اليوم العالمي للصحة النفسية 2022 .. دور وأنشطة المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
اليوم العالمي للصحة النفسية
بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية 2022 الذي يصادف (10 أكتوبر 2022) وقبل أن تزدحم وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الصحف بالآراء والتطلعات والآمال المتعلقة بالصحة النفسية في المملكة، في هذه المقالة شرح مختصر يبدأ من رؤية المركز ورسالته ويدرس تحقق تلك الرؤية والرسالة في أنشطته وبرامجه ومن ثم تقييم الإطار النظري لرؤية المركز بناء على مخرجات تلك الأنشطة والبرامج وصداها لدى المستفيدين مع سرد أمثلة لها.
كما تم رصد الصورة الذهنية للمركز لدى المجتمع ودراسة بعض الحالات لمعرفة إلمام بعض أفراد المجتمع بالدور الحقيقي للمركز الذي تم تأسيسه بقرار مجلس الوزراء 685 وبتاريخ 27/ 11/ 1440هـ ويمثل في مجلس إدارته 13 جهة ذات علاقة.
يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية سعي من منظمة الصحة العالمية لتعريف العالم بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية، والتأكيد على أهميتها خاصة أنها ترتبط بسلامة الإنسان خاصة في ظل الإحصائيات التي تؤكد وفاة شخص كل 40 ثانية بسبب الانتحار جراء مرض نفسي كالاكتئاب والتوحد والانعزال وغيرها من أمراض نفسية.
الرؤية والدور:
ونبدأ برؤية المركز وهي: الريادة على المستوى الوطني والإقليمي في تطوير وإنتاج برامج تعزيز الصحة النفسية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية .
ومن الرؤية يجب أن نُعرف القارئ أن دور المركز هو “تعزيز الصحة النفسية” وتُعرف علمياً على أنها زيادة قدرة الفرد على التحكم بالعوامل المؤثرة على صحته النفسية مما يساهم في تحسين الصحة النفسية على المدى البعيد والوقاية من الأمراض النفسية. وهنا يتضح لنا أن دور المركز يغطي كل المراحل التي تسبق حدوث المرض النفسي والدور العلاجي حيث أن تشخيص الأمراض النفسية وعلاجها خارج إطار مصطلح “تعزيز الصحة النفسية” علمياً وتنظيمياً. وهذا التوضيح مهم لنفي الصورة الذهنية لدى البعض أن دور المركز علاجي أو رعاية المصابين بالأمراض النفسية.
ويؤكد ذلك اختصاصات المركز في المادة الرابعة من تنظيمه الصادر من مجلس الوزراء والتي لم تصرح بالدور العلاجي المباشر بل إن الدور العلاجي جاء تكاملي في الاختصاص رقم (10) والتي تشمل اختصاصات المركز:
- المشاركة مع الجهات ذات العلاقة في رسم السياسات الوطنية في مجال تعزيز الصحة النفسية والعمل على تحسين جودة الخدمات النفسية المقدمة في مختلف القطاعات.
- تسهيل حصول الفئات المستهدفة على الدعم النفسي والمساندة والخدمات اللازمة.
- تطوير برامج تعزيز الصحة النفسية، والاهتمام بالفئات الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية.
- اقتراح وتبني برامج توعية تتمشى مع ما يطرأ من تغيرات اجتماعية.
- تنظيم ورعاية الفعاليات ذات العلاقة بتعزيز الصحة النفسية.
- الاستفادة من التجارب الدولية في مجال تعزيز الصحة النفسية، والعمل على توطين الخبرات في هذا المجال.
- العمل على تطوير مهارات مقدمي الخدمات ذات العلاقة بالصحة النفسية.
- رصد ومتابعة الظواهر والمشكلات ذات العلاقة بالصحة النفسية، ومساندة الأنشطة والمبادرات التطوعية والمجتمعية في مجال تعزيز الصحة النفسية.
- التعاون والتنسيق مع الجهات الصحية والتعليمية والبحثية المختلفة في مجال الصحة النفسية، سواء داخل المملكة أو خارجها.
- العمل مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة في كل ما يلزم لتطوير الخطط العلاجية والبرامج التأهيلية المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية.
- اقتراح الخطط والبرامج التعريفية والثقافية والاجتماعية وغيرها – بالتنسيق مع الجهات المعنية – لرفع مستوى الوعي لدى جميع فئات المجتمع في كل ما يتعلق بالصحة النفسية.
- تنظيم الندوات وجلسات العمل واللقاءات العلمية حول أحدث أساليب التوعية والعلاج والتأهيل.
- إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية.
- إصدار المطبوعات الإرشادية المتخصصة، وإنتاج البرامج المسموعة والمرئية الموجهة إلى جميع فئات المجتمع؛ لنشر ثقافة الصحة النفسية ومفاهيمها وطرق التعامل السليمة مع الاضطرابات النفسية.
