مدينة تطوان مرتيل
مدينة تطوان مرتيل
تقع مدينة تطوان مرتيل في الجهة الشمالية الوسطى من دولة المغرب، على طول نهر مرتيل “وادي مرتيل”، على بعد 11كم من البحر الأبيض المتوسط،[١] بين خط العرض 35.58 وخط الطول -5.37، وترتفع فوق مستوى سطح البحر بمقدار 121م، وهي ثاني أكبر مدينة في طنجة، كما تعمل على المنطقة الزمنية سيت، ويبلغ عدد سكان مدينة تطوان 326.261 نسمة.[٢]
معلومات عن تطوان مرتيل
تعود مدينة تطوان مرتيل المغربية إلى عصر الإمبراطوريات العظيمة، بالرغم من تآكل العديد من منشآتها إلاَّ أنَّها لا زالت تحتفظ بمظهر من تاريخها العريق، ويقطنها العديد من السكان الإسبانيين الذين يتحدثون اللغة الإسبانية كلغة رسمية لهم بالإضافة إلى اللغتين العربية والفرنسية، وتعد هذه المدينة الأندلسية المغربية العريقة من أفضل المدن التي تتأصل بقدمها في دولة المغرب، وهي محاطة بثلاثة جوانب
من الجدران المطلية باللون الأبيض، كما تمتلك 36 مسجداً بالإضافة إلى 7 بوابات مختلفة، كما صنّفت المدينة على أنّها موقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1997م، وقد حصلت مدينة تطوران مرتيل على لقب “الحمامة البيضاء”،[١]ويعود تسميتها بهذا اللقب إلى التمثال الذي يوجد على مدخل هذه المدينة، ومن الملاحظ أنّ العديد من السكان الأصليين الذين كانوا يتشرَّبون القيم الثقافية الأندلسية قد رحلوا إلى المناطق الحضرية وحلّت مكانهم عائلات بدوية أو عائلات من مشارب ثقافية أخرى، مما أثّر على ثقافة السكان الأصلييّن، ويشتهر التطواني الأصيل باعتداده بنفسه وترفّعه عن باقي سكان المغرب، ويطلق التطوانيون على المغاربة الآخرين “سكان الداخل”، وحسب ما قال الدكتور محمد جبرون أستاذ التاريخ الإسلامي في وصف مدينة تطوران وشعبها الأصيل: “فإن تطوان من الألفاظ التي لا يعلم لها معنى في اللغة العربية، ومعناها بالأمازيغية هو العين أو العيون وسمي هذا المكان بهذا الاسم ربما حسب الفقيه المؤرخ محمد داود لكثرة العيون به”، كما وصف المؤرخ محمد داود روح التطواني فقال في ختام كتابه تاريخ تطوان:”عرفت المدينة كيف تعيش عزيزة الجانب، موفورة الكرامة، حسنة السمعة، فكان القليل فيها مقنعاً، والضعيف لطيفاً ظريفاً، والصغير نقياً نظيفاً، والغني مقتصداً مدبراً، والحياة وديعة يسيرة، والأعمال متقنة منظمة، لذلك كان سكانها آمنين مطمئنين، راضين مرضيين”.[٣]
موجز عن تاريخ مدينة تطوان مرتيل
تقع مدينة تطوران على هضبة صخرية وهي منفصلة عن الجناح الجنوبي لجبل ديرسا، وفي القدم كانت تقع مستوطنة تمودا الرومانية مكان هذه المدينة الحالية، وقد عاش فيها في القرن التاسع سلالة الإدريسيين وفي القرن الرابع عشر كانت محمية ومحصنة من قبل سلالة مارينيد، ثمّ أصبحت مدينة تطوران مرتيل فيما بعد معقلاً للقراصنة، ويعود ذلك لحصنها القوي الذي دمّره الإسبانيون بعد فترة وجيزة، وفي القرن السادس عشر كان يسكن مدينة تطوان مرتيل المغربية اللاجئون الأندلسيون المغاربة، ثمّ استولت القوات الإسبانية على هذه المدينة في عام 1860م بالتعاون مع جيش بقيادة ليوبولدو أودونيل وهو دوق دي تيتوان، ثمّ أعيدت الكرة مرة أخرى في عام 1913م، وأخيراً أصبحت مدينة تطوران مرتيل عاصمة المغرب الإسبانية، ثمّ أعيدت إلى دولة المغرب في عام 1956م.[١]
بدأت مدينة تطوان المغربية بقفد طابعها الأندلسي العريق بسبب التغيرات التي طرأت عليها مثل: التحولات التي جرت على ثقافتها وأبنيتها المختلفة، وقد كانت مدينة تطوران مرتيل في القدم مأوى الأندلسيين المطرودين من إسبانيا وما يسمى “الفردوس الأندلسي المفقود” في عام 1492م، الذين استقروا بمدينة تطوان مرتيل واعتبروا أنفسهم قادمين من حضارة متقدمة وناقلي لثقافتها، وأنّ على من يلتحق بهذه المدينة من الأرياف والقرى المجاورة أن يتكيف مع عاداتها وتقاليدها ويلتزم بقيمها، وفي روايات عن المؤرخين المغاربة السابقين فإنَّ تطوران مرتيل كانت عبارة عن مأوى الموريسكيين والمدجنين واليهود السفرديين بالإضافة إلى سكانها الأصليين، وهي تقع بالقرب من مدينة سبتة التي خضعت في القدم للإحتلال الإسباني، وهي مدينة مفعمة بالتاريخ القديم العبق، إذ كانت تسمى في العصر الروماني “تمودا”، ثمّ سميت في العصر الإسلامي “تيطاوين”، وقد شهدت مدينة تطوان مرتيل عصرها الذهبي في زمن حكم آل الريفي في القرن السابع عشر والثامن عشر بقيادة عبد الله الريفي المعروف باسم “سيدي المنظري”، وكان مؤسس الأسرة الحاكمة في بداية الأمر، وقائداً للقوات الأمازيغية المساعدة للجيش المركزي.[٣]
التجارة والصناعة في مدينة تطوران مرتيل
تعد مدينة تطورات مرتيل مركزاً تجارياً قوياً، باقتصاد تدعمه الحرف والصناعات الخفيفة، بالإضافة إلى انَّها مركز ثقافي وتمتلك مدرسة للموسيقى، والعديد من المدارس الحرفية، والمتاحف الوطنية للآثار والفنون التقليدية، والمكتبات، ويعتمد سكان هذه المدينة في معيشتهم على زراعة الحبوب، وتعد زراعة القمح في المقام الأول، بالإضافة إلى زراعة أشجار الفلين، والزيتون، والحمضيات، والشاي، وتربية الأغنام والماعز والماشية، ونظراً لقربها من شواطئ البحر الأبيض المتوسط، تعتبر المدينة وجهة سياحية شهيرة لكثير من السكان المغاربة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث “Tétouan”, britannica, Retrieved 17-02-2018. Edited.
- ↑ “Where Is Tetouan, Morocco?”, worldatlas,02-10-2015، Retrieved 17-02-2018. Edited.
- ^ أ ب “تطوان .. مدينة مغربية فقدت طابعها الأندلسي”, aljazeera,27-01-2009، Retrieved 17-02-2018. Edited.