مؤتمر القمة “ويش” يدعو إلى الاستفادة القصوى من الاستثمارات المسخرة للمناسبات الرياضية الكبرى
أُعلن خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (“ويش”) عن إصدار تقرير جديد اشتركت في تأليفه منظمة الصحة العالمية (المنظمة) وشركاء “ويش”، ودعا التقرير الحكومات والسلطات الرياضية والمجتمع الرياضي الأوسع إلى الاستفادة القصوى من الاستثمارات المسخرة للمناسبات الرياضية الكبرى والحماس الذي يصاحبها من أجل ترك إرث أكثر استدامة من الفوائد الصحية للمجتمعات. ويوصي التقرير، الذي صدر بعنوان استثمار اليوم مكسب الغد، إطار لتعزيز النشاط البدني من خلال الفعاليات الرياضية الكبرى، بطرق لتعزيز إرث الفعاليات الرياضية الكبرى حتى تسهم على نحو أكثر فعالية في زيادة النشاط البدني، وتحسين صحة السكان.
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (“ويش”)
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة “تمثل الفعاليات الرياضية الكبرى فرصا هامة لتعزيز الفوائد الصحية والاجتماعية للنشاط البدني والرياضة، وضمان إرث صحي دائم على مدى الأجيال”. واستدرك قائلا “لكن الفعاليات الرياضية غالبا ما تمثل أيضا فرصا مهدرة لإحداث تغيير مستدام.
وقد ثبت أن المواظبة على النشاط البدني، بما في ذلك ممارسة الرياضة، تساعد في الوقاية من الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وسرطان الثدي والقولون، وتساعد كذلك في علاجها. وهي تساعد أيضا في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن والسمنة ويمكن أن تحسن الصحة النفسية والعافية.
ويمكن لزيادة المشاركة في الرياضة والنشاط البدني أن تنقذ الأرواح وتحسن الصحة وتدعم تقوية النظم والمجتمعات الصحية وتعزيز قدرتها على الصمود.
غير أن شخصاً واحدا من كل أربعة بالغين وأربعةً من كل خمسة مراهقين لا يمارسون نشاطا بدنيا بقدر كاف؛ ولم يطرأ أي تغيير يذكر في متوسط مستويات النشاط البدني على مدى السنوات الـ15 الماضية.
وتجتذب الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى ملايين المشاهدين والاستثمارات الكبيرة، ويمكنها أن تسهم إسهاما مهما في الترويج لرسائل الصحة العامة وزيادة النشاط البدني من خلال برامج فعالة للاستفادة من إرث الفعاليات.
بيد أنه لا يوجد حاليا معيار عالمي عما ينبغي أن يشمله إرث المناسبة الرياضية؛ وتختلف المتطلبات التي تحددها مختلف السلطات التنظيمية لاستضافة الفعاليات ولا توجد مقاييس موحدة لتقييم الخطط المتعلقة بإرث الفعاليات الرياضية الكبرى أو تنفيذها أو أثرها على المدى الطويل.
وقال ديدي تومسون، مدير الأبحاث والمحتوى، بمؤتمر القمة “ويش”، “تضع العديد من المدن التي تستضيف مناسبات رياضية كبرى خططا طموحة للاستفادة من الزخم المصاحب لهذه الفعاليات لزيادة النشاط البدني وتحسين الصحة. غير أننا نعجز مرة تلو الأخرى فيما يبدو عن إظهار أثر قابل للقياس – البيانات ليست متاحة”.
وهذه هي أول مرة يُقدَّم فيها إطار لتصميم وتنفيذ هذا الإرث لتحقيق أقصى قدر الإشعاع والأثر على المشاركة المجتمعية في الرياضة والنشاط البدني. ويفصل تقرير “استثمار اليوم مكسب الغد” 7 استراتيجيات للاستفادة من إرث هادف من الفعاليات الرياضية الكبرى يبدأ من التخطيط وعملية العطاءات ويمتد بعد 10 أو 20 عاما من تنظيم المناسبة نفسها – مما يعزز تحسين الصحة لسنوات قادمة.
وتقضي إحدى التوصيات بوضع مؤشرات أداء رئيسية مشتركة لقياس الأثر طوال دورة حياة الإرث التي تشمل التصميم، والتخطيط، والتسليم/ التنفيذ والتقييم.
ويستند الإطار إلى الأهداف الاستراتيجية التي حددتها المنظمة في خطة العمل العالمية بشأن النشاط البدني للفترة 2018-2030: أشخاص أكثر نشاطا من أجل عالم أوفر صحة، التي تضع نهجا شاملا لتشجيع المشاركة وتغيير السلوك، والتأثير في نهاية المطاف على زيادة النشاط البدني لدى جميع السكان.
أثر الجائحة
أدت جائحة كوفيد-19 إلى تراجع كبير في المشاركة في النشاط البدني والرياضة في جميع أنحاء العالم. وأدت كذلك إلى زيادة الاكتئاب والقلق بنسبة 25٪. وأبرزت جائحة كوفيد-19 أكثر من أي وقت مضى أهمية زيادة الجهود المبذولة لإشراك المزيد من الأفراد في الممارسة المنتظمة للنشاط البدني والرياضة.
وعلى الصعيد العالمي، تسبب الأمراض غير السارية 74٪ من الوفيات كل عام، وستلقي بأعباء ثقيلة على النظم الصحية والمجتمعات المحلية إذا لم تتحسن الجهود المبذولة لتشجيع الرياضة وغيرها من أشكال النشاط البدني في أوساط السكان. ويتوقع أن تؤدي الزيادات في الأمراض غير السارية إلى فقدان نحو 47 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي بين عامي 2010 و2030.
وتشجع خطة عمل المنظمة العالمية بشأن النشاط البدني للفترة 2018-2030 المجتمعات والأفراد والبيئات على ممارسة النشاط البدني من أجل الإسهام في تحقيق الهدف العالمي المتمثل في زيادة المشاركة في النشاط البدني بنسبة 15٪ بحلول عام 2030.