موضوع عن مدينة غزة
مدينة غزة
مدينة غزة هي مدينة عربيّة إسلاميّة تُوجَد في دولة فلسطين، وتُمثِّل كُبرى مُدُن قطاع غزّة، وأكثر المُدن الفلسطينيّة من حيث الكثافة السكّانية، كما أنّها تُعتبَر من أقدم المُدن المأهولة سُكّانياً في العالَم؛ حيث سكنها البشر قَبل حوالي 3000 سنة مَضَت، وقصدوها؛ نظراً لموقعها المُتميِّز بين شمال أفريقيا، والأراضي الخضراء في بلاد الشام، علماً بأنّه يُطلَق عليها اسم مدينة غزّة؛ لتمييزها عن قطاع غزّة الأكبر مساحة.[١]
تسمية مدينة غزة
عُرِفت غزّة عَبر تاريخها الطويل بالعديد من الأسماء، والألقاب؛ فقد سُمِّيت في عَهد الكنعانيّين ب(هزاتي)، وعُرِفت عند العرب المسلمين باسم (غزّة هاشم)؛ نسبةً إلى جدّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هاشم بن عبد مناف؛ حيث زارها، ودُفِن فيها، كما أطلق عليها بنو إسرائيل اسم (غزّة)، بالإضافة إلى أنّها عُرِفت باسم (جازا) عند الإنجليز، أمّا العرب المصريّون، فقد أطلقوا عليها اسم (غازاتو)، وعُرِفت المدينة أيضاً باسم (سيّدة البخور)؛ بسبب تطوُّر، وازدهار موانئها في مجال تجارة أنواع العطور، والبخور.[٢]
الموقع الجغرافيّ لمدينة غزة
تقع مدينة غزّة في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من دولة فلسطين، وتُطِلُّ مباشرة على البحر الأبيض المُتوسِّط، وهي تبعدُ عن مدينة القدس نحو 94كم، وعن مدينة الخليل حوالي 81كم، كما تبعدُ عن مدينة يافا نحو 79كم، وعن مدينة عسقلان (المجدل) مسافة 25كم، وعن مدينة الفالوجة نحو 40كم.[٣] أمّا من الناحية الفلكيّة، فإنّ مدينة غزّة تقع على دائرة عَرض 30° نحو الشمال، وخطّ طول 27°-34° نحو الشرق من خطّ غرينتش، وقد حَظِيت المدينة طوال تاريخها بمكانة عظيمة بحُكم موقعها المُتميِّز؛ فهي تُمثِّل نقطة الوصل بين بلاد الشام، والبحر الأبيض المُتوسِّط الذي يبعد عنها 3كم فقط، كما أنّها كانت تقع على أشهر الطرق التجاريّة المُمتدَّة من عدن، وحضرموت في اليمن، وفيها خطّ السكّة الحديديّة الذي يصل بين مدينة القنطرة المصريّة، ومدينة حيفا الفلسطينيّة.[٢]
سُكّان مدينة غزّة
تطوَّر عدد سُكّان مدينة غزّة تطوُّراً ملحوظاً منذ بداية نشأتها إلى وقتنا الحاليّ؛ حيث شَهِدت نُموّاً سُكّانياً كبيراً منذ بداية خمسينيّات القرن العشرين؛ ففي عام 1950م، وصل عدد سُكّان المدينة إلى نحو 63,444 نسمة، وارتفع إلى نحو 188,031 نسمة بحلول عام 1980م، ووصل تعداد السكّان في عام 1995م إلى حوالي 323,681 نسمة، وبمُعدَّل نُموّ سُكّاني بلغ 3.69٪، وبعد ذلك، بدأ مُعدَّل النموّ السكّاني بالانخفاض تدريجيّاً إلى أن وصل إلى حوالي 3.18٪، إلّا أنّه ارتفع في عام 2010م ليصل إلى 535,021 نسمة، ووِفق إحصائيّات عام 2018م، وصل عدد سُكّان غزّة ما يُقارب 673,638 نسمة، وبمُعدَّل نُموّ سُكّاني بلغ 2.92٪. وبالنظر إلى المساحة الجغرافيّة لمدينة غزّة، والبالغة نحو 17ميلاً مُربَّعاً؛ أي ما يُعادل 44كم2 فقط، فإنّها تُمثِّل بذلك واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكّان في العالَم؛ حيث تبلغ كثافتها السكّانية حوالي 42،600 شخص لكلّ ميلٍ مُربَّع واحد، ويُرجِّح المُراقبون، والباحثون -وِفق دراسات إحصائيّة- أن يرتفع عدد سُكّان المدينة ليصل بحلول عام 2035م إلى نحو 1,065,268 نسمة.[٤]
