مساهم في شل يكذب تقرير أرجحَ انخفاض انبعاثاتها بحلول 2030
كذب مساهم بشركة شل الأنغلو-هولندية، أحد أكبر شركات النفط والغاز في العالم، في تقرير أسترالي حديث يرجح انخفاض انبعاثاتها الكربونية بحلول 2030.
ورجح التقرير الصادر عن معهد غلوبال كلايمت إنسايتس (جي سي أي) الأسترالي، انخفاض انبعاثات الشركة الإجمالية بنسبة 5% بحلول 2030، مقارنة بمعدل الانبعاثات في عام 2019، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويمثل هذا التقرير علامة على تحسن أداء شركة شل في مجال خفض انبعاثات الكربون، مقارنة بنتائج عام 2020 التي لم تكن تبشر بالانخفاض، وفقًا لموقع إنرجي فويس (Energy voice).
ورغم هذه التوقعات الأسترالية المتفائلة، إلا أن بعض النشطاء المراقبين لأنشطة شركات الوقود الأحفوري ما زالوا ينظرون إلى هذه الخطط المستقبلية بشيء من الريبة وضعف الجدية.
رئيس شل: خفض الانبعاثات قضية مجتمعية
يرى الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل، بن فان بيردن، أنه لا يمكن للعالم أن يقترب من الحياد الكربوني دون وجود سوق كربون عالمية عاملة، مشيدًا بنتائج قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو.
وشدد فان بيردن على أن قرار محكمة هولندية بإلزام الشركة بخفض انبعاثاتها الكربونية كان بمثابة “ضربة”، إذ أوضح أن خفض الانبعاثات هي قضية مجتمعية لا يمكن أن تتحملها شركة بمفردها.
وأكد أن تقدم الشركة سيظل معتمدًا على تقدم المجتمع في تحول الطاقة، قائلًا: “لا يمكننا أن نذهب أسرع من جميع عملائنا، وإلا لن يكون لدينا عملاء لشراء منتجاتنا”، في مقابلة نشرها الموقع الرسمي لـشل.
التشكيك في النتائج من قبل مساهم في شل
وتحتج مؤسسة فولو ذيس “إحدى المنظمات المدافعة عن البيئة في هولندا” بأن هذه النسبة ضعيفة للغاية، وتشير إلى ضعف خطط الشركة للتحول المناخي بما يتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ للحد من ارتفاع درجات الحرارة عالميًا.
كما تتعارض هذه النسبة المتوقعة لخفض انبعاثات الكربون مع حكم محكمة هولندية ألزمت شل بخفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030، وطعنت الشركة على الحكم وما زال الاستئناف مستمرًا.
كما تحتج فولو ذيس -التي أسسها أحد المساهمين الصغار في شل- بأن هذه النسبة ليست ناتجة عن خطط معتمدة لدى شل للتحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، إذ تشير تقارير أخرى إلى أن شل تخطط لزيادة أعمالها في مجال النفط والغاز حتى عام 2030.
إستراتيجية “شل” المراوِغة
تتبني شل إستراتيجية غير واضحة للتحول المناخي تعتمد على ضخ استثمارات ضعيفة في مشروعات متجددة لا تعوض إلا جزءًا صغيرًا من انبعاثات الكربون الناتج عن عملياتها، وهو ما يصفه ناشطون بالانتقال غير الجاد إلى الطاقة المتجددة.
ويقول مؤسس فولو ذيس مارك فان بال (المساهم الصغير في شل)، إن إستراتيجيات التحول المناخي لا يمكن أن تكون جادة، إلا من خلال تحويل الاستثمارات من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف مارك: “من الجيد رؤية انخفاض الانبعاثات بحلول 2030 ولو بدرجة صغيرة، إلا أن خطط شل ما تزال غير متوافقة مع اتفاقية باريس للمناخ على الرغم من ادعائها غير ذلك”.
وتابع مارك: “الخبر الجيد أن شل مستعدة لخفض الانبعاثات المطلقة لكن تخيل معي لو وضعت شل عقولها وملياراتها وراء هدف تحول الطاقة”.
شل تدافع عن نفسها
أسهب المتحدث في شرح جهود الشركة في هذا المجال، مشيرًا إلى نجاحها في تخفيض الانبعاثات المطلقة من عملياتها الإنتاجية بنسبة 18% خلال عام 2021، مقارنة بعام 2016.
وتطمح عملاق النفط والغاز الهولندي إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 50% بحلول 2030، وتعتقد أن مسارها الحالي يتوافق مع الخطة الإستراتيجية طويلة الأمد ولا يتعارض معها.
كما تخصص جزءًا كبيرًا من إنفاقها الإجمالي في أنشطة تجارية ذات انبعاثات كربونية منخفضة أو معدومة، وتتوقع أن يزيد هذا الإنفاق إلى النصف بحلول عام 2025.
وتقول الشركة إن إستراتيجتها الحالية تركز على مساعدة عملائها على إزالة الكربون، بالتوازي مع الاستثمار في قطاعات النفط والغاز التي ما تزال أساسية في توفير ضروريات الوقود للناس حول العالم إلى أن يتوسع نطاق البدائل منخفضة الكربون.
تصفية مشروع أحفوري ليس مؤشرًا
استند معهد الأبحاث الأسترالي على عدة معطيات في تقديراته لانبعاثات الشركة العملاقة، من أبرزها توقعات انخفاض نمو قطاعات النفط والغاز في عام 2021، وتصفية بعض الشركات الكبرى لبعض أصول الوقود الأحفوري في بعض البلدان.
إلا أن هذه المعطيات محل نظر من قبل المساهم المتمرد -مؤسس فولو ذيس ومقرها أمستردام- الذي يستند إلى توقعات أخرى بزيادة استثمارات شركات النفط والغاز في مشروعات الوقود الأحفوري مستقبليًا، ما يعني أن تصفية أصل هنا أو هناك يقابله زيادة في مشروع آخر، بما لا يؤثر في النتيجة النهائية للانبعاثات، بل يرجح زيادتها في الواقع العملي.