الواقع والأثر
ومن الجدير بالذكر أن المركز لم يكمل حتى اليوم 4 أعوام من تاريخ إنشائه. وبالأخذ في الاعتبار الفترة الزمنية من تاريخ الإنشاء وحتى بدء التشغيل والأنشطة فالعمر الفعلي للمركز قد لا يتجاوز عامين. ولكنه في تنظيمه واختصاصاته بشكل عام يعكس تقدم المملكة بتبني مفهوم تعزيز الصحة النفسية وتخصيص كيان مستقل له مما يعتبر سبق عالمي حيث أن قلة من الدول الأخرى أولت هذا المجال نفس الاهتمام. وبالنظر للواقع على المستوى الإقليمي فلا يوجد كيان فعال في المنطقة لتعزيز الصحة النفسية وهذا سبق وطني يستحق الإشادة.
من جانب البرامج فيمتلك المركز رغم ضعف الموارد وقلة عدد الموظفين (30 موظف تقريبا) العديد من البرامج المميزة ولعل أهمها:
- مركز الاتصال للصحة النفسية الذي قدم أكثر من 22 ألف استشارة خلال عام 2021.
- تطبيق قريبون الاستشارات النصية والذي قدم أكثر من 50 ألف استشارة خلال عام 2021.
- التوعية حيث قدم المركز منذ إنشائه أكثر من 2000 منشور توعوي في مختلف مجالات تعزيز الصحة النفسية.
- إطلاق مؤشر الصحة النفسية في المملكة عام 2021 والذي يقاس بشكل ربع سنوي وشمل أكثر من 41 ألف مشارك من جميع مناطق المملكة الإدارية.
- التنسيق مع شركاء تعزيز الصحة النفسية من القطاعين العام والخاص وبناء شبكة مميزة من الشراكات متعددة الأطراف.
- إنشاء لجنة الممارسات المهنية والأخلاقية في الصحة النفسية التي نشرت عدة تقارير وتحذيرات عن الممارسات الغير نظامية في جانب دورات تطوير الذات
- وأخيرا تمكين المتخصصين الراغبين من تقديم المحاضرات في مختلف مجالات تعزيز الصحة النفسية وخلق منصة وطنية لدعمهم وحوكمة برامجهم بمنهجية مرنه وجاذبة مما شجع مئات الممارسين على الحرص على التفاعل مع المركز وأنشطته.
الأنشطة والمبادرات المميزة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية
وبالنظر لأنشطة المركز في موقعه الإلكتروني وحسابته في وسائل التواصل الاجتماعي فقد انطلقت الأنشطة والفعاليات والخدمات بشكل سريع. وتتجلى في أنشطة المركز وفعالياته فلسفة مهمة جدا وهي السعي للتكامل مع كافة الجهات والأفراد ذوي العلاقة بتعزيز الصحة النفسية ودعمهم وتمكينهم للمساهمة بشكل فعال في مجال تعزيز الصحة النفسية الذي يعتبر واسع النطاق ومن المستحيل تغطيته بجهود منظمة واحدة.
ولذلك فإن فلسفة المركز في تمكين الشركاء وتنظيم أدوارهم والتنسيق فيما بينهم باستخدام القوة الناعمة وبدون تضييق فرص النمو وبالإبداع في المجال بكثرة التنظيمات والسياسات فلسفة مميزة ونادرة. وبنفس الوقت ضرورية لتغطية الأفق الشاسع لنطاق تعزيز الصحة النفسية وقد نتج عن هذه الفلسفة المئات من الأنشطة والمبادرات المميزة ومنها:
- جائزة سابك لتعزيز الصحة النفسية والتي دخلت دورتها الثالثة وتغطي 4 مجالات مهمة تدعم فلسفة الشراكة والتمكين. وتضم الجائزة (1) جائزة البرامج التوعوية والتثقيفية، (2) المبادرات المجتمعية (3) مبادرات تحسين أداء تقديم خدمات الصحة النفسية، (4) الإنتاج العلمي في مجال الصحة النفسية.
- مبادرة تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل وشارك فيها أكثر من 70 جهة حكومية وخاصة.
- مجموعات تعزيز الصحة النفسية بالجامعات وتضم أكثر من 28 مجموعة حول المملكة و15 مركز إرشاد جامعي.
- برنامج المساعدة النفسية الأولية الذي قدم 20 دورة تدريبية في 11 جهة متعاونة.
- دعم وتمكين المنصات الإلكترونية الخاصة والغير ربحية لتقديم خدمات الصحة النفسية والتعاون المميز معها والتي تحقق تطلعات دعم الاستثمار في خدمات الصحة النفسية. وبالنظر لحساب المركز في تويتر ستجد شراكة فعالة ومميزة مع العديد من منصات الخدمات النفسية الإلكترونية.
وقد حفزت هذه الجهود العديد من الشباب المتخصصين في مجال الصحة النفسية لتطوير المبادرات الربحية والغير ربحية ويكفي أن تقوم عزيزي القارئ بجولة في منصة تويتر للبحث عن حسابات الصحة النفسية التي أسستها مجموعات شبابية تفتخر بدعمها من المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية.