تلمسان عاصمة الثقافة العربية

عاصمة الثقافة العربية

أطلقتْ مبادرةُ اليونسكو ظاهرةَ عاصمةِ الثّقافةِ العربيةِ على هامش عاصمة الثقافة الأوروبية سنة 1996م، وجاء إقرارُها على هامشِ اجتماع اللجنة الدّولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية في دورتها الحادية عشر، ويعتمد اختيار العاصمة الثقافية بناءً على ما تقدمه المدينة من دورٍ فعّالٍ في دعم الإبداع الفكري والثقافي ومدى انفتاحها على ثقافات الشعوب وحضاراتها.

في كل عام يقع الاختيار على مدينةٍ عربية، فكان اللقب الأول من نصيب العاصمةِ المصرية القاهرة، وآخرها لصفاقس التونسية سنة 2016م، كما ظهرتْ على غرار ذلك ظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية والتي جاءت بها المنظمة الإسلامية للتّربية والثقافة والعلوم.

من الجدير ذكره أنّ هناك علاقة وثيقة بين ظاهرتي عاصمة الثقافة الإسلامية والعربية؛ إذ جاءتا على هامشِ بعضهما البعض، ويُشار إلى أنّ عاصمة الثقافة الإسلامية يقع اختيارها على ثلاث مدنٍ إسلامية تَمتاز بالعراقة، وتكون داخل نطاق العالم الإسلامي الشامل للعالم العربي وإفريقيا وآسيا.

مدينة تلمسان

دشّن الرّئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حفل إعلان مدينة تلمسان عاصمةَ الثقافة الإسلامية لعام 2010، وكان ذلك في السّادس عشر من نيسان من ذلك العام، وجاء ذلك بحضورِ وفودٍ جاءتْ من واحدٍ وأربعين دولة حول العالم، ويُذكر أنَّ المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم كانت قد اختارت كلاً من مدينة تلمسان الجزائرية، وجاكرتا الأندونيسية، وكوناكر الغينية كعواصمَ للثقافة الإسلامية لعام 2010م.

من الجدير ذكره أنّ الاختيار كان موفقاً لمدينةِ تلمسان نظراً لما تتمتع به من تراثٍ ومعالمٍ تاريخيةٍ تقوم فوق أراضيها، والتي تدل على أصالتها وعلى عظمة الحضارة الإسلامية التي قامت في هذه المنطقة.

أهمية مدينة تلمسان

مدينة تلمسان هي مدينة جزائرية تقع في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، وتفصل بينها وبين العاصمة الجزائرية مسافةً تُقدّرُ بنحو ستمائة كيلومترٍ مربع، وهي العاصمة الإدارية لِولاية تلمسان، وتَحظى المدينة بأهميةٍ كبيرة نظراً لما تتمتع به من ماضٍ عريقٍ ومجيد، بالإضافة إلى ما تحتضنه المدينة من معالمَ أندلسية تُشير إلى عَظمة الحضارة الأندلسية التي قامت في المغرب الإسلامي الكبير حتى أُطلق عليها مُسمى مدينة الفن والتاريخ، كما تُلقّب بلؤلؤةِ المغربِ الكبير، وغرناطةِ أفريقيا أيضاً.

يظهر أثر الحضارة الأندلسيّة والإسلامية فيها بالمباني التي تمتزج فيها الفنون العائدة لتلك العصور، كما تَحظى بماضٍ فكريٍ وثقافيٍ وسياسيٍ عريق، ويُشار إلى أنَّ المدينة تشتهر بالزّيتون ومزارع الكروم، بالإضافة إلى انفرادها بصناعةِ الجلود والمنسوجات. من أشهر أعلام المدينة: المؤرخ العربي شهاب الدين المقري، والعالم المغربي أبو عبد الله الشريف التلمساني، والعالم الدّيني المتصوِّف الشيخ محمد الهاشمي.