قصة خيالية قصيرة

القصص القصيرة هي عمل أدبي قصير عن الروايات ، تحكي حدث أو موقف معين في مدة زمنية قصيرة ، و لذلك غالبا ما تكون بين شخص أو إثنين و تحدث في مكان و زمان واحد ، و اليوم سنقص على حضراتكم قصة الملياردير للكاتب الروسي مكسيم جوركي ، و قد كان أديب و ناشط سياسي روسي  ، ولد في عام 1868 ، و هو مؤسس مدرسة الواقعية الإشتراكية ، و كان يرى دائما أن الأدب مبني على الإقتصاد في نموه و تطوره و أن له تأثير بالغ في المجتمع .


قصة الملياردير :

يروي الكاتب فيها قصة شخص أمريكي يتحدث بنفسه عن صورته عن الأغنياء ، فيقول كنت أتخيل الأثرياء ليسوا إناسا كسائر البشر ، و كنت أقول لنفسي أن لديهم ثلاث بطون و 150 من أسنان الفم ، و أنهم يعملون من دون إنقطاع من 6 صباحا حتى منتصف الليل ، و أنهم من شدة تعبهم في النهار لا يستطيعون تناول الطعام في المساء و يأمرون خدامهم بمساعدتهم في بلع الطعام ، و أنه من المستحيل على أي منهم مهما كانت آلامه أن يستهلك أكثر من نصف الفائدة من ثروته ، و أنه من المؤكد أن حياتهم فظيعة ، و أتصور أنهم يرتدون ملابس داخلية من الذهب و أحذية بمسامير ذهبية و ملابس مخملية و قبعة من الماس ، و أتصور أن جيب ملابسهم كبير و لهم كرش ضخم ، و أن أصابعهم بها قوة سحرية ، و بالرغم من عدم وجود تصور واضح لهذا الوحش إلا أني تخيلته بعضلات و عظام عملاقة و مصنوع من المال .

و جاء اليوم الذي قابلت فيه أحد المليارديرات ، فرأيت شخص كبير في السن ، مستلق بشكل مريح على كرسي ، يداه مطويتان بالعكس ، بجلد مترهل شاحب ، و أصلع و بدون حواجب تقريبا ،  و لا يوجد شئ في ثوبه مميز ، كان مظهره فقط كأنه خادم قديم لعائلة أرستقراطية في أوربا ، و كان أثاث الغرفة المتواجد بها عادي للغاية لكنه صلب ، و لم أصدق عيني و سألته : هل أنت الملياردير ؟

قال : نعم

فوجدت نفسي أسأله كم من اللحم تستهلك على الفطور؟

فقال : أنا لا أتناول أبدا اللحم في الصباح ، بل أتناول ربع برتقالة و بيضة و شاي .

فسألته : كن صادق معي كم مرة تأكل في اليوم ؟

قال : مرتين .

فسألته : و ماذا تفعل لتجني الكثير من المال .

قال : لماذا؟ ، فقلت : لماذا ؟

قال : أملك سكك حديدية و مزارع للسلع المفيدة و أنقلهم للأسواق ، و أحسب بالضبط كم من المال يجب أن أترك للمزارعين ، حتى لا يكافح و يظل قادر على الإنتاج أكثر ، و الباقي أأخذه ، فالأمر بسيط .

فسألته : و هل المزارعين راضيين ؟

قال : ليس كلهم ، فليس كل الناس تكون راضية دائما ، فهناك دائما الشخصيات التي مهما أعطت تطلب المزيد .