مدينة تطوان الحمامة البيضاء
مدينة تطوان الحمامة البيضاء
تحمل هذا المدينة عدة مسميّات منها: تطاون، وتيطاوين، وتقب بالحمامة البيضاء تيمناً بالتمثال المُجسد لذلك على مدخلها، وهي من المدن المغربية ذات الطابع الأندلسي، وتنفرد بحفاظها على الحضارة الإسلامية الأندلسية، ويظهر ذلك بما تحمله الأسر التقليدية في المدينة من قيمٍ ثقافية أندلسية، وخاصةً تلك التي قطنت المدينة القديمة وانتقلت بعدها إلى الأحياء العصرية، وجاءت مكانها العلائلات البدوية ذات المشارب الثقافية المتنوعية.
تسمية تطوان
تضاربت الآراء والروايات حول اختلاف سبب تسمية المدينة، ومن هذه الروايات:
- تطوان: وتُلفظ بكسر التاء ويليها سكون الطاء، ويلفظها معظم الناس كذلك منذ القرن الثامن، حيث جاء ذكرها في كتاب القرطاس، وكتاب دوحة الناشر لابن عساكر.
- تطاون: وتكون الطاء مُشددة، وهو النُطق المتداول بين كافة أهل المدينة، وجاء ذكرها في كتاب نزهة المشتاق للإدريسي.
- تطاوين: وتكون الواو مكسورة نظراً لوجود واو بعدها، ويشيع استخدامها في الوثائق والرسوم العدلية القديمة التي كان قد وثقها العلامة أبو علي اليوسي.
جغرافيا تطوان
تقع المدينة في الجزء الشمالي الغربي من المملكة المغربية، وتبعد عن سواحل البحر الأبيض المتوسط حوالي 10كم²، وتحيط بها كل من سلسلتي جبال درسة وجبال الريف قاتمة اللون، الأمر الذي ساهم في تعزيز حضور المدينة بلونها الأبيض الناصع.
تمتد مساحة تطوان إلى نحو 10.375 كم²، أي ما نسبته 1.46% من إجمالي مساحة البلاد، أما فيما يتعلق بحدودها فإنها تشترك مع مضيق جبل طارق بحدود من الجهة الشمالية، ومع أقاليم الحسيمة، وتاونات، وسيدي قاسم، والقنيطرة من الجهة الجنوبية، كما تُطل على البحر الأبيض المتوسط من الجهة الشرقية.
تتأثر المدينة بالمناخ المتوسطي بحكم موقعها على البحر الأبيض المتوسط، فيكون طقسها خلال فصل الشتاء معتدلاً نسبياً محملاً بالأمطار، أما في الصيف فتعيش المدينة طقساً حاراً وجافاً.
ديموغرافيا تطوان
تشير إحصائيات التعداد السُكاني لعام 2014م إلى أنّ عدد سكان المدينة قد تجاوز 380.787 نسمة، ويذكر بأنّها شهدت نمواً سكانياً ضخماً على مر الزمان، حيث رُصد معدل النمو السكاني السنوي نحو 3.39% خلال الفترة ما بين 1971- 1982، و ما نسبته 2.55% بين عامي 1982-1994م.
تاريخ تطوان
- تتمتع المدينة بتاريخ عريق، فيشار إلى أنه تم العثور على حفريات وآثار لها في مدينة تمودة ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والتي كانت قد تعرضت للدمار الكامل على يد الجيوش الرومانية سنة 42 قبل الميلاد، ويذكر بأنّ اسم تطوان أو تطاون مذكور في الأسفار منذ القرن الحادي عشر.
- تؤكد سطور التاريخ إلى أنّ السلطان المريني أبو ثابت كان قد أمر بإعادة بناء المدينة على هيئة قلعة محصنة سنة 1307م من مطلع القرن الرابع عشر، وجاء ذلك في خطوة تمهيدية لتحرير مدينة سبتة، وفي ظل الحروب الدائرة فقد دُمرت المدينة عن بكرة أبيها سنة 1399م على يد الملك الإسباني هنري الثالث.
- دخلت تطوان التاريخ الحديث من أوسع أبوابه في نهايات القرن الخامس عشر بالتزامن مع سقوط غرناطة بيد ملوك الكاثوليك سنة 1492م، وكانت قد استقبلت في تلك الفترة الآلاف من المسلمين واليهود القادمين من الأندلس ليستقروا فيها، فعاشت المدينة خلال هذه الفترة مرحلة ازدهار في الإعمار والنمو حتى أصبحت مركز احتضان الحضارة الإسلامية الأندلسية.