مدينة منبج
مدينة منبج
مدينة مبنج هي إحدى المدن التابعة لمحافظة حلب في دولة سوريا، وهي إحدى المدن القدم في سوريا بالإضافة إلى العالم كله، حيث إن وجودها يعود لألفين سنة قبل الميلاد، تقع منبج على أرض مسطحة، ويحدها من الجهة الشرقية نهر الفرات، ومن الشمال نهر الساجور، ومن الجهة الجنوبية أبو قلقل، كما أن ارتفاعها عن سطح البحر يصل إلى 475 متراً.
وتتكون المدينة بشكل واضح من نواة على شكل بيضاوي، ولكن العمران الحديث أبرزها على الشكل الإهليجي، ويبتع لها قرابة 351 مزرعة، وما يقارب 285 قرية، بالإضافة إلى ثلاث نواحي، وهي كل من الخفسة وأبو قلقل ومسكنة، وقدر عدد سكانها في عام 2005 بـ 85 ألف نسمة.
أسماء منبج
أطلق على مدينة منبج العديد من الأسماء ومن هذه الأسماء نامبيجي، وأطلق عليها هذا الاسم خلال العهد الآشوري، واسم نابيجو في العهد الآرامي، بالإضافة إلى اسمي نابوج ومابج وهذان الاسمان يدلان على النبع، بينما اسمها الحالي منبج فيعود للغة السريانية ويعني المنبع، واكتسبت اسمها هذا من وجود نبع كبير وعظيم بها ويسمى بنبع الروم.
تاريخ مدينة منبج
مدينة منبج من المدن العريقة والزاهدة، ولكنها بفعل الزمن تعرضت للاندثار والضياع، ولكنها استعادت حضارتها وازدهارها في العهد الحثي، واستمرت في النمو خلال الزمن الآرامي، ويعّد المعبد القديم شرارة زهوها، حيث كان هذا المعبد موطنَ الإله أتاركاتيس، وكان هذا المعبد وجه حج الناس في هذا الوقت، وسميت المدينة في هذا الوقت باسم هيرابوليس، ومعنى هذا الاسم المدينة المقدسة.
بينما يعود اسمها الحالي لكلمة مبوغ وهي إحدى المصطلحات الحثية، وهذا الاسم رافقها منذ العصور القديمة، وبعد ذلك أصبحت مدينة منبج العاصمة الدينية عند الآراميين، وكانت تعّد بالنسبة للعديد من الناس المدينة المقدسة.
اعتنق بعض السكانها الديانة المسيحية، وذلك خلال منتصف القرن الثالث بعد الميلاد، وفي الخامس عشر من الهجرة دخل الإسلام إليها بواسطة أبي عبيدة عياض بن غنم، الذي قام بفتحها خلال العام ذاته، وبعد ذلك ترأسها الشاعر أبو فراس الحمداني، وبالتالي أصبحت إحدى الإمارات الحمدانية، وخلال هذه المرحلة كانت من المزودين الرئيسين للدولة الحمدانية بالقطن ومختلف أنواع الحبوب، كما أنها كانت تشتهر بصناعة الملابس والسجاد وغيرهما من الصناعات اليدوية.
آثار مدينة منبج
تضم منبج العديد من الآثار السياحية، منها قلعة منبج التي تقع في وسط المدينة، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد منها سوى القبة، وبعض الآثار منتشرة هنا وهناك، كما أن بناءها كان بهدف الحصول على الأمن، والدفاع عن المدينة، وكذلك سور المبنج الذي تم ذكره على لسان العديد من الكتاب، مثل قول ياقوت الحموي في معجم البلدان، فقال:
“”منبِج : بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم: وهو بلد قديم، وما أظنه إلا رومياً، وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى، لما غلب على الشام، وسماها (من به) أي أنا أجود، فعربت، فقيل منبج”.