مدينة تامسنا في المغرب
مدينة تامسنا في المغرب
تامسنا هي مدينةٌ مغربيّة قديمة، وهي اسم المنطقة الممتدة بين وادي البيراق، ووادي أم الربيع، ويطلق عليها أيضا اسم تمسنا، ويطلق على هذه المنطقة في الوقت الحالي اسم زعير والشاوية، وهي الموطن الأصلي للبرغواطيين، حيث كانت المدينة عاصمةً لهم قبل تخريبها، وكانت فيما سبق تمتد لتصل حتى منطقتي آسفي وأغمات، وعلى الرغم من أن هاتين المنطقتين لم تكونا موطن البرغواطيين الأصلي، إلا أنهما كانتا تخضعان لحكمهم، وتامسنا هو اسم بربري زنتاني اللهجة، ويعني الخالي البسيط.
نبذة تاريخية عن مدينة تامسنا
فترة الموحدين
إبان هزيمة المماليك المرابطين القادمين من الصحراء العربيّة للبرغواطيين، غيّر الأخيرون ديانتهم، وأصبحوا سنيين مالكيين، وسكن منطقة تامسنا بعض البطون الصنهاجيّة، وبعد هزيمة المرابطين وأفول نجمهم، حل محلهم الموحدون الذين كانوا القوة السياسيّة الضاربة، وعلى الرغم من هذا فقد قاوم البرغواطيون جيوش الموحدين ببسالة، وتمكنوا من هزيمتهم عدة مرات، الأمر الذي أدى إلى استسلامهم في النهاية، وبهدف خلق توازن قبلي في منطقة المغرب الأقصى، جُلبت عدد من القبائل العربيّة الهلاليّة الإفريقيّة للاستيطان في عدد من المناطق، ومن بينها تامسنا التي سكنتها قبائل سفيان.
فترة المرينيين
بعد تمكّن المرينيين من الاستيلاء على مدينتي قبيل وفاس، وقبل التمكن من فتح مدينة مراكش، وفد على السلطان المريني الأمير الزياني يوسف يعقوب بن عبد الحق برفقة عدد من الجنود الزناتية والعربيّة الهلاليّة، وهو الأمير الذي ثار على أبناء عمومته، فأكرم السلطان المريني ضيافته، وأنزله مكانةً عالية، ووهبه جزءاً من تامسنا، وأطلق على هذا الجزء لاحقاً اسم شاوية، ويذكر بأن الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة كان قاضياً على مدينة تامسنا في العهد المريني.
فترة المرابطين
في بداية القرن الثاني للهجرة، ظهرت في المدينة نحلة صالح بن طريف البرغواطي، وجعل هذا الأمر للمدينة أهميّة كبيرة في ذلك الوقت، إلى الحد الذي جعل النيجر تقتبس اسم تامسنا لتطلقه على واحدة من مناطقها.
تولى إمارة المدينة الأمير بدر بن يعلى اليفرني، وعلى الرغم من هذا فقد بقي البرغواطيون يقبضون زمام المدينة والإقليم بأكمله حتى مجيء المرابطين، ومحاولتهم القضاء عليهم في بدايات القرن السادس للهجرة، وأدى هذا الأمر إلى مقتل شيخ المرابطين عبد الله بن ياسين، فثار ابن هود الماسي على عبد المؤمن بن علي الموحدي، وأدى هذا الأمر إلى إحكام سيطرته على تامسنا، وبهذا الأمر انتهت سيطرة الموحدين على المنطقة، ولم تبق تحت سيطرتهم سوى مدينتا فاس ومراكش، لكنّ عبد المؤمن تمكن من قتله، وبسط نفوذه من جديد على جزءٍ من الإقليم، وذلك بفضل النفوذ القوي للبرغواطيين، لكنّ يعقوب المنصور حاول تقليص هذا النفوذ من خلال نقل قبائل من بني هلال للاستيطان في تامسنا، وتمكّن السلطان عبد الرحمن بن أبي يلفوس من القضاء عليهم.
مدينة تامسنا اليوم
اختفى اسم تامسنا وطمس عن الوجود، لكنه عاد بعد ما يقارب 900 عام من القضاء على البرغواطيين وانتهاء عهدهم، حيث خرج هذا الاسم الأمازيغي مجدداً ليطلق على مدينة ما زالت قيد الإنشاء تقع بين عين عودة وتمارة.