مدينة الطائف في السعودية

مدينة الطائف

مدينة الطائف هي إحدى مُدن المملكة العربية السعودية، وتقع عند المنحدرات الشرقية لجبال السروات، وهي تعتبر من المناطق المرتفعة نسبياً مقارنة بباقي مدن المملكة، حيث تقع على ارتفاع يُقارب 1700م فوق مستوى سطح البحر. وتعتبر الطائف واحدة من أهم المنتجعات السياحية والجبلية، وتعد مركزاً مهماً لمختلف المؤتمرات الدولية التي تُقيمها المملكة على أرضها، ويعتمد الاقتصاد في المدينة بشكل أساسي على النشاط الزراعي والسياحي والتجاري؛ فتتوفر على أراضيها التربة الخصبة والمياه العذبة.[١]

وتتبع مدينة الطائف إمارة منطقة مكة المكرمة، وتعتبر أكبر محافظاتها، حيث تبلغ مساحتها نحو 42750 كم2 ممثّلة بذلك ما نسبته 30% من إجمالي مساحة الإمارة. ويبلغ عدد سكان مدينة الطائف نحو مليون نسمة، ويتبعها ما يُقارب ألفي قرية، وأكثر من خمسين قبيلة، و23 مركزاً إدارياً.[٢]

المراحل التاريخية لنشأة مدينة الطائف

مرت مدينة الطائف في نشأتها بثلاث مراحل رئيسة، وهي:[٣]

  • المرحلة الأولى (قبل عام 1924م): وهي المرحلة التي بدأت قبل إنشاء المملكة العربية السعودية عام 1924، وخلال هذه المرحلة كانت مدينة الطائف تتبع ولاية مكة إدارياً، وتميّزت المدينة في تلك الفترة بكثافة سُكانية كبيرة مقارنة بباقي مدن المملكة، وتركّز معظم السكّان عند مجاري الأودية مثل وادي العقيق، ووادي ليه، ووادي وج، ووادي نخب، وأقيمت في تلك المناطق القرى والمزارع والبساتين، وامتد العمران بشكل طولي على مجاري الأنهار، وعلى امتداد طرق التجارة القديمة وطرق الحج، كما امتد العمران بشكل دائري حول مواضع الآبار العذبة.
  • المرحلة الثانية (1924م-1948م): ففي عام 1924م تم فتح الطائف، وخضعت المدينة للحكم السعودي، وخلال هذه المرحلة لم تشهد المدينة توسّعاً ملحوظاً للقرى، واستمرت على هذا الحال حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
  • المرحلة الثالثة (1948م-1960م): وخلال هذه المرحلة أصبحت مدينة الطائف العاصمة الصيفية للحكومة السعودية، وقدم الملك السعودي والأسرة الحاكمة آنذاك إليها بالإضافة إلى قدوم موظفي الدولة والوزارت الحكومية، وتم إنشاء وزارة الدفاعة والطيران فيها، وقد ساهمت كل هذه العوامل في حدوث تغيرات كبيرة في المدينة، وتحسُّن الدخل الفردي للمواطن السعودي، ونشاط حركة الخدمات والنقل، وأصبحت المدينة مركز جذب للسكان في الأرياف. وكانت هذه المرحلة بمثابة نقلة نوعية في أسلوب البناء وظهرت البيوت الإسمنتية مع بداية الخمسينيات.
  • المرحلة الرابعة (1961م-إلى وقتنا الحالي): وهي المرحلة التي تعتبر بمثابة النقلة الحضارية الكبرى في تاريخ مدينة الطائف، حيث تم إنشاء وكالة شؤون البلديات التي كان لها دور كبير في تنشيط مشاريع بلدية الطائف؛ كربط المدينة بالمدن السعودية الأخرى بطرق معبّدة، وقامت الحكومة السعودية بإعداد مخطط التنمية الشامل والمخطط الهيكلي للمدينة، وتطوّرت المدينة على نحو واسع لتبدو لنا كما هي اليوم.

