مبابي يُقرر السير علي خطي كريستيانو رونالدو 

مبابي يُقرر السير علي خطي كريستيانو رونالدو 

في ظرف نادر ، استحوذ كيليان مبابي على انتباه الجماهير وتصدر عناوين الصحف ليس بسبب أهدافه أو بطولاته أو تمريراته الحاسمة ، ولكن بسبب الأزمة المستمرة داخل وخارج الملعب.

أعترف الرجل الخجول قبل أيام قليلة أنه لا يهتم أبداً عندما يتعرض للانتقادات.

قد تحكي قصة الشاب البالغ من العمر 23 عامًا بعض الحقيقة لأنها ضريبة الشهرة ، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى تحول كبير في شخصية النجم الفرنسي ، وهذا التغيير قد يهدد نجاحه قريبًا.

اعتقدنا جميعا أنه نسخة جديدة من ليونيل ميسي اللطيف وقليل الكلام ، لكنه قرر أن يكون نسخة مختلفة تشبه شخصًا يستمتع بالأضواء ، وإن كان ذلك سلبًا ، مثل كريستيانو رونالدو أو زلاتان إبراهيموفيتش.

ماذا يحدث لمبابي؟

عُرف المهاجم الفرنسي في بداية مسيرته بالتواضع والتركيز فقط على ما يحدث على أرض الملعب دون التسبب في أي مشاكل شخصية.

لكننا شاهدنا مؤخرًا مقطع فيديو له من الموسم الماضي حينوبخ  زميله وصديقه أشرف حكيمي بسبب تمريرة خاطئة، ويقول له نصًا إن اعتذاره لا يكفي! ولا نعلم بأي صفة يقول هذا الحديث.

على الرغم من أنه يعتبر أصغر الثلاثي الهجومي من نيمار وليونيل ميسي ، إلا أنه لم يُظهر احترامًا كبيرًا لهما في الملعب ، وخاصة نيمار ، والذي اشتبك معه في ركلات الترجيح.

أكد نيمار بشكل غير مباشر خلافاته مع مبابي عندما رفض الإجابة على أسئلة الصحفيين حول طبيعة علاقته مع صديقه المقرب .

ولم يكن نيمار وحكيمي فقط ، بل حتى نجم باريس لياندرو باريديس ، الذي تم إعارته إلى يوفنتوس ، خرج هو الآخر ليؤكد أنه لا يستطيع الحديث عن مبابي لأنه لا يعرفه جيدًا ولا تربطه علاقة به رغم تواجدهما معًا بحديقة الأمراء لسنوات.

الكثير من الأدلة تؤكد أن مبابي تخلى عن صورته السابقة وأصبح لاعباً آخر غير محبوب من قبل زملائه، حيث وصفه البعض بأنه متعجرف ومحتقر.

السير على خطى كريستيانو

ما هو الجواب على السؤال: لماذا تغيرت شخصية مبابي؟

ربما تكون الإجابة في غرفة النجم الشاب التي نشأ وترعرع فيها قبل وصوله إلى عالم الشهرة كأحد أهم اللاعبين في لعبته المفضلة.

وامتلأت غرفته بصور النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وأهم إنجازاته مع ريال مدريد، من هذه الغرفة رسم حلمه باللعب لناد إسباني ليتبع خطاه.

تخلى مبابي عن هذا الحلم ، ورفض الانتقال إلى ريال مدريد في الصيف والتجديد في باريس حتى عام 2025 ،  ولكنه قرر اتخاذه كقدوة له في تعاملاته وشخصيته التي يظهر عليها بعض الغرور في مواقف معينة.

وفي بداية مسيرته مع مانشستر يونايتد ، لم يحظ رونالدو بشعبية كبيرة مع الفريق بسبب رغبته في التباهي والتهرب من العمل الجماعي، بحسب شهادات زملائه في ذلك الوقت.

 

والآن ، تصرفات مبابي ورغبته في الحصول على كل شيء في باريس ، وخلافه مع حكيمي حول هجوم غير مجدٍ ، وصراعه مع نيمار على ركلة جزاء ، وعدم تكوين صداقات مع آخرين مثل باريديس، هي أسباب تؤدي لنشوء نظرية تقول أن مبابي أصبح رونالدو الجديد.

الاقتداء بالبرتغالي والسير على خطاه لا يعني أن مبابي سيفشل ، حيث حقق رونالدو كل شيء ممكن في مسيرته بهذا النهج وشخصيته ،  ولكن هل يمتلك الفرنسي نفس قدرة البرتغالي على النجاح والاستمرارية؟ وهل سيطور نفسه بالطريقة التي قام بها صاحب الـ37 سنة طوال مشواره؟

وحتى لو قمنا بالتدقيق في مسيرة رونالدو، سنجد أنه دفع ثمن غروره والتفاته للمجد الشخصي فقط، عندما قرر الانتقال ليوفنتوس في 2018 راحلًا عن ريال مدريد، لتتدهور مسيرته تمامًا لتصل إلى أسوأ مرحلة ممكنة له هذا الموسم مع مانشستر يونايتد، لذلك على مبابي الحذر، لأن ما حدث مع رونالدو بنهاية مسيرته قد يحدث معه بشكل مبكر.

هل شعر بالتهديد؟

مبابي يُقرر السير علي خطي كريستيانو رونالدو 

الاحتمال الآخر الذي يبدو منطقيًا هو وصول ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان ، وهو تهديد ربما شعر به النجم الشاب في صيف عام 2021 عندما وصل الأرجنتيني إلى حديقة الأمراء.

أقرب احتمال لهذه النظرية هو أن مبابي يضع عينه على نيمار ، زميل ميسي السابق في الفريق الذي غادر برشلونة هربًا من ظله.لذلك قد يكون ما يفعله مبابي حاليًا وإن كان بالطريقة الخطأ، هي رسالة منه بأنه لن يقبل بمكان في الظل بجوار ميسي، بل سيكون هو اللاعب الأول والنجم الذي يخطف الأنظار ويتصدر العناوين باستمرار.

ساعد ميسي مبابي كثيرًا الموسم الماضي  بمستواه المتواضع مع الفريق الفرنسي ،ولكن حتى مع تألقه هذا الموسم بقميص باريس، إلا أن مبابي يظل هو محط الأنظار داخل وخارج الملعب بأزماته وأهدافه وكل ما يفعله.

مرحلة صعبة سيدخل فيها مهاجم الديوك، وربما سيكون عليه الحذر من الطريق الذي يسير به حتى ولو كان نفسه الذي سار فيه قدوته ومثله الأعلى رونالدو، لأن هناك كريستيانو واحد فقط ومبابي بحاجة للكثير والكثير لمجرد الاقتراب من مكانته.