ومن الناحية الدينيّة، فإنّ مدينة غزّة خالية تماماً من السكّان اليهود، حيث إنّ الغالبيّة العُظمى من السكّان هم من العرب المسلمين من أهل السنّة، بالإضافة إلى نحو 3500 نسمة ممّن يتبعون الديانة المسيحيّة، معظمهم من طائفة الروم الكاثوليك، والمعمدانيّة، واليونانيّة الأرثوذكسيّة.[٤]
نبذة تاريخيّة عن مدينة غزّة
يعتقدُ المُؤرِّخون أنّ أوّل من بنى غزّة، واستوطنَها هم العرب المعينيّون، والسبئيّون، والعناقيّون، والآدميّون، والعموريّون، أمّا أوّل من سكنَها، وحافَظَ على وجوده فيها، فهم العرب الكنعانيّون، وذلك خلال الألف الثالثة قَبل الميلاد، وإليهم نُسِبت أرض كنعان (فلسطين)، وقد شهدت غزّة وجود المصريّين القدماء، والفراعنة، إمّا فاتحين، أو مُنطلِقين منها إلى بلاد الشام، وأصبحت خلال تلك الفترة قاعدةً لهجوم الملك تحتمس الثالث، وقاعدة أيضاً للجيش المصريّ، وفي عام 332ق.م، دخل الإسكندر الأكبر غزّة بعد أن حاصرَها حصاراً شديداً، وبعد وفاته نشأت نزاعات شديدة بين حُلفائه في الحُكم مع بطليموس ملك مصر، وانتهت هذه النزاعات بانتصار البطالسة، واحتلالهم لغزّة، وبعد فترة من الزمن، عاد المصريّون إلى مهاجمتها، واستطاعوا الاستيلاء عليها، إلّا أنّ ذلك لم يدم طويلاً؛ حيث اندحروا عنها في عام 198ق.م، ووقعت غزّة تحت حكم الدولة السلوقيّة في سوريا.[٢]
وفي عام 103ق.م، خضعَت المدينة لحُكم الرومان بقيادة الإسكندر جانيوس، واستمرَّ حُكمهم إلى أن دخلها العرب المسلمين في عام 634م، بقيادة أبي أمامة الباهليّ، وفي عام 1101م، وقعت غزّة تحت حُكم الصليبيّين، وتعرَّضت في عَهدهم للتدمير، والخراب، والظُّلم، وبَقِيت على هذا الحال إلى أن فتحَها القائد صلاح الدين الأيّوبي بعد معركة حِطّين في عام 1187م، وانتهى وجود الصليبيّين فيها نهائيّاً بعد حَرب غزّة الثانية في عام 1244م، بالإضافة إلى أنّ المدينة خضعت في عام 1516م لحُكم العثمانيّين، واستمرَّ حُكمهم إلى عام 1917م؛[٢] حيث احتلَّتها القُوّات البريطانيّة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، واستمرَّت على ذلك إلى أن تمَّ توقيع الهُدنة الإسرائيليّة المصريّة، والتي تقضي بإدارة مصر لأراضي غزّة من خلال حاكم عسكريّ، وفي شهر حزيران/يونيو من عام 1967م، وقعت غزّة تحت الاحتلال الإسرائيليّ بعد حَرب الأيّام الستّ، وبَقِيت تابعةً للإدارة العسكريّة الإسرائيليّة حتى عام 1994م، إلّا أنّها انسحبَت منها تماماً في عام 2005م؛ حيث تركت إدارتها للفلسطينيّين.[٥]
المَعالِم البارزة في مدينة غزّة
تضمُّ مدينة غزّة عدداً من المَعالِم البارزة، وأهمّها:[١]
- المساجد، ومنها: الجامع العُمَريّ الكبير، ومسجد السيّد هاشم، وجامع ابن عثمان، ومسجد علي بن مروان.
- الجامعات، ومنها: الجامعة الإسلاميّة في غزّة، وجامعة الأقصى، وجامعة الأزهر، وجامعة القُدس المفتوحة.
- مَعالِم أخرى، مثل: تلّ المنطار، وقلعة نابليون (قلعة الرضوان).
المراجع
- ^ أ ب “Gaza City”, www.iugaza.edu.ps, Retrieved 6-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث عزيزة عمر الغرابلي، الأوضاع الاجتماعية في مدينة غزة تحت الاحتلال البريطاني (1918-1948)، صفحة 5، 2،3،4. بتصرّف.
- ↑ رائد أحمد طه صالحة، مدينة غزة، صفحة 4،6. بتصرّف.
- ^ أ ب “Gaza Population 2018”, worldpopulationreview.com, Retrieved 6-12-2018. Edited.
- ↑ “Gaza”, www.britannica.com, Retrieved 6-12-2018. Edited.