قصة صاحب الجنتين و الفوائد منها
قصة صاحب الجنتين هي أحد القصص القرآنية المذكورة في القرآن الكريم في سورة الكهف ، و هي تحكي عن رجلين كانا يعيشان في قرية واحدة ، كان أحدهما فقير و لكنه مؤمن بالله و تقي و راضي بما قسمه الله له ، و الأخر كان غني يمتلك حديقتين كبيرتين بهما كل ما تشتهي الأنفس من زروع و نخل و فاكهة و أعناب و أنهار ، و لكنه كان منكر لنعم الله عز و جل عليه و مغرورا بما أتاه الله ، و في يوم من الأيام أخذ الرجل الغني الرجل الفقير إلى حديقته و هو يتباهي و يتفاخر بما يملك و ليس بما أتاه الله ، و قال له الفقير لا تتكلم هكذا بل أحمد الله و أشكره على نعمه ، قال له لا تكمل كلامك ، و لم يقتنع بكلام الرجل التقي ، ثم في يوم ذهب هذا الغني إلى حديقته فوجدها أرض خراب و إنصدم بما رآه ، و ظل يقلب كفيه متعجبا كيف حدث هذا ، وندم أشد الندم على ما كان يقول و على نكرانه لنعم الله عليه .
و قد جائت هذه القصة في سورة الكهف في الآيات من 32-44 كما يلي :
• و اضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَ حَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
• كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَ لَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَ فَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا
• وَ كَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَ هُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَ أَعَزُّ نَفَرًا
• وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ وَ هُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا
• وَ مَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَ لَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا
• قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَ هُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا
• لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
• وَ لَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَ وَلَدًا
• فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَ يُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
• أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا
• وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَ هِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا
• وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَ مَا كَانَ مُنتَصِرًا
• هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَ خَيْرٌ عُقْبًا
الفوائد من قصة صاحب الجنتين :
رضا الرجل الفقير المؤمن بما أتاه الله له
النعمة الحقيقية هي في إيمان القلب الصادق
و كيف يعتز المؤمن بإيمانه بالرغم أنه فقير و لا يحسد الغني أبدا
التيقن أن كل شئ بيد الله سبحانه و تعالي و هو من يعطي و من يمنع ، و له سبحانه حكمه في ذلك
أن الدنيا زائلة مهما ملكنا بها ، و يجب أن لا تلهينا الدنيا عن ذكر الله عز و جل
ما حدث للغني المغرور من زوال النعم ، و كان الأولى به إعطاء الفقير حقه
كيف ظلم هذا الغني نفسه بنكران نعم الله عز و جل عليه
أنه يجب عدم نسيان ذكر الله و نعمه بما يؤتيه لعباده
أنه ليس هناك نفع من المال و الولد ما لم يعينا العبد على طاعة ربه
جزاء إنكار البعث
و جزاء عدم أخذ النصح من المؤمن التقي
الندم بعد فوات الأوان لا يفيد
أن من يشرك بالله سبحانه و تعالى ليس له ولي