وصف مدينة طنجة
مدينة طنجة
هي مدينة عربيّة، وإحدى مُدن المملكة المغربيّة، حيث تُمثِّل عاصمة ولاية طنجة المغربيّة، وهي مدينة تاريخيّة مُوغِلة في القِدم؛ فهي المدينة الأقدم في المغرب الأقصى،[١] وتحظى مدينة طنجة بأهمّية، ومكانة كبيرة؛ كونها تُمثِّل واحدة من أكثر المُدن المأهولة بالسكّان في المملكة المغربيّة، بالإضافة إلى كونها مركزاً مُهمّاً للأنشطة الاقتصاديّة، والسياسيّة، والصناعيّة، ومنطقة جذب سياحيّ، وبيئة مناسبة لتمازُج الثقافات.[٢]
الموقع الجغرافيّ
تقع مدينة طنجة في الجزء الشماليّ من الغرب في أقصى الشمال الغربيّ للقارة الأفريقيّة، وتطلُّ المدينة على واجهتَين مختلفتَين: واجهة تُطلُّ على المحيط الأطلسيّ، والواجهة الأخرى تُطلُّ على البحر الأبيض المُتوسِّط، وتُمثِّل طنجة بموقعها هذا المدينة العربيّة الأفريقيّة الإسلاميّة الأقرب إلى قارّة أوروبا؛ حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 14كم فقط، ويلعب الموقع الجغرافيّ لمدينة طنجة دوراً مهمّاً في جعل مناخها مُتوسِّطاً مُعتدلاً؛ حيث تكون الأجواء باردة، ورطبة خلال فصل الشتاء، وتكون دافئة جافّة، وماطرة في بعض الأحيان خلال فصل الصيف، وبالإضافة إلى ذلك، قد تسود الأجواء، والظروف الجوّية الحادَّة بين الحين، والآخر، مثل: الأمطار الغزيرة، والرياح الشديدة.[٢]
السكان
تطوَّر عدد سُكّان مدينة طنجة تطوُّراً كبيراً منذ بداية نشأتها إلى الوقت الحالي؛ فوِفق إحصائيّات عام 1971م، بلغ عدد سُكّان المدينة ما يُقارب 187,894 نسمة، وفي عام 1991، تمّ إجراء دراسات إحصائيّة أخرى، وتبيَّن أنَّ عدد سُكّان المدينة قد ارتفع ليصل إلى نحو 266,346 نسمة، ومع ازدياد أعداد المواليد، والقادمين إلى المدينة، ارتفع عدد سُكّان طنجة، وضواحيها ليصل في عام 1994م إلى نحو 627,963 نسمة، وأصبحت بذلك سادس أكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكّان، وتاسع المناطق الحضريّة الكُبرى في المغرب،[١] ووِفق إحصائيّات عام 2008م، وصل عدد سُكّان طنجة إلى ما يُقارب 829,910 نسمة، وأشارت التوقُّعات حينها إلى أنَّ عدد سُكّان المدينة سيصل بحلول عام 2014م إلى نحو مليون نسمة، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم السكّان يعملون في الجانب الخدماتيّ، والتجاريّ، والأعمال الحرَّة، كما يعمل جزء قليل منهم في القِطاع الحكوميّ، والإدارات العُموميّة الحكوميّة.[٢]
الجانب الاقتصاديّ
تمّ وضع مدينة طنجة ضمن قائمة المُدن المغربيّة الغنيّة من حيث الدخل؛ وذلك وِفق تصنيف أُجرِيَ عام 2007م، وممَّا يدلُّ على القوَّة الاقتصاديّة للمدينة وجودُ منطقة صناعيّة ضخمة تحتوي على العديد من المعامل، والمصانع المُتخصِّصة في صناعة الإسمنت، والصلب، وآليّات السيارات، والعديد من الصناعات الأخرى، كما تضمُّ المدينة واحداً من أكبر الموانئ في البحر الأبيض المُتوسِّط، وهو (الميناء المُتوسِّطي)، وتشمل المدينة أيضاً شبكة مواصلات واسعة، وذات بُنية تحتيّة قويّة، بالإضافة إلى وجود مطار دوليٍّ كبير، وفي الآونة الأخيرة أطلقَ المغرب مشروع (طنجة الكُبرى)؛ في سبيل جعل المدينة مركزاً صناعيّاً، واقتصاديّاً مهمّاً في منطقة البحر الأبيض المُتوسِّط، ومُنافساً قويّاً لكُبرى المراكز الصناعيّة في العالَم.[٢]
المعالم الرئيسيّة
تضمُّ مدينة طنجة العديد من المعالِم البارزة ذات التصاميم المعماريّة المُعاصرة، والتاريخيّة، والتي تُعتبَر مراكز الجذب السياحيّ في المدينة، ومن أهمّ هذه المعالِم:[٣]
- حيُّ القصبة: وهو حيٌّ قديم يضمُّ العديد من القصور التاريخيّة القديمة، بالإضافة إلى بعض المنازل ذات التصاميم الجذّابة، وساحة واسعة تُعرَف ب(ساحة القصبة)، كما يضمُّ الحيُّ (دار المخزن) التي تحتوي على متحف مُتخصِّص في الفنون المغربيّة (المحلِّية)، وتُوجَد فيه أيضاً (دار الشرفاء) التي تحتوي على متحف يضمُّ العديد من القِطَع الأثريّة.
