بركان عدن
مدينة عدن تقع في شبة جزيرة يكاد المحيط الهندي يحيط بها من كل جانب ويربطها باليابس عنق ضيق ، ويعتبر بركان عدن أقوى بركان في تاريخ الأرض وتقع مدينة عدن في اليمن ويوجد بركان عدن في هذه المدينة وقد يكون البركان نتيجة لإنفجار بركاني عظيم أنفجر من جانب البحر قبل ملايين السنين كما يعتقد البعض واستمر لعدة عقود وبعد خموله أصبح له فوهة مقعرة كباقي البراكين ولكنها كبيرة جداً وأصبحت فيما بعد تعرف بمدينة عدن فالكثير منا لا يعرف أن مدينة عدن فوق فوهة بركان ، فمن خلال البعثة الملكية البريطانية لعلوم البراكين توصلت خلال عام 1964 أن مدينة عدن تقع على فوهة بركان ضخم جداً ووصف البراكين التي تحدث في العالم بالنسبة لبركان عدن بأنها ألعاب نارية وفي مقال بمجلة Readers Digest قبل أكثر من 30 عاماً قال أحد خبراء الجيولوجيا البريطانيين أن بركان كراكاتو في إندونيسيا (Krakatau volcano) الذي إنفجر عام 1883م والذي اعتبروه العلماء أقوي بركان في ذاكرة البشرية والذي تسبب في مقتل 36 ألف شخص وسمع الناس بهذا الانفجار علي بعد مسافة خمسة ألاف كيلومتر ،والتي أدت إلى حجب الرماد والدخان البركاني لضوء الشمس لمدة أسبوع عن الكرة الأرضية ، وقال عنه العلماء أن قوة هذا البركان تساوي مائة قنبلة هيدروجينية وقالوا رغم شدته إلا أنه مثل الألعاب النارية مقارنة ببركان عدن ، ويعتبر بركان عدن أحد المراكز البركانية الستة التي تقع على خط بركان واحد ، وبركان عدن هو بركان متصل بلب الأرض مباشرة إذا انفجر في المره القادمه سوف ينفجر بشكل مرعب وسيطرد البشر لمسافات تصل إلى ألاف الكيلومترات فقوة بركان عدن ستكون هائلة جدا وسوف تحول البحار إلى حمماً بركانية وفي العادة هذه البراكين الكبيرة تتحول إلى زلزال وهذا يرجع نتيجة تكسر طبقات الأرض وانزلاق القشرة الخارجية فتؤدي لحدوث زلزال فان البحار يوم القيامة تتفجر نارا، كما في إحدى تفسيرات العلماء لقول الله تعالى
( وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ )التَّكوير:6.
ويعتبر بركان عدن علامة من علامات الساعة الكبري حيث تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفجار رهيب يقع في اليمن وتحديداً منطقة عدن وهو يدل على اقتراب الساعة فقد صح الحديث في النار التي تخرج من فوهة عدن وتحشر الناس ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: ” اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.”
وعند أبي داود : “وآخر ذلك نار تخرج من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر”.
وفي رواية عند مسلم : “نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس”.
ولقد أكد القرآن هذه الحقيقة أيضاً في نص كريم يتحدث عن يوم القيامة، يقول تعالى:
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) [الانشقاق: 3-4 وقوله تعالى:
(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [الزلزلة: 1-2].
وذكر رسول الله في الحديث عن بركان عدن ظهور عدة خسوف أرضية ومن المعروف أن الخسف له علاقة بالزلازل ويكون بذلك الترتيب العلمي الجيلولوجي الحدثي مطابق لما قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولا بد أن نقف هنا وقفة تأمل كيف علم رسول الله بقعر عدن وما سيحدث وكيف تنبأ باشتعال البركان هذا لنعلم أن الله حق ورسوله حق وأن الجنة والنار حق وأن الله سبحانه وتعالى سيبعث من في القبور وهذا لنتأمل عظمة الخالق وقدرته ونتذكر دائماً أن يوم الحساب لا مفر منه .