مدينة القسنطينة
مدينة القسنطينة
هي إحدى المدن الجزائريّة الواقعة في شرقي البلاد، ويطلق عليها عروس الشرق الجزائريّ لمناظرها الخلابة وطبيعتها المتميّزة، وقد بنيت تلك المدينة في الأساس على صخرة كبيرة من حجر الكلس الصلب، وتربط بينها وبين بقية الأراضي من حولها العديد من الجسور التي اشتهرت بها حتى سميت مدينة الجسور، وهي من أكبر المدن الجزائريّة من حيث التعداد السكاني وأهمّها في الثقافة والتاريخ، وقد عدت عاصمة للثقافة العربيّة في عام ألفين وخمسة عشر.
تاريخ المدينة
ينسب تأسيس المدينة إلى الفينيقيين الذين عاشوا في منطقة ساحل شمال إفريقيا في العصور القديمة، وقد ورث الرومان تلك المدينة عنهم وطوّروها لاحقاً، إلا أنّ أول تجمعات بشرية عرفتها تلك المنطقة كانت مع وفود الأمازيغ وانتظامهم في قبائل، وتنقّلهم بين أرجاء شمال إفريقيا بحثاً عن الماء والمرعى، وقد عرفت قسنطينة قديماً باسم سيرتا، وذلك في عهد الملوك الأمازيغ، وبعدما احتلها الرومان تم تدميرها إثر حركة تمرّد قادها السكان، ثم تمت إعادة بنائها مرة أخرى في عهد الإمبراطور الروماني قنسطنطين، وتمت تسميتها قسنطينة على اسمه، وظلت تحت السيطرة البيزنطيّة حتى انتقال حركة الفتوحات الإسلاميّة إلى شمال إفريقيا، وقد تمتعت باستقلال ذاتيّ في العديد من فترات تاريخها، حتى في فترة الحكم العثمانيّ الذي حاول خلاله الأتراك فتح المدينة ولم يفلحوا.
سكان المدينة
يزيد عدد سكان قسنطينة عن ثلاثة أرباع مليون نسمة، الغالبية العظمى منهم نازحون من خارج المدينة أتوا إليها هرباً من الدمار الذي لحق بالمناطق الريفية والجبلية إبان فترة الاستعمار الفرنسي، بالإضافة إلى الانتقال العام للسكان من الريف للحضر رغبة في تحسين مستوى المعيشة والخدمات.
معالم المدينة
تتميز المدينة بوجود العديد من المعالم الأثرية التي يمكن زيارتها للسياح من داخل وخارج الجزائر، مثل ضريح الحروب الخاص بالملك الأمازيغي ماسينيسا، وهو عبارة عن برج مربّع الشكل، ويعد الملك ميسينسا مؤسّس الدولة النوميدية، وصاحب أقوى الجيوش في المنطقة في تلك الفترة، كما توجد بالمدينة كذلك العديد من الأبنية الأثريّة كالأقواس الرومانية وصهاريج المياه المبنيّة في الفترة نفسها، بالإضافة إلى قصور البايات التي تمثل تحفاً معماريّة في التراث الجزائري.