه الاتهامات واعتبرتها كاذبة ومسيئة ، وفي عام 2011 أدانت المحكمة اليمنية ستة بحارة إيرانيين حيث دخلوا إلى الأراضي اليمنية بطرق غير مشروعة ، وتم حبسهم لمدة سنتين ثم تم ترحيلهم من اليمن .

وفي عام 2013 أعلنت الحكومة اليمنية عن الدعم الإيراني للجماعة الحوثية بضبطها قوارب إيرانية محملة بأسلحة وصواريخ مضادة للطائرات ومتفجرات وقد ذكر وزير الداخلية اليمني عبدالقادر قحطان بأن القوارب كانت محملة بـ48 طن من الأسلحة والمتفجرات ، وبدورها ، قامت اليمن بتقديم طلب من مجلس الأمن للتحقيق في الأمر ، كما كان على متن عبارة كانت انطلقت من مصر وتركيا مرسلة من فيلق القدس الذي يتبع الحرس الثوري الإيراني في عدن ، وكانت الشحنة مرسلة إلى رجال أعمال ينتمون إلى الحوثيين . وفي عام 2014 ذكرت دولة قطر بأن هناك وثائق تثبت دعم إيران للحوثيين .