- السُّوق الكبير: وهو سوقٌ واسع يضمُّ العديد من الأسواق، والمحالّ التجاريّة، ويقع على مدخل المدينة القديمة، ويُعتبَر من المناطق الأكثر زيارة في طنجة.
- مقرُّ الإقامة للمندوب: وهو يقع بجانب السُّوق الكبير، ويتميَّز بوجود حديقة رائعة تشتمل على العديد من أشجار التين، والأشجار المُعمِّرة التي تدلُّ على العُمق التاريخي للمنطقة.
- السُّوق الصغير: وهو عبارة عن ساحة صغيرة تتوسَّط منطقةً تضمُّ العديد من المقاهي العتيقة، والفنادق، وتُعتبَر من أهمّ المناطق الثقافيّة التي يرتادها المُثقَّفون، والمشاهير.
- باب البحر المُحصَّن ببُرجَين: وهي منطقة قديمة تحتوي على بعض المدافع الحربيّة الضخمة، حيث يمكن الوصول إليها من خلال شارع البحريّة الذي يُؤدّي إلى خلف السُّوق الصغير.
- شارع باستور: وهو أحد الشوارع الحيويّة الرئيسيّة في المدينة، حيث يقصده الآلاف من الزوَّار خلال أيّام، وليالي الصيف؛ بهدف التنزُّه، والمشي، وتُوجَد في نهاية الشارع شُرفة واسعة تحتوي على مجموعة من المدافع، وتُطِلُّ واجهتها على السواحل الإسبانيّة، والخليج، والمرفأ.
- مسرح سرفانتس الكبير: وهو مسرح كبير يقع في شارع آنوال، حيث تمّ تشييده في عام 1913م، واعتُبِر حينها المسرح الأكبر في منطقة شمال أفريقيا، ويضمُّ المسرح واجهة فنِّية رائعة، وقاعة ضخمة تتَّسع لنحو 1400 شخص.
- مغارة هرقل: وهي مغارة طويلة يصل طولها إلى نحو 30كم مخترقة باطن الجبل، حيث تُطِلُّ على المحيط الأطلسيّ بالقُرب من مضيق جبل طارق، وتُعتبَر هذه المغارة واحدة من أشهر المعالِم السياحيّة في طنجة، وإحدى أكبر المغارات في القارَّة الأفريقيّة.[٢]
- كنيسة القدِّيس أندرو: وهي من المعالِم البارزة في المدينة، ومن أكثر الكنائس المُميَّزة في العالَم؛ حيث يُشبه تصميمها المعماريّ إلى حدٍّ كبير الفنَّ المعماريّ الإسلاميّ، وممَّا يدلُّ على ذلك وجود أبراج مَبنيّة على نَمَط مآذن المساجد الإسلاميّة.[٢]
- مسجد السوريّين: وهو مسجد كبير تمّ تأسيسه على يَد مجموعة من العائلات السوريّة؛ بهدف تخليد ذكرى مشاركة القُوَّات المغربيّة في حرب الجولان.[٢]
- مبنى السفارة الأمريكيّة: وهو أوَّل مَقرٍّ دبلوماسيّ تابع للولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، حيث تمّ بناؤه في عام 1821م، ويُعتبَر المَعلَم التاريخيّ الأمريكيّ الوحيد الذي يقع خارج حُدود الاتّحاد، عِلماً بأنَّ الأرض التي بُنِيت عليها السفارة هي هديّة من السُّلطان (مولاي سُليمان الأوَّل) للولايات المُتَّحِدة، وفي عام 1976م تمّ تحويل مبنى السفارة إلى متحف يتضمَّن لوحات فنِّية، ووثائق تاريخيّة، ومنحوتات تُبيِّن العلاقات التاريخيّة بين المَغرب العربيّ، والولايات المُتَّحِدة.[٢]