هالة الشمس
هي تشكل لوحة فنية رائعة و بديعة بل و مدهشة لكل من يراها و هالة الشمس تبعد عنا مسافة تقدر بحوالي150,000,000 كيلو متر ،و يطلق على هالة الشمس اسم ( إكليل الشمس ) و هي غلاف غازي يحيط بالشمس ، لكن هذا الغلاف غير منتظم الشكل ، و جدير بالذكر ان هالة الشمس لا يمكن انكار شكلها الرائع الجذاب ولكن على الرغم من ذلك الشكل الرائع إلا أنه في الحقيقة خطر قاتل و تكمن خطورته فى ان درجة حرارته تصل لأكثر من 2,000,000 درجة مئوية ، و هذا ما قد حير العلماء لأن درجة حرارة هالة الشمس اكبر من درجة حرارة الشمس نفسها باكثر من 200 مرة .
هالة الشمس ( Corona) هي تمثل منطقة الشمس الخفيفة الناصعة التي تحاط بالشمس ، هذه المنطقة لايمكننا رؤيتها إلا فقط في وقت الخسوف الكلي للشمس . هذه الهالة تمتد إلى حوالي 1 – 3 خارج قطر الشمس و تعتبر منطقة وسطية بين الشمس والفضاء الخارجي . وقد استطاع العلماء أن يقوموا بقياس المنطقة الداخلية للهالة في جميع الأوقات بدون الانتظار حتي حدوث الخسوف ، و ذلك عن طريق وضع قطعة مستديرة صغيرة مصنوعة من المعدن في التلسكوب تقوم هذه القطعة بحجب الشمس نفسها كما يحدث في الخسوف الكلي .
أما بالنسبة للصفات المميزة لهالة الشمس فهى ترجع الى درجة الحرارة العالية ، مما جعل بعض العلماء أن يعتقدوا بتواجد عنصر غير معروف في هالة الشمس و أطلقوا عليه اسم ” كورونيوم “. و لكن قد اظهرت البحوث العلمية بعد ذلك أن هذا يرجع إلى الحديد الشديد التأين (Fe-XIV) ، و الذي يتسبب في أن ترتفع درجة الحرارة خارج الشمس في الهالة إلى 1 – 2 مليون درجة مئوية.
هالة ساخنة :
من المعروف وجود غلافان شمسيان الغلاف اللوني و الغلاف الضوئي و يقع كلا الغلفان أسفل من الهالة . أما الهالة فتتكون من غازات متأينة و تكون في حالة بلازما و أهم ما يميز الهالة أن درجة حرارة الهالة تصل الى أعلى كثيرا من الغلافين الأسفل منها وتصل درجة حرارتها عدة ملايين كلفن . بينما تبلغ درجة حرارة سطح الشمس حوالي 5780 درجة فقط ، و حتى الان تعتبر أسباب نشأة الهالة لا تزال غير مفهومة تماما و ما يزال يبحث فيها العلماء سواء عن طريق المراصد الأرضية أو عن طريق مراصد ترسل عبر الأقمار الصناعية ، وهناك قسم متخصص في علم الفيزياء يسمى “بفيزياء الشمس ” هذا الفرع من علم الفيزياء له أهمية خاصة لدى العلماء و ذلك نظرا لأن النشاط الشمسي وظهور البقع الشمسية تؤثر تأثيرا مباشرا على الأحوال الارضية ، مثل حدوث عواصف شمسية تؤدي إلى أصابة الأرض بوابل من الجسيمات تؤدي في بعض الاحيان الى انقطاع التيار الكهربائي في بعض أنحاء العالم كما حدث في كندا في عام 2003 ، بالاضافة الى أنها تؤدي هذه الجسيمات السريعة أحيانا الى افساد أجهزة الأقمار الصناعية. ولذلك السبب تهتم فيزياء الشمس بإرسال مراصد قريبة تقوم بدراستها ، في فترة النشاط الشمسي قد تمتد هالة الشمس إلى مسافة كبيرة جدا تبلغ عدة ملايين كيلومترات بما يقدر بحوالي 2 إلى 3 قطر شمسي فوق سطح الشمس . أما الهالة فهي تأخذ شكل هيئة إشعاعية إلى الخارج بسبب مغناطيسية الهالة وتتغير كل 11 سنة مع دورة النشاط الشمسي .
تفسير هالة الشمس :
يوجد العديد من النماذج الفيزيائية التي يمكنها أن تفسر ارتفاع درجة حرارة الهالة الشمسية ، حيث تصل درجة حرارة هالة الشمس الى عدة ملايين درجة في حين أن درجة حرارة سطح الشمس لا تتعدى 5800 درجة . وساهمت الاقمار الصناعية فى معرفة العديد من النتائج من أمثلتها وجود نماذج من (جسيمات أولية مشحونة) وتغيرات متعددة وبشكل مستمر في أشكال الحقول المغناطيسية على الشمس ، و انتشار للتيارات الكهربائية المتصادمة ، مثل ” مرصد الشمس وغلافها” سوهو و مسبار تريس و مرصد شاندرا الفضائي للأشعة السينية و القمر الصناعي RHESSI ، يرجع السبب وراء تسخين درجة حرارة الهالة إلى تلك الدرجات العالية بسبب كثافتها المنخفضة جدا ، و جدير بالذكر أنه لا يستطيع الشخص رؤية ( إكليل الشمس ) في المعتاد وذلك يرجع الى شدة سطوع وتوهج الشمس، لكن يمكننا رؤية هذا المنظر الرائع الخاص بكسوف الشمسي الكلي، عندما يحجب القمر ضوء الشمس، في ذلك الوقت نستطيع رؤية الإكليل الشمسي بالعين المجردة ، ولكن بالفعل تم التمكن من التقاط صورة للكسوف الشمسي الكلي في جزر المارشال الموجودة على المحيط الهادي .