قصة سيدنا يعقوب عليه السلام
سيدنا يعقوب هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم كما وصفه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قائلا ” روى البخاري في (صحيحه) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ” ،وهو سيدنا يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ( عليه السلام ) وامه كانت تدعى رفقه بنت بتوئيل بن ناحور ،يطلق على سيدنا يعقوب اسم اسرائيل وتعني كلمة اسرائيل في اللغة العبرية ( عبد الله ) ، وقد حرم يعقوب على نفسه احب الطعام بالنسبه له وهو ( لحم الابل ) واحب الشراب بالنسبه له وهو( حليب الابل ) وسبب في ذلك ان سيدنا يعقوب مرض مرضا شديدا فنذر يعقوب نذرا على نفسه لئن شفاه الله من مرضه ليحرمن احب الطعام واحب الشراب الى قلبه .
حياة يعقوب عليه السلام
:
ولد سيدنا يعقوب في ارض الكنعانيين المعروفه باسم ( مدينة فلسطين ) .وهو بن سيدنا اسحاق عليه السلام الذي ورث منه النبوة والعلم و الصبر و كان ذلك سببا في حقد اخيه عيصو و يسمى ( العيصى ) فخافت ام سيدنا يعقوب عليه من حقد اخيه فطلبت منه ان يسافر الى خاله ( لابان ) بالعراق ويقيم عنده خوفا عليه من حقد اخيه ، و كان خاله لابان عنده ابنتين الكبرى ( ليئة ) والصغرى ( راحيل ) فخطب سيدنا يعقوب من خاله البنت الصغرى ( راحيل ) وكانت تتسم بالجمال الشديد، و بالفعل وافق خاله ولكن مقابل ان يخدم لديه سبع سنوات يراعي فيها غنمه و وافق يعقوب على طلب خاله و بالفعل انقضت المدة وقام خاله بجمع الناس ليلا وزف اليه ( ليئة ) ابنته الكبرى فقال يعقوب لخاله لما غدرت بي ، فقال له خاله ليس من عاداتنا ان نزوج الصغرى قبل الكبرى ،وطلب منه ان يرعى له الغنم لمدة سبع سنوات حتى ازوجك ابنتي الصغرى ( راحيل ) و بالفعل فعل يعقوب ذلك وتزوج مما كان يريد وجمع بذلك بين الاختين وكان وقتها ليس محرما في شريعتهم ولكن حرم بعد ذلك في التوراة كما حرم في الشريعة الاسلامية . و وهب ( لابان ) جاريه لكل واحدة من بناته فقد وهب ( الجارية زلفي ) لابنته الكبرى( ليئة ) ، ووهب ( الجارية بلها ) لابنته الصغرى ( راحيل ) فوهبت كل منها جاريتها لسيدنا يعقوب فاصبح لدى يعقوب اربعة نسوة .
اولاد سيدنا يعقوب – عليه السلام
كان سيدنا يعقوب لديه اثنى عشر من الاولاد ، فقد ولدت له زوجته الاولى ( ليئة ) ستة اولاد ، وجاريتها ( زلفة ) ولدت له ولدين ، أما ( راحيل ) زوجته الثانية فقد ولدت له ولدين هما ( سيدنا يوسف عليه السلام – بنيامين ) ، و جاريتها ( بلها ) ولدت له ولدين ،ويذكر بعض المؤرخون ان جميع اولاده قد ولدوا في العراق الا بنيامين ولد في فلسطين .
عودت يعقوب عليه السلام الى فلسطين
عندما اصبح لدى يعقوب الكثير من الابناء و كبرت ثروته فكر بالعوده الى فلسطين واختلفت الروايات وتعددت الاقاويل فالبعض يقول انه خرج سرا وذلك بعد ان حسده خاله على كبر حجم ثروته و البعض يقول انه خرج بعلم و بالاتفاق مع خاله ، و قد عاد يعقوب الى فلسطين و معه اولاده و زوجاته ، و اثناء عودته الى فلسطين مرضت رجله و اخبره الاطباء بانه مرض يسمى عرق النساء ومنع الاطباء عنه اكل لحم الابل وعندما راى قوم يعقوب ذلك حرموا على انفسهم اكل لحم الابل اعتقادا منهم ان الله هو من حرم لحم الابل عليهم و لكن هذا غير صحيح .
فقدان يعقوب عليه السلام ليوسف
كان يوسف احب الابناء على قلب يعقوب و ربما يرجع ذلك الى كونه ابن ( راحيل ) التي كان يحبها كثيرا بالاضافه الى انه كان يرا فيه النبوه و الحلم و العلم و قد لاحظ اولاد يعقوب ذلك لذا غاروا منه واخذوا يدبروا له مكيدة فاوقعوه في البئر ورجعوا لابيه يعقوب بقميص يوسف و ادعوا ان الذئب اكله فحزن يعقوب حزن شديدا على احب ابنائه الى قلبه ومن كثرة البكاء فقد بصره ولم يعود له الا بعد ان وجد يوسف مرة اخرى وكان في ذلك الوقت عزيز مصر .
وقفات في حياة سيدنا يعقوب عليه السلام
:
– لم يبتعد يعقوب عن ابويه لولا قسوة و حقد اخيه عيسو ، حيث كان اخيه يرى ان يعقوب احب الى قلب امه لذا كان يكرهه.
– ان تعدد الزوجات لدى يعقوب لم يكن خيرا له بل كان سببا في كل متاعبه بسبب كيد اولاده لبعضهم لانهم كانوا من اربع زوجات.
– كان احب الزوجات الى قلبه زوجته ( راحيل ) والدة ( سيدنا يوسف عليه السلام و بنيامين ) التي ارادها منذ البدية لولا رفض خاله ان تتزوج ابنته الصغرى قبل الابنه الكبرى.
كان احب الابناء الى قلب يعقوب عليه السلام هو ابنه يوسف عليه السلام حيث كان يرى فيه اثر النبوة والحلم والعلم وهذا لم يرضى بقية اخوته لذا كادوا به و افتعلوا قصة الذئب .
وفاة سيدنا يعقوب عليه السلام
:
توفى سيدنا يعقوب عليه السلام عندما بلغ من العمر 180 عاما ، و كان يعقوب قد وصى ابنه يوسف ان يدفنه مع ابيه اسحاق. و بالفعل دفنه سيدنا يوسف في مدينة الخليل .