صيام الأيام البيض من رجب: فضله ومكانته
أكدَت دارُ الإفتاء المصرية أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصوم الأيامَ البيضَ من رجبَ ومن كلِّ شهرٍ، وهي: الثالثَ عشرَ، والرابعَ عشرَ، والخامسَ عشرَ، وسُمِّيَت بذلك لبياضِ قمرها في الليل، وبياضِ شمسها في النهار.
وتبدأ صيام الأيام البيض من شهر رجب من يوم الخميس 25 يناير والجمعة 26 يناير والسبت 27 يناير.
أصل تسمية الأيام البيض
الأيامُ البيضُ هي أيامُ الليالي التي يكتمل فيها جِرْمُ القمرِ ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، سُمِّيَت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه.
والبياضُ هنا وصفٌ للياليها لا لأيامها، وإنما وُصِفت الأيام بذلك مجازًا.
فضل صيام الأيام البيض
وردَ في فضل صيام الأيام البيضَ أحاديثٌ نبويةٌ، منها:
- حديثُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ» رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري”.
ومعنى الحديث: أنَّ صيامَ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وهي الأيامُ البيضُ، يُعادلُ صيامَ الدهرِ كله.
مكانة صيام الأيام البيض في شهر رجب
أما صيامُ شهر رجبَ، فقد وردَ فيه أحاديثٌ ضعيفةٌ، إلا أنَّ العلماءَ اتفقوا على استحبابِ صيامه، وذلك على الإطلاقِ، أو في رجبَ بخصوصه.
وذلك لأنَّ صيامَ التطوعِ مستحبٌ في كلِّ وقتٍ، وشهر رجبَ من الأشهرِ الحرمِ التي يُشرعُ فيها الصيامُ.
نصائح لصيام الأيام البيض
وفيما يلي بعضُ النصائحِ لصيام الأيام البيض:
- اختيارُ الأيامِ المناسبةِ للصيامِ، بحيثُ لا تُؤدِّي إلى الإرهاقِ أو التعبِ.
- استشارةُ الطبيبِ المختصِّ قبلَ الصيامِ، خاصةً لمن يُعاني من الأمراضِ المزمنةِ.
- التزامُ النظامِ الغذائيِّ الصحيِّ قبلَ وأثناءَ الصيامِ.
- الحرصُ على أداءِ العباداتِ والطاعاتِ، والإكثارُ من الدعاءِ والتضرُّعِ إلى الله تعالى.
ختامًا
صيام الأيام البيضِ من الأعمالِ الصالحةِ التي تُحَبُّ إلى الله تعالى، ولها فضلٌ كبيرٌ، ومن ثَمَّ فإنَّ على المسلمِ أن يحرصَ على صيامها، وعليه أن يُحسنَ النيةَ عندَ صيامها، وأن يُخلصَ لله تعالى في عبادته.