مكانة مدينة الطائف

حظيت مدينة الطائف بمكانة عظيمة ومرموقة في الجاهلية، وزادت هذه المكانة أهمية خلال العصر الإسلامي، إلى أن أصبحت ثالث مدن الحجاز بعد كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وسكنت الطائف إحدى أعرق القبائل وأقدمها وهي قبيلة ثقيف التي كانت لا تقل أهمية عن قبيلة قريش؛ لذلك كانت مدينة الطائف هي وجهة الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون مقراً لنشر دعوة الإسلام بعد أن صدها أهل مكة المكرمة.[٤]

وما زاد من مكانة مدينة الطائف أيضاً هو موقعها الجغرافي المتميّز عن باقي مدن الحجاز؛ فهي قريبة من ساحل البحر الأحمر، إضافة إلى سطحها المرتفع، وكان ذلك سبباً لاعتبارها المنتجع الصيفي لسكان شبه الجزيرة العربية، وذكر المؤرخ الجغرافي ياقوت الحموي في معجم البلدان بعد زيارته لمدينة الطائف بأنها (مدينة ذات مزارع ونخل وأعناب وموز وسائر الفواكه، وبها مياه جارية وأودية، وفي أكنافها كروم على جوانب ذلك الجبل وفيها من العنب العذب ما لا يوجد مثله في بلد من البلدان، وأما زبيبها فيضرَب بحسنه المثل. وهي طيبة الهواء، شمالية، ربما جمد فيها الماءُ في الشتاء. وفواكه أهل مكة منها).[٤]

وتظهر أهمية ومكانة مدينة الطائف أيضاً في وجود قبر حبر الأمة الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه في أحضان أرضها؛ مما دفع كثيراً من المسلمين من علماء ومؤرخين إلى زيارة المدينة.[٤]

المناطق السياحية في مدينة الطائف

تحتوي مدينة الطائف على العديد من المناطق السياحية التي يقصدها السياح وأهل المنطقة، وأهم هذه المناطق:[٥]

  • منتجع الهدا: ويوجد على ارتفاع يبلغ نحو 2000م فوق مستوى سطح البحر، ويشتهر هذا المنتجع بصناعة العطور وإنتاج الورود وزراعة المشمش والتين الشوكي، ويشتمل على عدة مرافق سياحية كالمنتزهات العامة، والحدائق، وفندق الهدا شيراتون.
  • منتجع الشفا: وهو يشبه في مواصفاته وخصائصه الطبيعية منتجع الهدا؛ فهو يقع على ارتفاح يبلغ نحو 2200م فوق مستوى سطح البحر. ومن الأنشطة التي يشتهر بها منتجع الشفا إنتاج العسل من النحل، بالإضافة إلى زراعة التين الشوكي، ويحتوي المنتجع على العديد من المنتزهات، وفيه قمة جبل دكا التي تعتبر أعلى قمة جبلية في المنطقة.
  • منطقة وادي ليه: وهي منطقة منخفضة تحتوي على أشجار الطلح والسدر والعديد من المنتزهات البرية، وتشتهر بزراعة وإنتاج العنب والرمان.
  • منطقة بني مالك: وهي منطقة ذات طقس معتدل نسبياً، وتحتوي على منتزهات السابلة والمواريد والقان، وتتميّز بوجود أصناف عديدة من الأشجار؛ كاللوز البري، والطلح، والزيتون البري، والضرم، والعرعر.
  • منطقة بني سعيد: وهي منطقة تحتوي على العديد من القرى المتقاربة من بعضها البعض، بالإضافة إلى الجبال ذات الأشجار الكثيفة، وتحتوي المنطقة أيضاً على أحد أشهر المساجد وهو مسجد حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • مناطق أخرى: وتحتوي مدينة الطائف أيضاً على العديد من المنتزهات، والمنتجعات، والقلاع التاريخية، والحصون، والسدود والأثرية، بالإضافة إلى العديد من المناطق السياحية الجميلة في منطقتي الحارث وثقيف، وبعض المناطق ذات الطبيعة الصحراوية كمنتزه عشيرة البري.

المراجع

  1. حسام الدين إبراهيم عثمان، موسوعة مدن العالم، صفحة 130. بتصرّف.
  2. الشريف المعتصم بالله الجودي، اللالئ السنية في الأعقاب الجودية الهاشمية، صفحة 204. بتصرّف.
  3. د. نزهه يقظان الجابري، قرى محافظة الطائف، سماتها وأنماطها، صفحة 17. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت محمد بن عبد الكريم، رسالة في فضائل سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) وفضائل الطائف، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 4،5. بتصرّف.
  5. د. نزهه يقظان الجابري، الوظيفة السياحية وأثرها على تغيير استخدامات الأراضي في مدينة الطائف، صفحة 19. بتصرّف.